الخرطوم _صوت الهامش
أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أمله في تعيين مبعوث خاص للسودان قريبًا، في إطار جهود الإدارة الأميركية لإعادة تنشيط دورها الدبلوماسي في التعامل مع الأزمة السودانية، التي تزداد تعقيداً وتداعياتها على الصعيدين الإنساني والإقليمي.
وجاء ذلك خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، حيث مثّل السيناتور الجمهوري ماركو روبيو موقف الإدارة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع الإمارات وعدد من الدول الأخرى حول مخاطر تحول النزاع في السودان إلى حرب بالوكالة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشراً لاستقرار المنطقة.
لكن الجلسة سرعان ما تحولت إلى ساحة انتقادات، أبرزها من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولان، الذي اتهم روبيو، إلى جانب رجل الأعمال إيلون ماسك، بالتسبب في تجميد المساعدات الإنسانية للسودان، ما أدى إلى إغلاق نحو 80% من مطابخ الإغاثة وحرمان مليوني شخص من الغذاء.
وقال فان هولان في حديثه: “الأمهات والآباء والأطفال ماتوا جوعًا لأن أطنان المساعدات تُركت تتعفن في المستودعات، فقط لأنكم لم تسمحوا للوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالقيام بعملها.”
ووصف السيناتور الوضع في دارفور بأنه “إبادة جماعية”، مؤكدًا أن من غير المقبول أن يتم قطع المساعدات عن السودانيين في ظل هذه الظروف، بينما تتم تسهيل إجراءات اللجوء لبيض من جنوب أفريقيا بحجة مزاعم إبادة غير موثقة ، حسبما ذكرته مراسلة الشرق الأوسط رنا أبتر .
من جهته، طرح السيناتور كوري بوكر سؤالاً مباشراً حول ما إذا كانت واشنطن قد ناقشت مع الإمارات مسألة دعمها لطرف في النزاع السوداني عبر التسليح، وهو ما أقر به روبيو، مشيرًا إلى أن بلاده أبلغت شركاءها الإقليميين بأن “استمرار هذا النهج يُفاقم الأزمة ويهدد بتحولها إلى صراع إقليمي موسّع”.
الجلسة، التي لا تزال مستمرة، عكست حجم التوتر داخل الأوساط السياسية الأميركية حيال ملف السودان، وسط ضغوط على الإدارة لاتخاذ خطوات عملية تنهي حالة الجمود وتعيد الاعتبار للأولوية الإنسانية.
