الخرطوم/صوت الهامش – 1 أكتوبر 2025م كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير مطوّل أن قوات الدعم السريع تواجه اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وسط حصار خانق دخل شهره الثامن عشر.
ووثقت الصحيفة، عبر شهادة الطبيب السوداني الراحل عمر سيليك، حجم المأساة الإنسانية في المدينة، حيث يضطر السكان لتناول أعلاف الحيوانات كغذاء رئيسي بعد نفاد الإمدادات، فيما يفتقر المستشفى الوحيد المتبقي إلى الأدوية والمستلزمات، ما أجبر الجراحين على استخدام شبك البعوض كضمادات.
التقرير أشار إلى أن الدكتور سيليك قُتل قبل أيام في قصف بطائرة مسيّرة استهدف مسجدًا خلال صلاة الفجر، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 75 مدنياً. شهود أكدوا أن هذه المسيّرات وفرتها الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع، رغم نفي أبوظبي تقديم أي دعم عسكري.
كما نقلت الصحيفة عن سكان محليين وناشطين حقوقيين مخاوف من تكرار سيناريو مجزرة الجنينة التي راح ضحيتها نحو 15 ألف مدني في عام 2023، محذّرين من أن سقوط الفاشر بالكامل قد يؤدي إلى إبادة جماعية جديدة.
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة محاولات للتفاوض مع قوات الدعم السريع عبر مستشار الرئيس السابق ترامب للشؤون الإفريقية، مسعد بولوص، من أجل السماح بدخول قافلة مساعدات إنسانية تضم 45 شاحنة أممية، لكن الشكوك لا تزال قائمة حول وصولها إلى الأحياء الأكثر تضرراً.
الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرتا بدورهما من أن “الأسوأ لم يأتِ بعد”، ودعتا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين في دارفور.
