الفاشر – صوت الهامش – 22 أكتوبر 2025
قالت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر إن نحو 239 طفلاً توفوا جراء الجوع خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع، محذّرة من “كارثة إنسانية غير مسبوقة” تهدد حياة آلاف المدنيين المحاصرين.
وذكرت التنسيقية، في بيان نُشر أن الوضع الإنساني في المدينة بلغ “مرحلة الانهيار الكامل”، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية لم تدخل الفاشر منذ عدة أشهر، وأن المستشفيات “تعاني من انعدام الغذاء والدواء والوقود”.
وسرد البيان قصة مؤلمة لأم فقدت طفلتها أثناء النزوح من المدينة، قال فيها:
“هذه الأم تجلس أمام جثة طفلتها هاجر إسحاق التي ماتت جوعاً أثناء النزوح من الفاشر… لماذا لا تُروى حكاياتهم ولا تُنقل مآسيهم؟”.
ودعت التنسيقية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لرفع الحصار عن المدينة والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية، مؤكدة أن “العالم يلتزم الصمت وكأن الجوع لا يقتل، وكأن البكاء لا يُسمع”.
يأتي هذا النداء في وقت حذرت فيه منظمات دولية، من بينها منظمة إنقاذ الطفولة ، من أن الأطفال في شمال دارفور “يموتون بصمت” نتيجة الجوع ونقص المساعدات. وقالت المنظمة الأسبوع الماضي إن أكثر من 17 طفلاً قتلوا في هجوم على مركز دار الأرقم للنازحين في الفاشر، مؤكدة أن المدينة تخضع لحصار خانق منذ أكثر من 500 يوم.
كما أكدت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في إقليم دارفور “بلغ مستويات كارثية”، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل مناطق القتال، وأن الاحتياجات الغذائية والطبية تجاوزت قدرات المنظمات العاملة داخل السودان.
وتعد مدينة الفاشر، آخر عاصمة ولائية في دارفور ما تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، بؤرةً للقتال منذ منتصف عام 2023، وتواجه حصاراً مطبقاً تسبب في انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وارتفاع معدلات الوفاة بسبب الجوع والمرض.
