مقالات وآراء

وطني يؤلمني (9)

وطني وطني مهما كتبت ومهما بكيت لن اوفيك حقك وطني الغالي ليس عيباً أن ابكي طالما البكاء من أجلك وليس عيباً أن تذرف عيناي بالدموع طالما الدموع تعبر عما يجول بخاطري تجاهك ، وطني قد يصعب على الإنسان أن تخرج قطرات من جسده على خده ولكن تهون عندما يعرف بان الدموع تطفئ ناراً تشتعل بداخله ، أه أه كم أنت غالي علي ياوطني وجراحك تؤلمني هل تعلم يا وطني إنني احبك ومن خوفي عليك بكيت لا ادري لماذا ابكي عندما أخاف وعندما افرح .. كم تمنيت أن تعود بنا الايام إلي الوراء ليالي الثمر في البوادي والوديان حتى امسح بها هذه الدموع الحارقة .. ولكن بفضل شياطين الانس راحت كل الذكريات الجميلة وتبعثر النسيج الاجتماعي واصبح الكل منا متشائم من الوطن ، ولكن يا أحبتي مشكلتنا ليس الوطن ، أموت أنا ويموت غيري والوطن باقي إلي أن تقوم الساعة ، فالمشكلة هي البشر وليس الوطن ، وطني أن دمعاتي التي من أجلك خلقت ومن أجلك تكونت في داخلي ومن أجلك تسيل وهي تحمل معها كل المعاني ، ليس عيباً أن اعترف بذلك وليس خوفاً ولا خضوع فالاعتراف بالحق فضيلة ، أن بكائي هو عنواني إن بكائي هو إحساسي وتعبيري .. كم تمنيت أن احتبس هذه الدمعة في داخلي ولكن أجدها تخرج من أعماقي في ظل الظلم والفساد والاستهتار . أين الرحمة وأين الطيبة السودانية كم تمنيت أن أكون بلا دموع بلا عيون بلا إحساس ولكن هذا هو القدر يا وطني قد يبكي الإنسان على وداع أمه وأبيه وقد يبكي على فراق أبناءه ولكن اشد البكاء حرقة هو أن ينزف الوطن دماً أمام عينك ، لم اعد أرى طريقاً للأمل فقد ضاع الوطن واصبح دمعي في كل الدروب
وطني هذه هي ناري فهل رأيت ناراً وقودها الدموع إنني اكتب لك حبراً يمتزج بمشاعر وإحساس البكاء أه أه أه كم أنت غالي علي يا وطني .
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock