بقلم : الهادي إسماعيل
قد يبدو العنوان غير مألوف وشائكاً بعض الشيئ فيما تحمله من معاني لدي الكثير هولوكست التاريخ الاسوء في العالم (محرقة اليهود في ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية ) التي راحت ضحِيتها أكثر من ستة ملاين من اليهود بذات الطريقة وذات الانهجية كل الحكومات التي تعاقبت علي حُكم السودان هولوكستية ( فكرة وطريقة ) سيما الأحداث التي وقعت مُؤخراً معسكر كردينق وحجير تونو بورتسودان وكسلا كادقلي ثم أخيرا معسكر كلمة للنازحين والحالة اللا عادية التي يعيشها النازحين واللاجئين جعلت من شخصي ربطها بأحداث كثيرة مَرتَ علي شعوب الهامش عبر أزمان مختلفة كمحرقة بور والضعين ، والحكومات تنظر إليها بإستحمار هولوكسي …
لماذا كلمة الهولوكوست ؟
إرتبطت المفردة هذه بعنصرية ابارتيدية في كلاً من أروبا وأمريكا وجنوب أفريقيا ومنطقة ردوسيا ، وذلك نتيجة لأفكار مُعدة تم إسطراتها علي أساس عنصري حيث البداية ألمانيا النازية بدأت الفكرة بغرض تحسين النسل البشري عن طريق تغيرات إجتماعية تهدف لخلق مجتمع أكثر ذكاءً وانتاجية (الفريد يلونيز ) صاحب الفكرة البغيضة إلا أن الفكرة تطورت بعد أن وجدت حظها تُوج بكتاب ( الرخصة للقضاء على الأحياء الذين لا يستحِقون الحياة ) كتحريض ضد النسل الغير المانيون ثم تطورت مُجدداً بعد إصدار الكاتب والقانوني كارل بابندنل كِتابه القتل الرحيم ….
العلاقة السببية ……..
لم تكن كل هذه الأحداث وليدة لحظة بل إنها سلسة إرتبطت بكل انظمة الحُكُم في السودان ، في أغسطس ١٩٥٥م تَمردت حامية توريت وما صاحبتها من قتل وحرق لمواطنين عُزل ثم تلتها العام ١٩٦٥ الاحتكاك الذي نشأ بين إقليم بحر الغزال وبحر العرب حيث قامت مجموعة من مواطنين علي الشريط الحدودي من السودان بإسناد مركزي موجه لاستهداف مواطنين من جنوب السودان علي خلفية الأحداث التي شهدتها الشريط الحدودي حيث تم تجميع كل مواطني الجنوب في مراكز الشرطة بكل من المُجلد وبابنوسة واضرمو النار عليهم راح ضحيتها أكثر من خمسة الف مواطن جنوبي وفقا لشهود عيان ، ولم يكلف الكُتاب أنفسهم عناء تدوينها بل تم إسقاطها عمداً في ذاكرة الأحداث ليكون في كواليسها مُختبئة بين ذاكرة الشهود والنُجاة ….
في ٢٥/مايو أيار ١٩٦٩م إنقلب العسكر ضد النظام الديمقراطي الظالم التي دامت قرابة الخمسة أعوام لتدوم هي الاخري قرابة الستة عشر عاماً ، ومِن ثم يخرج الشعب مجددا ضد العسكر والإسلاميين ثورة ٦ أبريل ١٩٨٥ بوابة الأحزاب ليعتلي الامام الصادق صدارة عرش الديمقراطية حارق محرقة المجلد وبابنوسة وبذات التجربة الثالثة لم ينسي ذاكرة الأحداث أبشع وأفظع المجازر الإنسانية حيث تم تسليح القبائل العربية ضد القبائل الزنجية ( معسكر التجمع العربي )
عسكر بوشاح الدين من جديد …..
٣٠/ يونيو ١٩٨٩م ……
كالعادة مع كل إنقلاب عسكري جديد هناك فصول جديدة من الأحداث وهذه المرة بدأت من حيث إنتهي الأول حادثة جرجس ومجدي محجوب مروراً بضباط رمضان ومعسكر العيلغون والخدمة الإلزامية ومحارق الجنوب وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ثم اشتد وتيرة العنف مع بداية هذه الألفية في غرب البلاد علي الرغم من إنها لك تكن جديدة ، ولكن الصراع تطور بشكل مختلف عن السابق لتصبح مواجهة عسكرية بين قوي الكفاح المسلح وقوات الحكومة بكل مسمياتها وصِفت بالأعنف في تاريخ القرن الحادي والعشرين وبموجبها تم إحالة الوضع إلي مجلس الأمن الدولي إرتكب النظام خلالها جرائم ضد الإنسانية والإنسان واستمر سياسة استنزاف موارد الحكومة من قبل حركات الكفاح المسلح حتي نٌهك خزينة الدولة وتدهورت اقتصادها وغلت معاش الناس فيها وأصبح الوضع لا يطاق ثم خرج الشعب في ثورة شعبية وملحمة وطنية وأسقط أكبر نظام دكتاتوري بمنطقة القرن الأفريقي
ومع إشراقة بواكر ١٣/ديسمبر ٢٠١٨م جموع الشعب السوداني خرجو من أجعل إسقاط الطاغية والشعارات التي جعلتهم بالسلطة لثلاثة عقود ، ولم تسقط بعد لأنها لم تختلف عن سابقاتها كثيراً إلا أن الثورة لم تحتضر سنصل وإن طال الزمان
نعود لاحقاً في موضوع الجنائية الدولية والصمت المُريب من قبل المركز بعد تسليم كوشيب لنفسه
