قضايا

ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﻟﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ( ﺣﻜﻮﻣﺘﺎﻥ ﻭﻃﺎﺑﻮﺭ ﺧﺎﻣﺲ ﺗﺪﻳﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ) – ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻛﺒﻜﺎﺑﻴﺔ أنموﺫﺟﺎ (3 – 10 ‏)

عبدالحميد نورين الطاهر

اﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍلثالثة

[quote] تجارة المخدرات من المنتج للمتعاطي – من حدود تشاد مرور بسوق أبرم طاقيتك الي سوق كولمبيا – محلية كبكابية[/quote]

ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺭﺳﻬﺎ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻨﺸﺮ
ﻳﻘﻮﻡ ﺃﺳﺎﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻭﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ . ﻭﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺑـ《 ﺃﻥ ﻳﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ》 ، ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻨﺸﺮ “ ﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﺾ
ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ”، ﻷﻥ ﺧﺒﺮًﺍ ﻛـ “ﻋﺾ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ” ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﻭﻻ
ﺃﻫﻤﻴﺔ “ﻋﺾ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ” ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ. وﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍقع ، فبعض الاخوة الصحافيين يعملون في حركة دؤوبة لترجمة هذه القاعدة بمايناسبها من أحداث في مجريات الحياة ، وهنا أحاول تطبيقها لتشابه الحدث في الغرابة ، فبعد غياب دام سنوات قليلة زرت محلية كبكابية المدينة الخضراء الجميلة ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮلي لفت نظري ظاهرة تعاطي المخدرات عند الشباب والصبية لاسيما الفاقد التربوي والذي بدورهم ينقلونه الي تلاميذ وطلاب المدارس بمرحلتي الأساس والثانوي وبحثت عن مصدرها وجدت سوقا يسمي سوق كولمبيا يباع فيه المخدرات ، شككت في الأمر وبات غريبا لي ، لكن أدركت أن مدن دارفور التي تبعد عن المركز وعواصم الولايات كل شيء فيها وارد ، بإعتبارها إفرازات الحرب والفقر المدقع والجهل بالمخاطر الصحية والحياة عموما ، ولنتعمق في معرفة البيئة التي يعيشها المواطن بهذه المحلية ، وبما أن الانسان يمرض فإن المجتمع أيضا يمرض ، دعونا نتعرف علي إحدي هذه الأمراض والتي أصاب شباب مجتمع هذه المحلية وهي ((المخدرات)) .

تعريف المخدرات : ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ :
اﻟﻤﺨﺪﺭ :
ﺑﻀﻢ ﺍﻟﻤﻴﻢ ﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﺎﺀ ﻭ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﺭ – ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺀ ﻭ ﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﻝ – ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺘﺮ ، ﻳﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﺪَّﺭﻫﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ بمعني : ﺳﺘﺮﻭﻫﺎ ، ﻭﺻﺎﻧﻮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﻬﺎﻥ .
ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﻳﻐﻴﺒﻪ.

ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ :
ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﻣﺎﺩﺓ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻭ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﻭ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ اﻟﻤﺼﺤﻮﺏ ﺑﺘﺴﻜﻴﻦ ﺍﻷﻟﻢ . ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﺨﺪﺭ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ ((Narcotic
ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ‏( Narcosis ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻳﺨﺪﺭ ﺃﻭ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺨﺪﺭﺍً .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻄﺎﺕ ﻭ ﻻ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻣﺨﺪﺭﺓ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ .

اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ :
ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭ ﺗﺴﻤﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ
ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻭﻳﺤﻈﺮ ﺗﺪﺍﻭﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺯﺭﺍﻋﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ . ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﻓﻴﻮﻥ
ﻭ ﻣﺸﺘﻘﺎﺗﻪ ،ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ، ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻬﻠﻮﺳﺔ، ﺍﻟﻜﻮﻛﺎﺋﻴﻦ وﺍﻟﻤﻨﺸﻄﺎﺕ .
ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺼﻨﻒ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺃﺿﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻹﺣﺪﺍﺙ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ.

ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻰ : ” ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎﺩﺓ ﺧﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﺨﻠﻴﻘﻴﺔ ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﺩ ﺃﻭ
ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻣﺴﺒﺒﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ” .

ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ :
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ عموما ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
-1 ﻣﺨﺪﺭﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ : ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﻭﺍﻷﻓﻴﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻮﻛﺎ .
-2 ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺭﻓﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﻮﺩﺍﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺪﻳﻮﻛﺎﻣﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻮﻛﺎﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻙ .
-3 ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠﻴﻘﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻄﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﺋﺔ . ولكن الأكثر شيوعا في محلية كبكابية هي حديثة الصنع ولها أسماء مختلفة محلية شعبية وعلمية ، بعضها سائلة وهي خمور منها الوسكي والكونياك وشاشي وهذا يطلق عليه ( الطفل الهارب) ، ولفن برادو ، حشيش (بنقو) ، وترمول وهذان الأخيران يعد الأكثر شيوعا .
أولا – ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﻭﺃﺿﺮﺍﺭﻩ :
ﻳﺴﺒﺐ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﺗﺸﻮﻳﺶ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﺲ ﻟﻠﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻭﺍﺧﺘﻼﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎً ﺧﺎﻃﺌﺎً ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺜﺎﻗﺐ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﻗﺪ
ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ . ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﻧﺤﻮ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﻮﻛﺎﻳﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺸﻄﺎﺕ ﻭﻣﻬﺒﻄﺎﺕ ﻭﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﻫﻠﻮﺳﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ ﺑﻘﺘﻞ ﺃﻣﻪ ﺃﻭ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺘﻪ ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺃﻭ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﺘﻪ .

ثانيا – الترمول: وهذا أخطرهم فرنسية الصنع يشاع بأنه صنع خصيصا لترويض الخيول الجامحة نوعه حبوب ومخلفة بطبقة بلاستيكية، من نتائج تجاربه أحد الأطفال تناول حبة واحدة واستفرغ بعد فترة وجيزة وجد أن حجمها إزداد بحجم كرة التنس وبات لينا ، ومن بقي في مائدته يسبب حكة جلدية حساسية أثناء انتهاء تخديره ، وكذلك عدم الاحساس بالجوع وخمول دائم في الجسم يسبب آلام في الكلي بعد مضي أربعة أشهر ، أيضا من تعود علي تعاطيه ولم يجده يسبب له القلق والتوتر ويصاب بالصرعة بعد فترة قصيرة من تناوله ، الشريط به عدد (20) عشرون حبه سعره يتراوح بين 15-20 جنيها سودانيا ..قيل أنه يأتي من دولة تشاد اتصلت تلفونيا للتأكد من سعره في تشاد وجدته مايعادل (13) دولار للشريط ، مايعادل (175) جنيه سوداني ويباع بمبلغ (15-20) جنيها.. السؤال الذي يطرح نفسه هل مدفوع القيمة أم هي رسالة مدسوسة وموجه ليمتد لشباب السودان من هذه البوابة محوا للمشروع الحضاري ؟؟! لكم الاجابة (أنا مابفسر وإنت ماتقصر ).
سوق كولمبيا البيع المباشر علي عينك يا ناس وكل الناس (مدني ، عسكري ، مليشي) دون استثناء : سمي بذلك تيمنا بدولة كولمبيا واشتهارها بالعصابات المحترفة في تجارة المخدرات ، أما هنا يعتبر البيئة الخصبة لتعاطي وترويج المخدرات أي البيع المباشر وحتي تاريخ كتابة هذه الأسطر يمكن للمواطن العادي أن يشاهد بين متاجر هذا السوق مجموعة شباب مسلحين يحضرون (سجارة) البنقو ويتم تناوله حالا ، وبعض أصحاب المتاجر أغلقوا أبوابهم حتي لا يصبحوا مدمنين ب (البلوتوث) بالشم حيث الهواء (الجو) ملوث ، ولا أحد أيا كان يستطيع الاقتراب ، بإختصار ، هم مسلحون ، أما الجو ، يا له من جو ! مياه الأمطار راكدة علي جنبات المتاجر كأنها نهر صناعي ، وأشعة الشمس تتسلل بين فروع الأشجار وتنعكس منظر السحب علي سطح الماء وظل المتاجر ترسم لوحة كأنها ناتحات سحاب ، فعلا ينتابك إحساس وكأنك في منتجع (سانتا مارتا) الكولمبي حيث الطبيعة تصحو ، في هذا السوق كان يفترش ويباع المخدرات كالخضار تماما .. ويقول الأهالي بعد أول زيارة للوالي عبدالواحد يوسف لكبكابية بعيد تعيينه واليا لشمال دارفور ، نما إلي علمه أمر هذا السوق ، وأمر بضبط الفوضي وتطبيق القانون وتم إيقاف تجارة المخدرات بالسوق ، ولكن بعد فترة وهدوء الأجواء عاد نشاط تجارة المخدرات في السوق مجددا ولكن داخل المتاجر وليس خارجها كما كان ، وكل من يدخل السوق مسلح تحوطا للدفاع عن النفس في حالة تدخل الشرطة ، ولعل من المعروف لدينا كسودانيين هناك بعض الأشياء لها زوج بالعامية (جوز) وعلي سبيل المثال : [ البلح جوزه الفول السوداني ، والكروراك الزغاريد ، والعصيدة الملاح ، والحلة أكيييد البصل ، ودقة المطرة مع أبترونقا ، أما المخدرات قطع شك السلاح ] وبجانب المخدرات سألت – برااااحة ياجماعة كل شخص شايل ليهو سلاح ويلبس كما يشاء من وين السلاح ده – هل هناك تجارة للأسلحة !!، لم أكن مصدقا لكن المعلومات من الجميع تفيد بذلك وأدعو الجهات المعنية للتخفي والتأكد .. تكدملت بالكدمول ودخلت السوق برفقة أحد معارفي ولعب دور السمسار وشخصي المشتري ، حينما توجهنا لمتجر ما وبعد التحية استقبلت بحذر لأني غير مألوف لديهم ووجه التاجر سؤالا لصديقي الشفت ده من ضراكم ؟ وأومأ رأسه بالايجاب وأشار لي بالجلوس وسألني عايز خفيف ولا تقيل – لغة نوع البضاعة – وأردف التقيل تسليمه يتم خارج السوق أما الخفيف هنا – إنتابني شعور اختار الخفيف تمهيدا للتقيل واذا أمكن نعمل لي حركة صغيرونة كدة نتفاوض بيها وندخل قصر البندر حيث السلام من الداخل.. كنت بحلم وصحيت من الحلم – جذب التاجر (كيس) يزن 25 كيلوجرام وأخرج كمية مسدسات بأحجام مختلفة وصناعات مختلفة عراقي ايراني بلجيكي…الخ . سعة 9/10/12 طلقة (وكم ملي كدة )، الاسعار بين ثلاثة ألف الي تسعة ألف جنيه، شكرته علي أمل أن نأتي لاحقا لأشتري مسدسا ولم أعد ، وماذا عن أسعار التقيل ؟ وعلي النقيض دخلت السوق الموازي لكولمبيا سوق السلع لمعرفة أسعار السلعة الأخري وكيف يعيش المواطن بين مطرقة سوق كولمبيا وسندان سوق السلع وخرجت بالمقارنة التالية :
الأشياء الأخف والتسليم مباشر: (الطبنجة صناعة عراقي ايراني بلجيكي…الخ يتراوح سعره بين 3-9 ألف جنيه ،رطل القندار والكمبة والعرق الأحمر والأبيض ب26 جنيه والكشبرة والويكة والصلصة المسحونة ب15 جنيه للرطل وغير المسحون ب10جنيهات ،والتوم 15جنيه، كشبرة مشكوك بالبصل والكمبة 20جنيه للرطل أما البن 22جنيه ، الكول 40 والشطة 40 وشرموط سمك مجفف 50 وشرموط بقري مجفف 50 جنيها للرطل ) .

الأشياء الخفيفة والتسليم أيضا مباشر : الكلاش 4.500 ،( الجيم ثري3) 9000جنيه ، السكر (50كجم) 580جنيه ، جوال البصل 560جنيه ، جوال عيش دخن 360 ، عيش ماريق 300 جنيه للجوال ، أوكاش تدفع وتستلم . الأشياء الثقيلة والتسليم خارج السوق: يشاع أسعارها ولا أدري يتم التسليم فعلا لمن أراد الشراء أم هي وسيلة إحتيال – لكن كسودانيين نتفق جميعا في معني المثل القائل (مافي نار بدون دخان )، مع العلم هناك عربون يدفع ، القناصة 11000، القرنوف 15000 ، آر بي جي 16000 ، الدوشكا ب18000 ، وأخيرا السلاح الأبيض (السكين) حديد بلي بمبلغ 100جنيها – لكن ماااا سكين – وبيت السكين أي (غمده) أحمر الرأس ب 50جنيه ، من لديه جوال دخن في منزله يحمل طبنجة في حزام بنطلونه أو كلاش داخل سترته ، الكل مسلح إما ناري أو أبيض ، فوضي عارمة لإطلاق الأعيرة النارية ليلا يوميا بسبب أو غيره .

سعادة الوالي الراعي: هذه هي البيئة التي يعيش فيها المواطن بالمحلية ، وهذا مايجر هناك ، نعكسه كما هي ليس من باب التعرية أو المكايدة السياسية ،أو بحثا عن وظيفة كما درج بعض الصبية لمخاطبتكم بها إبان قدومكم ، بل من باب الشفافية (المكاشفة) والتبصير بهموم المواطن، وكشف الجانب الخفي للتقارير التي ترفع ربما مغلفة بعبارات رنانة علي شاكلة الوضع مستقر بالمحلية ياسعادتك ، بغية انقاذ هذه المحلية من مستنقع الأمراض التي تحيطها، فإذا كان للسلاح خيرا فدعه بين يدي مواطنيك وثقفهم علي استخدامه ، أما اذا كان لاخيرا مرجو من السلاح ، ندعو معاليكم للجلوس مع مواطنيك والشباب لوضع آلية لنزع هذا السلاح المنتشر ، وحتي يكون الحل جذريا أقترح أن تتحمل الولاية دفع قيمتها وجمعها من المواطن ويكون السلاح في يد الدولة فقط . ويشاع أن لا وجود للحركات في هذه المحلية منذ ظهورها ، وطالما أعلنت الحكومة رسميا انتهاء الحركات في دارفور ، اذا دعونا نتحرك جميعا راعي ورعية لجمع السلاح لصالح الوطن أما إذا كان غير ذلك ننتظر أمرا كان مفعولا وعلي رأي المثل (البجي من السماء بتحملو الواطة ) حتي اذا كانت مخرجات الحوار الوطني من سماء الخرطوم ووجدت الأرض الخصبة يمكن أن تنبت أما اذا كانت في بيئة مثل الذي نشاهدها في هذه المحلية فتصيبها البودا وتموت .
من أين يغزي سوق كولمبيا بالمخدرات ..؟ أتمني أن تساعد هذه الجهد القليل والمعلومات البسيطة السلطات المعنية حتي نساهم جميعا في انقاذ شباب مجتمعنا والذي أوشك علي الهلاك .. ووفقا للمعلومات التي توافرت لدي أنها تأتي من الغرب حيث حدودنا مع الدول الفرانكفونية وإحدي هذه الطرق مدينة الجنينة حيث يصل إما بالمواتر أو السيارات ، قررت السفر الي مدينة الجنينة لتقصي مايشاع بنفسي ، هل هذه المعلومات صائبة أم غير ذلك حيث وجدت الدهشة حد الدهشة الخيال والواقع تزاوجا وأنجبا مولود سمي (مصلحتك فوق الكل)!! تخطي كل القيم والأعراف والموروثات وشاهدته في سوق يسمي (أبرم طاقيتك) بمدينة الجنينة.

الطريق الي الجنينة (بلد أبوه) : إمتطيت سيارة ليست لوري هينو لأتفسح في رمالة كما غنتها بلوبلو نجفة عصرها ، ولكن تملشنت قسرا وإمتطيت لاندكروزر مقطوع الرأس كما سيارات الحركات المسلحة حيث هي الوسيلة الوحيدة لتنقل المواطنين من وإلي المحلية التي تكتظ بها سيارات اللاندكروزر وكأنها وكيل أول لشركة تويوتا بافريقيا ، وعقب خروجنا بمسافة 30 كيلومتر من كبكابية صوب الجنينة عن طريق سرف عمرة شاهدت مجموعة شباب مسلحين يمتطون مواتر ، بعد أن نما لعلمهم قرار وشيك بمنع دخول المواتر لمدينة كبكابية ، باتوا يتجولون بها خارج المدينة بترقب ، الجو خريفي والدنيا (درت) المحاصيل علي وشك الحصاد ، المزارع بالقرب من المدينة حيث الشباب مدنيين يتناوبون علي حراسة عرضهم (الأمات والأخوات) من جرائم الاغتصاب ، وطالما السلاح منتشر اذا كل الاحتمالات مفتوحة ، لا يوجد أثر للقري سوي الأطلال ، ولا الحيوانات الأليفة أو المتوحشة سوي العظام المتناثرة من هنا وهناك ، المدينة الاسلامية إحدي أشهر الخلاوي ساهمنا في تشييدها في العام 1992 حيث كنا طلابا بالمرحة المتوسطة وسنويا تخرج 350 حافظ قرآن شردوا بفعل الحرب ولحادثتها قصة تروي بأن عندما هجم عليهم المليشيات تطاير الزنك من علي أسقف الفصول والعنابر وباتت تقاتل الجناة تقص الحصان ومن علي ظهره علي اثنين مناظر مرعبة انتصر الحق في نهايتها وفر من بقي من الجناة ، فيما الصبية غادروا الخلاوة بعدها لعدم إستتباب الأمن.. ولكن تسمع آذان الصلوات الخمس حتي الآن علي أطلال المسجد . لله درك ياوطن .
وصلنا بركة سايرة قبيل صلاة المغرب ويبدو علي المنطقة أنها منطقة عمليات الكل يسرع في قفل متجره سألت أحد التجار وقال ربما تنهب إن بقيت لوحدك ، اذا الأمن فيه خلل أيضا ، توجهنا صوب محلية سرف عمرة والتي تبعد مسافة ساعة عن بركة سايرة ، وفي عمرة وجدنا كمية من سيارات الكروزرات تجوب الشوارع والمحطة كل يحمل الركاب والبضائع الي حيث وجهته ، وفي الصباح مؤشرات المخدرات بائنة تشاهد أكياس الشاشا فارغة تحمله الهواء الي حيث إتجاهه ، سألت أحد أصحاب البترينات إن كان لديه المخدر شاشا للبيع رد بقوله : (ناسو لسع مافتحوا ) حيث الوقت مبكرا جدا ، لكن السعر ذاته في كبكابية .
توجهنا صوب مدينة الجنينة والتي تبعد مسافة أربع ساعات أيضا ، هنا الطريق أكثر وعورة مياه راكدة أرض طينية وديان بعرض 500-800 متر ، هنا يكثر الرعاة ونوع الماشية أبقار وإبل تشاهدها في عملتي النشوخ والعوتي ، نوعا ما ينتابك ذكريات الحياة الجميلة لانسان دارفور قبل الحرب حيث ينصهر النشاط السكاني بالتبادل التجاري نقدي أو عيني – عيش دخن يبدل بالسمن ، والويكة بالروب ، وشرموط غزال بالسكر … إلخ ، أيام لها بنقس ، عبرنا بمنطة فجرة وبدا الزراعة فيها تتعافي ، ومنها الي منطقة مكشاش بها سوق شاهدت في مدخلها فانيلة ميسي بجانب فانلة رونالدو الدون وبول بوغبا ملوك الكرة الأوربية ، موضوعة في أعلي متجر شكله راكوبة وبجانبها الكاكي وشنط المهمات العسكرية فارغة للبيع ، ما الأمر لاتدري ، لكنه سوق ، وعند مغادرتنا حدود قرية مكشاش ودعنا طفل يقف علي بوابة القرية يحمل فأس صغير بسلام سلاح كحرس القصر تماما، العبرة أن كل إناء بما فيه ينضح ، دخلنا قرية شاواي ومن ثم أبنعيمة حيث يكثر فيها الرعاة وهذه المرة يمتطون الجياد وعلي جنباته مخالي كبيرة مفردها (مخلاية) مابداخلها خلوها مستورة ، المنطقة بها برك ومجاري المياه حيث تسقي الأنعام ، والأطفال لسان حالهم يشير الي تنامي العنف في نفوسهم نصبوا سيارتنا بالحجارة وأشروا لكلابهم لملاحقتنا كلاب صيد سريعة والسيارة أسرع ولم يبالي السائق ، ونحن علي مشارف منطقة أزرني التي شهدت المجزرة الشهيرة في 25آيار مايو2016 [ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺨﻼﻑ ﺣﻮﻝ ﻣﺎﻝ ﻟﻤﺴﺘﺄﺟﺮ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺳﺘﺌﺠﺎﺭ ‏( ﺩﺭﺩﻗﺎﺗﻪ‏) ﻟﻨﻘﻞ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﻢ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺇﻋﻄﺎﺀﻩ ﺣﻘﻪ ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺸﺎﺩﺓ ﻓﻘﺎﻡ ﺻﺎﺣﺐ ‏(ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﻗﺔ‏) ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ ﻃﻌﻨﺎﺕ ﻟﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ بإﺳﺘﺌﺠﺎﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﺮﻓﺾ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﻭﻗﺎﻡ بجلده بالسوط وإﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻩ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﻭﻣﻬﻴﻨﺔ ﻟﺘﺮﺩﻳﻪ ﺍﻟﻄﻌﻨﺎﺕ ﻗﺘﻴﻼً ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻣﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻗﺘﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 8 ﺃﺷﺨﺎﺹ حالا ﻭﺟﺮﺡ ﺁﺧﺮﻳﻦ توفي منهم 3لاحقا ] ولازال أثر الحزن والكآبة تخيم علي المنطقة، فجأة توقف السائق وقال مسرعا : شيل القشطة شيل القشطة ، لم أفهم شيئا لكن لاحظت خمسة من الركاب قاموا بحركة سرية ونزعوا القشطة ، سألت جاري وأفاد بأن القشطة هي الكدمول وفي هذه الولاية ممنوع إرتدائه ، وتحركنا مسافة كيلو مترا واحدا ووجدنا لافتة مكتوب عليها ، مرحبا بكم في أزرني قف للتفتيش، وصلنا رجل شرطة عسكرية بكامل زيه الضبط والربط ومعه شرطي بوليس – شعرت بأني في السودان حيث هيبة الدولة – طلب الشرطي من أحد الركاب النزول وكان يلف كدمول وبعد دخوله المكتب أشار الي أن ما يرتديه عمه بيضاء ولكن قماشه التترون وقورن له بعمة عادية لكن اعتزر أنه لم يكن لديه عمة بذات المواصفاة ، تم التأكد من هويتنا وسمح لنا بمواصلة السير، لاحظت اللواري الخارجة من الجنينة يفتش عبر مدخل أزرني تفتيشا دقيقا ، ثم الي سرف عمرة وكبكابية والفاشر ، لكن الكروزرات تعبر عادي ، أكرر عادي بعد توقفها وإعلان وجهتها فقط ، ولكن هي تحمل ركاب وبضائع مانوعها لا تدري !! ربما بيت القصيد ، تحركنا الي الجنينة دار أندوكة ونهار ذات اليوم توجهت الي سوق أبرم طاقيتك ، حيث يشاع بأن تجارة المخدرات هو النشاط الرئيسي فيه ، وقبيل دخولي وأنا أستعد لجمع بعض المعلومات من المتاجر المجاورة لسوق أبرم طاقيتك ، لاحظت قوة من الشرطة تداهم السوق وتقبض علي عدد كبير من تجار ومروجي المخدرات ، وقلت الحمد لله أن نشاهد حتي القليل من فرض هيبة الدولة والقانون في هذه الولاية ومسؤولين يفرضوا هيبتهم من أجل حماية الشباب في المدينة، والمشهد كأن الولاية خالية من وزارة أو مؤسسة تنظف شوارع المدينة ، تتراكم النفايايات علي جنبات الشوارع وأزقة الأسواق النظافة يتم بترلات تقليدية أظنها تساهم في تلويث البيئة أكثر مما عليه حيث تتطاير النفايات منها وهي في طريقها للتفريغ ، والغريبة أن معظم النفايات عبارة عن أكياس المخدر شاشا !! وكأنها أكياس مناديل ورق في إحدي جامعات المركز في فصل الصيف . كم هائل من من شربها وأدمن عليها وهناك الأخطر منه ، سألت عن مدخلها قيل الحدود والتي لاتبعد سوي 40 دقيقة وجدت عملية الدخول والخروج بضوابط كما مدخل أزرني لكن هناك منافذ للتهريب علي بعد مسافات بعيدة من البوابة الرئيسية ، وخلصت الي أن المخدرات يمكن أن تدخل بأي طريقة من تشاد والذي تمتد حدودنا معها لما يقارب الألف كيلومتر فضلا عن افريقيا الوسطي ، أصبح تجارتها في أيدي جهلاء لايدركون عن خطورة المخدرات سوي مصلحتهم الذاتية ،وأن هذه المخدرات لاتضمن لها حدود كل السودان يتضرر منها ، وهنا أورد خبر وجدته مرفقا بالصور في وسائط التواص الاجتماعي يفيد بالآتي :[ضبطت صباح اليوم 5 اكتوبر 2016شرطة مكافحة التهريب بجمارك وﻻية شمال كردفات كميات كبيرة من الحبوب المنشطة وكريمات تبييض البشرة وقوارير الوسكي وكمية كبيرة من الحبوب المختلفة ..حيث قدرت كمية هذة الحبوب بمبلغ ثﻻثة مليار وسبعمائة وستون الف جنيه….تم ضبط هذة الحبوب بمدخل مدينة اﻻبيض الشرقي في داخل بص سفري قادم من مدينة الفاشر … وكانت وجهة هذة المضبوطات مدينة الخرطوم والوﻻيات الشرقية وهذه المضبوطات. تم تهريبها من الدول اﻻفريقية المجاورة تم عرض هذة المضبوطات لوسائل اﻻعﻻم بالوﻻية وذلك بحضور السيد مدير شرطة الوﻻية اللواء الهادي احمد الدحيش والذي بدوره اشاد بشرطة مكافحة التهريب بادارة جمارك الوﻻية لدورهم وجهدهم الكبير في مكافحة التهريب بكل اشكاله في الوﻻية…] العبرة في الخبر أن المخدرات خرجت من الفاشر ، وفي طريقها للخرطوم والولايات الشرقية ، إذا تساءلنا بأي الطرق دخلت الفاشر ربما عن طريق كبكابية الجنينة أو غيره .
السيد الوالي : نحن ندرك أن {ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ضرر المجتمع الذي يديره الحاكم ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺗﺼﺮﻓًﺎ ﻳُﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺇﺧﻼﻝ ﺑﺄﻣﻦ ﻭسلامة المجتمع ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻮﻻﺓ، ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺃﺣﺪًﺍ ﻣﻤﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻱ ﺟﻬﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ تستر الحقائق ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺓ ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، لم أشاهد أحدا يحاول الخروج عليكم سوي هؤلاء المجرمين تجار المخدرات والسلاح يعملون علي الاخلال بالأمن وتفكيك المجتمع ووجب تبليغكم إنطلاقا من معان قيم السنة والشريعة ومشاهداتي كأحد الرعية وننتظر بسط القانون لوأد جرائم المخدرات ، قتل الأبرياء ، نهبهم ، إبتزازهم ، تجارة السلاح المنتشر والانفلات القانوني في مهدها ، ولكبح جماح الطابور الخامس الحكومي وهم : بعض المسؤولين والموظفين الذين يشاهدون المخاطر تحيط حياة المواطن ولايبالون حتي بالقسم الذي أدوه يوم تعيينهم في دواوين الدولة زغ ، تصاب بالدهشة حينما يتم القبض علي مجرم ويسلم للقانون وبعد (24) ساعة تشاهده حرا طليقا دون إنصافك وحينما تسأل يقال لك ماعندك دليل!! ، ويأتي المجرم أمامك ليقول ها أنذا خرجت ! ، كمواطن تصاب بالإهباط وعدم الثقة في من يحيطون بالقانون ، وهذا واحد من إثنين إما سياسة لوبي داخل حكومة لافشال الوالي لشيء في أنفسهم ، أو ناس (أمبلنقي) – سااااكت – يستغلوا وظائفهم لتحقيق مصالحهم تحت حماية القانون وهؤلاء يصارعون طموحاتهم منهم من لديه عمارة لم تكتمل بعد وعربة علي وشك استلامه وقطعة أرض تحت الاستلام و…إلخ ، وأعتقد أحد أهم الأسباب أن الرواتب ضعيفة ، لذا وجب تحسين الرواتب التي لا تخطي احتياجات حتي رب البيت (الرئيس) كما قال في لقاء تلفزيوني في هذا الشهر أجراه حسين خوجلي الذي أردف : وراجل مرتين يعني كلما كبر البيت ذاد الاحتياجات ، لكن جميل أن الرئيس قال أنه من أسرة يمتهن الزراعة وهو أيضا لديه مزرعة ، لكن المشكلة ياسعادة الوالي يكمن في أن بعض الموظفين – لايمتلكون (بولاية) بضم الباء للزراعة – وبالتالي يلجأون للزراعة في أي مكان ، المكتب ، تحت التربيزة أومحل شية ، ضبيحة في بيت مواطن كسار تلج …الخ ، علي حساب المواطن المغلوب علي أمره .. لم يبرح مخيلتنا قول شاعرنا اذا كان رب البيت بالدف ضاربا ..فشيمة أهل البيت الرقص والطرب ، لديك مجموعة من الموظفين (بجبجبو ساااااكت ) أيضا علي حساب المواطن ، من الأفضل نقل أي مسؤول في رئاسة مؤسسة في هذه المحلية كل ستة أشهر حتي لا يتمادوا في اللامبالاة بقضايا المواطن ، ويقعوا ضحايا لأكثر من (20) فرد من مواطني المحلية هؤلاء تخصصوا في -كسير التلج – للمسؤولين ويفتحوا آفاقهم للفساد الاداري والمالي ويقدمون مقترحات بذلك منها سعادتك الميدان الفلاني ينفع بيوت أو دكاكين والعربات الملجنة ممكن يتم دلالتها و…إلخ ، وأعطيكم (بخرة) من باب ذكر وفق النتائج حتي الآن للذين درجو علي أكل المال العام بالخفاء ، أن الأموال التي تأخذ خلصة للمصلحة الشخصية نتائجها أطفال لديهم مشكلات صحية مستعصية والاجتهاد في اجراء عمليات جراحية ويتكرر أن تنجب طفل آخر بذات الشكل وتصرف كل هذه الأموال في علاجه ولا فائدة ، من نشأ بالحرام يعيش في نتائجها أمراض نفسية وضعف نظر – وحاجات تاااانية ، ونلاحظ ذلك في من أكلوا أموال الناس بالباطل في سوق المواسير الشهير بالفاشر ، المجتمع يتحدث عنهم ( إن الله لايغير مابقوم حتي يغير القوم ما بأنفسهم ) ،ربنا يعينك لما فيه الخير والصلاح للعباد ، واللهم بلغت فأشهد . نواصل….

مقالات ذات صلة