الخرطوم ــ صوت الهامش
قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ”يونيسف“ إن شخصين من كل خمسة أشخاص في السودان لا يمكنهم الحصول على خدمات ماءِ شربٍ آمنٍ أساسية.
أكدت على أنه بدون الماء الآمن، يواجه الأطفال مخاطر متزايدة للإصابة بالأمراض، وتفويت الدراسة، وهم معرضون لمخاطر النزوح المتزايدة.
وأضاف أن هذا الواقع يعيشه ملايين البشر في السودان، والكثيرون منهم أطفال، ضعيفون إلى حد بعيد هو ”أمر يدمي القلوب أمر لا نستطيع أن نتقبله ويدفعنا لأن نجِدَّ في العمل.“
وعلى الصعيد الوطني، فإن موارد المياه تقف عند 60 بالمائة من التغطية المطلوبة، مما يترك 40 بالمائة من المواطنين تحت رحمة كميات غير كافية أو غير آمنة من الماء. إن الوصول المنصف لماء الشرب يبقى تحديا في السودان حيث يسود تباين واسع في أنحاء ولايات الغضارف، والنيل الأزرق، والبحر الأحمر التي سجّلت أكثر الأرقام انخفاضا.
وتابعت المنظمة الأممية أن الحصول على إمدادات آمنة يعوّل عليها من الماء كفاحًا يوميًا بالنسبة للكثيرين من سكان الريف في السودان إذ أن 53 بالمائة فقط من العائلات في الريف تتوفر لهم موارد مياه شرب محسّنة ضمن نطاق رحلة تستغرق 30 دقيقة مشيًا على الأقدام.
كما أن 28 بالمائة محصورون أكثر ويحتاجون للسير مسافات أبعد، أما بقية سكان الريف فليس أمامهم إلا الماء الملوّث الموجود في حفر مائية ضحلة أو إمدادات غير محمية. كما أن 25 بالمائة من موارد المياه في جميع أنحاء البلاد لا تعمل.
وأشارت إلى أن كل ذلك يحرم الناس في السودان من حقهم الإنساني الأساسي في التمتع بماء شرب آمن ونظيف.
السودان هي خامس أضعف دولة في العالم من ناحية تأثرها بالتغيّر المناخي. ولأن 151 محليّة من محليّاتها الـ189 صنّفت على أنها سريعة التأثر بالمخاطر الطبيعية، خاصة الفيضانات وندرة المياه(CLAC 2022)، ويعيشون أطفال السودان في ‘مخاطر (CCRI 2021) عالية للغاية’ للتعرض للصدمات المناخية والبيئية.
نوهت إلى أن مواسم الجفاف الأطول وفترات القحط تزيد الطلب على الماء ويستفحل الضغط على مصادر المياه المحلية، كالمياه الجوفية، وهو ما يرفع من مخاطر العنف والنزاعات.
وقد تتسبب الهطولات المطرية الغزيرة بالفيضانات، ما يؤدي إلى تلوّث مصادر المياه وتخريب البنية التحتية المحدودة والمتدهورة أصلًا بينما ترتفع مستويات البحر مما سيؤدي إلى تسرّب المياه المالحة وفقاً لتقرير الأطفال والتغيّر المناخي، 2022CLAC.
وقالت المنظمة في تقرير لها طالعته صوت الهامش، إنه من المحزن أن خدمات موارد المياه غير الكافية والضعف الشديد أمام صدمات التغيّر المناخي، تؤثّر في معظم الأحيان على الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما يبقى هناك رابط قوي بين ندرة المياه وتعليم البنات. ففي 2022، أبلغت 46 بالمائة من المدارس أن الأطفال لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب في السودان.
وإضافة إلى الصرف الصحي السيئ والمستوى المنخفض لممارسات غسل اليدين، اوضح التقرير ان ذلك يشكّل مخاطر جدّية على الأطفال والمجتمعات المحلية، ويؤثر تأثيرًا كبيرًا على ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وانتشار الأوبئة، والوفيات غير الضرورية. وفي 2022، عانى أكثر من ثلاثة ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، ترافقت حالات 50 بالمائة منهم مع إسهالات متكررة أو عدوى ديدان تتصل بنوعية المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
ورغم ذلك يقول التقرير أن هناك تقدم في توفير إمدادات المياه للمجتمعات المحلية في السودان منذ عام 2000، ففي 2021 و2022 على سبيل المثال، وفّرت يونيسف ماءً نظيفا آمنًا لأكثر من 6.14 مليون شخص في أوضاع إنسانية – 23 بالمائة من الناس المحتاجين. كما حصل أكثر من 939,0000 شخص على خدمات ماء شرب أساسية دائمة من خلال دعم اليونيسف، 76 بالمائة منها عبر إسهام الشركاء في القطاع.
مع ذلك فإن الوصول إلى الماء الأساسي ما زال يقدّر حاليًا بـ 60 بالمائة وأن ذلك يتطلب المزيد من الدعم والجهود المركّزة للوصول إلى تحقيق هدف التنمية المستدامة العالمي 6.1 في الوصول الشامل لموادر المياه الأساسية بحلول عام 2030 وكسر الحلقة المفرغة القاتلة من انتشار الأوبئة، والقتال من أجل الماء الذي يدفع بالبلاد نحو مزيد من حالة التأزم.
في اليوم العالمي للمياه، ناشدت يونيسف الحكومات، وشركاء التنمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمجتمعات المحلية تجديد التزامها بتحقيق الوصول المُنصِف إلى مياه الشرب الآمنة والمتاحة للجميع في عام 2023.