الخرطوم _صوت الهامش
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن وفاة 12 طفلًا جوعًا بالخرطوم، بعد أسابيع من قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بوقف المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان، ما تسبب في إغلاق مئات المطابخ التي كانت تمثل شريان الحياة للآلاف من السكان المحاصرين بسبب الحرب.
وقالت الصحيفة في تقرير ميداني من منطقة جريف غرب، إن الأطفال ماتوا واحدًا تلو الآخر بسبب سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن العشرات من المطابخ المدعومة أميركيًا أُغلقت فجأة بعد تجميد التمويل، الأمر الذي تسبب في كارثة إنسانية وسط أصوات القصف واشتداد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ونقلت الصحيفة عن متطوعة تُدعى دعاء طارق قولها: “كان ذلك كارثيًا”، مؤكدة أن كثيرين باتوا يتجولون في الشوارع بحثًا عن طعام، لكنهم يعودون إلى منازلهم خالي الوفاض.
وأوضح التقرير أن قرار وقف الدعم أدى إلى تجميد تمويل أكثر من 300 مطبخ تديرها “غرف الطوارئ” في الخرطوم، وهي شبكة من النشطاء الديمقراطيين الذين تحوّلوا إلى عمال إغاثة تطوعوا لإطعام المدنيين.
وبحسب الصحيفة، فإن نحو 25 مليون شخص في السودان، أي أكثر من نصف عدد السكان، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بينما يعيش أكثر من 600 ألف في مجاعة فعلية، وثمانية ملايين آخرين على حافة الجوع.
وأوردت الصحيفة مشاهد مروعة من الخرطوم، حيث يعاني الأطفال من الهزال الحاد، وتضطر الأمهات، مثل خديجة موسى، للخروج بحثًا عن فتات الطعام بعد أن أُغلق المطبخ القريب من منزلها.
وقال جهاد صلاح الدين، المسؤول المالي لشبكة غرف الطوارئ في الخرطوم، إن نحو نصف المطابخ لا تزال مغلقة بسبب نقص التمويل، مشيرًا إلى أن المتطوعين يواجهون تهديدات مستمرة من أطراف النزاع، وقد قُتل منهم ما لا يقل عن 45 في العاصمة وحدها.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة استأنفت مؤخرًا بعض المدفوعات لصالح منظمات دولية عاملة في السودان، لكن الدعم لم يصل بعد بشكل كافٍ إلى المبادرات المحلية التي تعتمد عليها المجتمعات المنكوبة.
