مقالات وآراء

هل أصبح رفاق الأمس أعداء اليوم ؟ (2-2)

محمد عبدالله
إنقلاب نائب الرئيس عبدالعزيز الحلو خلف أثراً بالغ التدمير في منظمومة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال، ولا يستطيع أحد أن ينكرها حتي الحلو نفسه، مقدماً بذلك انتصاراً مجانياً لحكومة المؤتمر الوطني الذي لم يستطيع طيلة سنوات ست مضت أن تحقق انتصاراً عسكرياً وسياسياً ضد الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال مستخدمة في ذلك كل إمكانياتها العسكرية والمالية، كما فعلت وحققت ذلك في كثير من الحركات المسلحة في دارفور وشرق السودان الحركة الشعبية كانت عصية للنظام ومحال أن يحلم النظام بتقسيمها وتجزئتها رغم صرفه ملايين من الدولارات لتحقيق ذلك فقط إستطاع النظام أن يشتري ويبيع ضعاف النفوس الذين لا يمثل لهم السودان الجديد شئ سوى بوابة للتوظيف وتحقيق مصالح شخصية بحته كما لا يعيرهم أدنى أهتمام لقضايا السودان شعباً وارضاً، فذهبوا غير مأسوف عليهم ارتموا في أحضان النظام دون خجل، فلم ينقصوا شيئاً من نضال الحركة الشعبية كما لم تتأثر الحركة بذهابهم بإعتبارهم بلا وإنجلا. فإختار عبدالعزيز الحلو خيار مفاجئاً لا أحد كان يتوقعه من الرفاق حتي الأعداء سوى المقربين منه وهم الذين مهدو له هذا الخيار ورتبو له الطريق وصادماً في نفس الوقت لرفاقه في قيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال، فأتخذ الحلو موقفاً عدائياً ضد رفاقه في قيادة الحركة الشعبية من أول وهلة وهو يعلم أنه قام بتقديم عدة إستقالات مختلفة الأسباب ورفضت من قبل رفاقه في المكتب القيادي إلا أن المرة الأخيرة وجد ضالته في بعض الرفاق ومرر ذلك عن طريق ما يسمى مجلس التحرير إقليم جبال النوبة وبداءت تدب الشائعات والإتهامات ضد رفاقه في قيادة الحركة الشعبية وهنا أنا لستُ بغرض سرد كل سيناريو ومسرحية ما يسمى بمجلس التحرير إقيلم جبال النوبة سوف أتطرق الي جزء وافرد مساحة كبرى لاخرى في وقت لاحق. فالمجلس كان غير محايداً في تناول أزمة الحركة الشعبية على الرغم من تدخله الغير دستوري في قضايا القيادة العليا للتنظيم وجميعنا يعلم بأنة مجلس معين من قبل الحلو نفسة، فإنقلب الحلو حتي على جميع القرارات التي اتخذها في السابق عندما كان رئيساً لهيئة أركان الجيش الشعبي و حتي عندما شغل منصب نائباً للرئيس وجميعنا يعلم أن الحلو شارك في مُجمل القرارات التي اتخذت على مستوي الحركة الشعبية إقليم جبال النوبة إضافة إلى قرارت وقضايا على مستوي قيادة التنظيم وكأن يشاور دائماً في جميع القرارت التي تخص الحركة الشعبية إقليم جبال النوبة إضافة القرارات على مستوي التنظيم ككل سواء كانت صحيحة أم خاطئة ويتم طبيقها بعد أن يوافق عليها. وبعد مرور سنوات عزل الحلو نفسه واختار الابتعاد عن قيادة التنظيم لفترة قاربة السنتان دون أن يقدم استفساراً واضحاً رغم الإتصالات الدائمة من قبل رفاقه في قيادة الحركة له من أجل معرفة سبب الإبتعاد والتشاور في القضايا التنظيمية الا أنه لم يرد ولم يستجب الا أن ظهر فجأة مقدماً استقالته ومحاولاً التنصل من المسؤوليات وتحميل الأخطاء كلها لرفاقه في قيادة التنظيم ليتمكن من خداع وإستمالة الآخرين ليشرعن إنقلابه. من الملاحظ أن وصف الحلو ومؤيديه بالإنقلابين لا يجد الرضى عند كثيراً من أتباعه ولكن على حسب تقديري ووجة نظري الذي تطابق مع تعريف مصطلح الإنقلاب عند الفرنسيين في القرن السابع عشر وتعني الإشارة إلى الإجراءات المفاجئة والعنيفة دون إحترام للقانون أو العادات الأخلاقية لقرض التخلص من الآخرين والإنفراد بسلطة مطلقه. وهذا يطابق الأفعال والإجراءات التي أتخذها الحلو وإبعاده آخرين لينفرد بالسلطة. أنا أعترف بأن هنالك كثيرا جدا من الأخطاء اركتبتها قيادتنا في الحركة الشعبية وأعتقد أن لا أحد يستطيع نكرانها حتى القيادة نفسها لم تنكرها إلا عبدالعزيز الحلو ينكر بأنه لم يرتكب آي خطاء، وهذا هو السبب الرئيسي في توسيع الشق بينه وبين رفاقه في قيادة الحركة، والمتابع للأمر يجد أن قيادة الحركة الشعبية فعلت مافيهو الكفاية للخروج من الأزمة التي خلقها الحلو، فقدمت له عدة دعوات لمناقشة الأزمة إلا أنه لم يستجيب فطلب منه رفاقه في القيادة اللقاء في الأراضي المحررة في جبال النوبة والالتقاء معه أمام الرفاق حتي مجلس التحرير للمكاشفة وتوضيح الحقائق لتدارك الأزمة أيضاً الحلو لم يستجيب، أرسلت له القيادة خطاباً بأن يختار قيادة مؤقتة لإدارة شئون التنظيم حتي قيام المؤتمر لاختيار قيادة جديدة تشرف على تكملت نواقص التنظيم وأنها لا تترشح لاي منصب في التنظيم أيضاً الحلو لم يستجيب حاول كثيراً من الناس (دول، منظمات وشخصيات) التوسط لحل الأزمة أيضاً الحلو لم يستجيب، وفي ظل هذا الوضع الفوضوي داخل التنظيم أستطاع اعدائنا أن يعملوا بجد ونشاط وخلق مواضيع تساعد على توسيع الخلاف، وللأسف الشديد قام بعض الرفاق بإنتهاج نهج لا يشبة الحركة الشعبية ولا سلوكياتها التنظيمية في المسائل الخلافية كما لا تستمد الرفقه في شيء، حيث عمقوا الصراع بنشر ما لا يلق أخلاقياً ضد رفاق في قيادة الحركة الشعبية ووصفهم بعبارات الخيانة والارتزاق وتلفيق التهم جزافاً دون سند مقنع وتوزيعه بشكل مزاجي على كل من لا يؤيد ويصطف وراء قراراتهم، فتعمدو نشر الأكاذيب على أوسع نطاق في الاسافير وكان القرض منه ليس الإصلاح ولا الحفاظ على الحركة الشعبية والجيش الشعبي من الضياع كما يزعمون ولكن يردون بذلك إظهار ولائهم للحلو حتي يتمكنوا من التسلق الي مؤسسات التنظيم والظفر بوظائف لتحقيق أهدافهم الشخصية وصرح بعضهم صراحة دون خجل بأن ًً”اما يكونوا جزء أساسي من هذا الذي يحصل أو لا” متناسين أن السودان الجديد هو مشروع تضحية من أجل التغير وليس مشروع توظيف، استمر هؤلاء الرفاق في نفخ ابواق فارقةً لمحتوى الصدق والأمانة ومليئة بالكذب والتضليل مستعين البعض منهم بكتابات جهاز أمن وأخبار صحف المؤتمر الوطني ضد رفاق وقيادات افنوا عشرات السنين من أعمارهم في النضال، ومنذ متي أصبحت الحركة الشعبية والجيش الشعبي تصدق وتستند على أخبار وأقوال نظام المؤتمر الوطني. شخصنة الخلافات وتحولها من خلافات فكرية حول قضايا التنظيم الي شخصية وإثنية أصبحت سمة ملازمة لبعض الرفاق وهذا ساهم بشكل كبير في فتنة واقتتال الرفاق في إقليم النيل الأزرق. تعمد الحلو أحداث خلل داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال ليتمكن من تحقيق هدفه والوصول إلى رئاسة الحركة وفي سبيل ذلك إقامة مؤتمراً ناقصاً الإجراءات والتمثل ومجحفاً في حق كثير من الرفاق خاصة في النسب وفيما يخص عملية التصعيد وتمت إقامته بعجاله خوفا من المحاسبة وتقديم اعتراض في ترشيحه، وإلا لماذا لم يتم تقديم دعوى لقيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لمحاسبتهم أمام المؤتمرين ولمعرفة اسباب الخلاف الجوهرية؟ ولماذا ترك المجال ليترشح الحلو دون مسائلة أو محاسبة وهو مسؤول عن كثير من القضايا داخل التنظيم؟ ومن منا لا يعرف الفساد في الموارد بنوك ومعادن (ذهب) الحلو مسؤول منها مسؤولية مباشرة، فلم يخرج مؤتمر الحلو بشئ جديد سوى محاولة الحلو شرعنة تنصيب نفسة رئيسا للحركة الشعبية، حق تقرير المصير رفضة الحلو بنفسة في وقت سابق والآن يحاول خضداع الرفاق ويقول لهم بعضمة لسانه في الفيديو المسرب ” نحن قريبين من تحقيق حلم دولة جبال النوبة لتكون دولة حرا مستقله تحت الشمس ونحن حسي قربنا من الحلم، ناس افريقيا الوسطى الكهيانيين السجمانيين ديل كروزرات و دوشكات زي العندنا دا ما عندهم ” على الرغم من عمله إن الحركة الشعبية الام ناقشت حق تقرير المصير بعد تسع سنوات من النضال وضمنته بعد إحدى عشر سنة من النضال وهو يدرك فلفسة دكتور جون قرنق في تبنىّ حق تقرير المصير بعد أن لحق بالحركة انشقاقات وتعالت أصوات بعض الرفاق الانفصاليين وقتها قال لهم دكتور جون ” الحركة الشعبية زي القطر ماشي وأي زول يصل محطة بتاعو يرفع التمام وينزل ونحن نواصل النضال ” في إشارة إلى أن أي زول حرر منطقته أو المحل الذي يرغب. والحلو يعلم أن حق تقرير المصير سقف أقل من مشروع السودان الجديد. وإذا كان حق تقرير المصير هدف إستراتيجي للحلو لماذا لم يطالب به عند توقيع اتفاقية السلام الشامل مثلما فعل الجنوبيين، ولماذا رضى بالمشورة الشعبية ولم يحدث آي ضجيج في مسألة تقرير المصير. أيضا عمد مؤتمر الحلو عدم الاعتراف بالثورة المهدية في السودان كثورة تحرر وطني إما إقليم النيل الأزرق لا حديث زيرو كبير سوى وظيفة وهمية في المؤتمر الدستور والمنفستو فضيحة كبيرة سوى تأويل وتبدل بعض الفقرات وإحلالها محل أخرى فتعَمَدَ الحلو على تشوية صورة الحركة الشعبية ورؤية السودان الجديد واراد أن يرسل رسالة للآخرين مفادها بأننا لم نقبل الجلوس مع بعضنا البعض كرفاق لحل مشاكلنا التنظيمية فكيف لنا أن نحل مشكلة السودان في إطاره الواسع، أراد بذلك أن يحصر الحركة الشعبية وتاريخ نضالها في المنطقتين، وفي داخل المنطقتين أراد أن يقرر مصير منطقة واحدة وهو جبال النوبة مع عدم وضع أي اعتبار للمنطقة الأخرى وهو إقليم النيل الأزرق، وجعل أعلى سقف لرؤية الحركة الشعبية هو المطالبة بحق تقرير مصير أقليم وأحد محاولاً بذلك حصر الحركة الشعبية ونضالها في إطار هذا الإقليم الواحد على الرغم من وجود رفاق كثر من ذلك الإقليم يخالفونه الرأي. وبعد الفراغ من مؤتمر العُجالة كون وفداً للتفاوض برئاسة أحد الرفاق أصر الحلو علي فصله في السابق بدواعى أنه أجتمع مع منسوبي المؤتمر الوطني في إحدى عواصم الدول العربية، فتدخلت القيادة وناقشت الأمر مع الحلو واتفقوا على عزل الرفيق المعني من منصبه وإبعاده. ومع ذلك ذهب الوفد مقدما تنازلات في كثير من القضايا اتحفظ عن زكرها ولكنها سوف تظهر للعيان والبيان في أول جولة تفاوض مع المؤتمر الوطني، من المعلوم أن قيادة الحركة الشعبية عقدت 18 جولة تفاوضية مع المؤتمر الوطني ولم تصل لحل لان قيادة الحركة الشعبية متمسكة بالقضايا الاستراتجية الغير قابلة للمساومة وليس كما يروج البعض بأن قيادة الحركة الشعبية وقعت علي صفقة مع المؤتمر الوطني بموجبها تريد بيع الجيش الشعبي والتنصل من قضايا التنظيم، وإذا كان الأمر كذلك لماذا انتظرت القيادة حتي وصلت عدد جولات التفاوض الي 18جولة، كما أن الحلو نفسه رفض تولي ملف التفاوض في وقت سابق. رفض الحلو تحالفات الحركة الشعبية مع الأحزاب والتنظيمات الأخرى ليس له أي مبرر وهو يعلم بأنه السبب الرئيسي في فشل الجبهة الثورية بخلقه صراعات ومشاكل وهمية وصلت حد الإساءة لبعض القادة العسكريين والسياسيين لحركات مسلحة كانو متواجدين في جبال النوبة بحكم تحالف الجبهة الثورية، كما أن الصادق المهدي الذي رفضه ورفض تحالف نداء السودان تهافت الحلو ووقع أتفاق مع إبنته مريم الصادق في باريس فلنضع كل هذا التناقضات أمامنا ونبحث عن برامج الإصلاح المزعومه أين موقعها ؟ وماذا استفادة الحركة الشعبية منها ؟ مستقبل وقوة الحركة الشعبية يكمن في وحدتها ومن أجل بلوغ ذلك علي قياداتنا بما فيهم الحلو الجلوس مع بعض من أجل إزالة المرارات وان نتصافى ونتكاتف حتي وإن تعثرة وحدة الحركة الشعبية في الوقت الراهن يجب التركيز صوب اعداءنا لتحقيق الأهداف التي من أجلها قامت الحركة الشعبية وقدمت آلاف الشهداء، دعونا أن نفكر بعمق في مستقبل الحركة الشعبية لا بد أن تسعنا الحركة الشعبية لكي نحقق السودان الذي يسع الجميع.

مقالات ذات صلة