واشنطن/صوت الهامش – 29 سبتمبر 2025م كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير ميداني جديد عن تدفق أسلحة متقدمة إلى ساحات القتال في السودان، مؤكدة أن الحرب الأهلية الدائرة هناك لم تعد تقتصر على البنادق التقليدية، بل باتت تشمل منظومات دفاع جوي وطائرات مسيّرة قاتلة، ما يضاعف من المخاطر على المدنيين وعلى أمن المنطقة بأسرها.
وبحسب التقرير، فإن مقاتلين على الأرض أصبحوا يمتلكون صواريخ مضادة للطائرات يمكنها تهديد الطيران العسكري والمدني على حد سواء، إضافةً إلى ما يبدو أنه أنظمة دفاع جوي صينية الصنع، في خرق واضح لقرارات حظر السلاح المفروضة على دارفور والسودان.
الصحيفة أوضحت أن مراسليها عاينوا بالفعل شحنات أسلحة تم الاستيلاء عليها مؤخرًا، من بينها قذائف هاون عيار 120 ملم عُثر عليها في قبو أحد المباني التي انسحب منها مقاتلو قوات الدعم السريع في مدينة أم درمان.
هذه القذائف بحسب الخبراء، مزودة بصواعق شديدة الحساسية، ما يجعلها مثالية للاستخدام عبر طائرات مسيّرة رباعية (كوادكوبتر)، وهو ما يعني تحولها إلى ذخائر انتحارية طائرة قادرة على إلحاق خسائر كبيرة.
التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) أشار كذلك إلى أن هذه المعطيات جاءت استنادًا إلى تحقيقات أجراها صحفيو الصحيفة، ومقابلات مع مسؤولين سودانيين، وتقارير سرية لخبراء مستقلين، شاركتها أجهزة الاستخبارات السودانية مع الصحيفة.
ويحذر الخبراء من أن هذا النوع من التسليح يمثل مرحلة جديدة من التصعيد في الحرب السودانية، حيث يمكن أن يغير موازين القوى على الأرض، ويجعل الصراع أكثر خطورة على المدنيين، خصوصًا في المدن الكبرى مثل الخرطوم والفاشر ونيالا.
كما شدد التقرير على أن انتشار الطائرات المسيّرة المسلحة في أيدي المقاتلين، إلى جانب الصواريخ المضادة للطائرات، سيجعل من الصعب تأمين الأجواء السودانية، ويرفع احتمالات وقوع كوارث جوية قد تطال الطيران المدني، فضلًا عن زيادة الخسائر البشرية بين السكان.
واختتمت واشنطن بوست تقريرها بالتأكيد على أن تدفق هذه الأسلحة المتطورة إلى السودان يعكس فشل المجتمع الدولي في ضبط تدفقات السلاح ومنع وصوله إلى أطراف النزاع، ما يهدد بتحويل الحرب الأهلية السودانية إلى أزمة إقليمية أكبر تُهدد أمن القرن الإفريقي بأسره.
