مقالات وآراء

نظام الخرطوم التخبط السياسي والعشق في الممنوع

مبارك جابر

تسويق الاوهام وبيع المياه في حارات السقايين، الريدة جات متأخرة رجيتك وفي انتظارعينيك كملت الصبر كلو، والحب في زمن الكوليرا، ولا تشتري البشير اوكافور الاخشيدي العصر الحديث الا والعصاة الدولية معه .المتابع والمتفحص للمشهد او المسرح السياسي السوداني المأزوم والذي تحيط به المأرب الدنيئة والعقلية الاقصائية والادران السياسية والتشرزم والتشظي من كل جانب وتغطيه غمامات الفشل الزريع الذي اقعد هذه الدولة الكسيحة عن اللحاق بركب التطور والسمو والمجد جراء افعال وممارسات اولئك المتأسلمين الملتحين تجار الدين الذين سطوا على السلطة في 30 يونيو 1989 في غفلة من حكومة ابو كلام (الصادق المهدي) المتهالكة عديمة البرنامج والرؤية، وغياب تام للقوى السياسية الاخرى. اوما يعرفون في الاوساط السياسية بنفايات الترابي الذين يشاركوننا هذه الرقعة الجغرافية التي تسمى السودان والذين عاثوا فجورا وفسوق ثم أتوا بافعال ما انزل الله بها من سلطان من كذب ونفاق ودجل وشعوذة تفوق افعال ابليس اللعين بشاعة والوحوش ضراوة والثعالب خبث ومراوغة، يتضح ذلك جليا هذه الايام من خلال شهر العسل المر بين الضدين اوالعشق الممنوع او الزواج العرفي والعلاقة المشبوهة بين الولايات المتحدة والنظام السوداني الداعر الذي كان يمارس الجماع السياسي مع المملكة العربية السعودية نهارا جهارا والجمهورية الاسلامية الايرانية ليلا في الخفاء في سالف الايام ولسان حال الولايات المتحدة يترنم برائعة الاستاذ صلاح مصطفى (بعد الغياب بعد الليالي المرة في حضن العذاب عاد الحبيب المنتظر) بعد الفرية الكبرى واستخدام كل الحيل وتخدير الشعب السوداني عشرون عام عجاف من مسلسل العقوبات والخدعة التي انطلت على البعض بأن الازمة الاقتصادية التي ضربت الوطن كل تلك الفترة هي بفعل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية التي هي بريئة براءة الذئب من دم بن يعقوب، اضف الى ذلك ضنك العيش وشماعة تلك العقوبات والفاتورة الباهظة الثمن التي دفعها الشعب السوداني طيلة العشرين سنة الماضية بعد ان عانى الكفاف والفقر ونقص من الانفس والاموال والثمرات وانعدام الامن والامان وتدهور في قطاع الخدمات من تعليم وصحة وسكن وعزلة دولية بعد ان صار السوداني يوصف بالارهابي اينما وطأت قدماه على هذه البسيطة، وتحمل كل مغامراتهم وطيشهم وتصرفاتهم الصبيانية وهم يتلاعبون بمشاعره مستخدمين الاسلام مطية ووسيلة لتهييج تلك المشاعر وهم يعلمون ان اغلبية الشعب السوداني مسلمين بالفطرة لم يتدبروا معاني القرأن الكريم وقد صاروا يسرقون وينهبون ويؤسسون الامبراطوريات المالية ويتطاولون في البنيان ويتزوجون مثنى وثلاث ورباع (فساد اسرة البشير عبدالله الرئاسي وتوكيل كنتاكي والزوجة الرئاسية وداد بابكر ومطاعم ماكدونالد) خير مثال والتي اودت بهذا الوطن الجريح الى متاهات الفقر ومسارح الحروب وغياهب التشرزم واوردته موارد الهلاك، كل ذلك بسبب المحسوبية التي اطلت برأسها كالافعى السامة وسياسة شيلني واشيلك وظهور القطط السمان في زمان الغفلة وتطور اساليب وفلسفة الفساد وغياب الضمير والاخلاق السودانية السمحاء الى مثواها الاخير غير ماسوفا عليها. بعد كل تلك النفخة الكذابة والشعارات الجوفاء والخطب الرنانة (الطاغية الامريكان ليكم تمكنا ويا امريكا لمي جدادك ولن نزل ولن نهان ولن نطيع الامريكان وامريكا روسيا قد دنا عذابها ) او كما قال رئيسهم اذا رأيتم اوسمعتم بأن امريكا رضيت عنا فنكون قد فارقنا شرع الله والزارعنا غير الله يجي يقلعنا وهي لله لا للسلطة ولا للجاه وامريكا تحت جزمتي والعنتريات الفارغة التي توحي عن قصور في النظر والتشرنق السالب والعقلية المتحجرة ومن ثم الانكفاء على الذات اضف الى ذلك حياكة المؤامرات وعدم المقدرة على ادارة الازمات وتصدير كل ما هو قبيح الى المحيط الاقليمي والدولي وشركاء الانسانية (محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك بواسطة علي عثمان طه ونافع علي نافع رسما وتخطيطا وقضبي المهدي ومطرف صديق تنفيذا) التي تم بموجبها التنازل عن مثلث حلايب نظير عدم ملاحقة المجرمين الذين يتباكون عليه الان وهم يعلمون في قرارة انفسهم انهم لايستطيعون استردادة عبر التحكيم الدولي او الحرب او الاستفتاء الشعبي بعد ان وجد اهل هذا المثلث الماء والكهرباء والتعليم والصحة وودعو السل والامراض الخبيثة والارتماء في احضان محور الشر والقتل باسم الله والزنا باسم الدين والسرقة تحت ستار حماية الوطن والعقيدة واشعال الحروب في الهامش السوداني بغرض الاستثمار في الموتى وتدمير البنى التحتية والمشاريع الزراعية والمؤسسات الصناعية(مشروع الجزيرة الخطوط البحرية النقل النهري الخطوط الجوية السودانية ) اضف الى ذلك مصانع السكر بيع سكنات الشرطة الى أل الحظوة بعد ذلك الفشل الذي ضرب كل اركان الدولة الذي بموجبه صار السودان متسولا في شخص رئيسه الذي اتخذ من الخليج وكرا لممارسة هوايته المحببة (الشحته) أتي الرجل الخارق او اسطورة الانقاذ وسلطان زمانه غردون باشا رئيس الدبلوماسية السودانية بعد ان مارس الجرسة في ابشع معانيها امام مجلس الشيوخ ومراكز صنع القرار الامريكي وزرف الدمع السخين مدرارا ولطم الخدود وشق الجيوب كالارملة التي فقدت زوجها وهي ليلة دخلتها تندب حظها العاثر بعد رحيل زوجها يستجدي العطف متوسلا مولاه والاله المزيف دونالد ترامب يطلب العفو والمغفرة(الرجوع الى بيت الطاعة) ومن بعد ذلك زافا التهاني واسمى ايات التبريكات للشعب السوداني مبشرا اياه باالخير الوفير والفائدة التي سوف يجنيها من رفع العقوبات الامريكية .هنا سؤال يضع نفسه في فلك الدهشة و مدارات الدهشة فاغرا فاهه من الذي تسبب في هذه العقوبات واستمراريتها كل هذه السنوات ولماذا لايحاسب على هذا السلوك العدواني وما هي النتائج والعواقب التي حاقت بالشعب السوداني جراء تلك الممارسات العقيمة؟ ولماذا لايعاقب الجبهجية على هذا السلوك الاجرامي والفعل الشنيع؟ ان رفع هذه العقوبات في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب والويل والثبور فالشروط التي وضعتها الولايات المتحدة كمهر غالي لايستطيع هؤلاء الجبهجية دفعه اوالايفاء والالتزام الاخلاقي الذي لاتعرفه تلك الملة فهي تتعارض مع ما تبنوه من شعارات لاتمت للاسلام بصلة او ما يصرحون به وظلوا يدغدغون مشاعر قواعدهم او رعاع القوم سمهم كما شئت فالشرط الاول وهو التطبيع مع الدولة العبرية وافتتاح سفارة او مكتب تجاري اسوة بدول الخليج السعودية وقطر والامارات(البرقص ما بغطي دقنو) التي ساهمت بقدر كبير وكان لها القدح المعلى والتأثير المباشر على الادارة الامريكية بواسطة اللوبي اليهودي ومجموعة الضغط في رفع تلك العقوبات مقابل التعاون الاستخباراتي والامني (خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدا يعود)، والشرط الثاني هو تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك مع دولة جنوب السودان وفتح المعابر دون شروط مسبقة والتي ظلوا يماطلون في تنفيذها طيلة تلك الفترة الطويلة لارضاء نفوسهم المريضة (اهل مكة ادرى بشعابها) والكف عن دعم الجماعات المناوئة للحكومة والكف عن اشعال نار الفتنة التي يجيدون فنونها ويخبرون مسالكها، والشرط الثالث هو عدم التعامل مع دول الحظر الامريكي او محور الشر كما يطلق عليهم الامريكان (ايران كوريا الشمالية )، وهنا يظهر معدن الجبهجية النتن وهو التنكر لمن ساندهم ووقف بجانبهم وأزرهم في ارتكاب جرائمهم من قتل وتنكيل وتشريد وبيعهم بثمن بخس دراهم معدودات في سوق النخاسة . اما الشرط الرابع هو التوصل الى سلام مستدام مع الحركات الثورية والمطلبية في النيل الازرق ودارفور وجنوب كردفان \جبال النوبة (الهامش السوداني) وبقية القوى السياسية وفقا لقرارات مجلس الامن 2046 ومجلس السلم والآمن الافريقي 532 القاضي بالتوصل الى اتفاق بين نظام الخرطوم والحركة الشعبية (ش) والرضوخ الى ارادة المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام وعدم المراوغة والمماطلة والتسويف والدفع بالاستحقاق الديمقراطي اما الشرط الخامس فهو بسط الحريا ت العامة اضافة الى حرية الصحافة والحريات الشخصية التي لم يزق طعمها الجيل الحالي من الشباب وعانى الشعب السوداني الامرين من هذا الكبت بعد ان تم وضعه في هذه الكرنتينة الكبيرة التي تسمى السودان، والشرط السادس هو التعاون في مجال مكافحة الارهاب وتسليم قوائم المطلوبين للادارة الامريكية كما فعل رجل المخابرات الامريكي في الفترة السابقة صلاح قوش (الرجالة خشم بيوت).ان مسلسل الهبوط الناعم والذي تم رسم ملامحه العامة في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما بمباركة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمنظمات الاقليمية والذي نشهد اولى حلقاته الان بعد ان تاب اهل الانقاذ (قالو الروب وتوبة ياحبوبة) ولكن لايمكن الوثوق بهم فاولئك القوم لا امان لهم ويمكنهم النكوص والتراجع او الهروب من الباب الخلفي في اي وقت دون ان حياء فاشباه الرجال ديدنهم الطعن من الخلف، فمن رضع من ثدي الغدر وشرب من فرج الخيانة وتمرغ في اوحال الرزيلة يجب التعامل معه بمنتهى الحيطة والحذر، ولنا تجارب ثرة مع اولئك اللئام منذ ان كانوا يكنون بجبهة الميثاق الاسلامي في ستينيات القرن الماضي مرورا بالجبهة الاسلامية ثم المفاصلة الى مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي وقد حدث وتوقعناه بعد زيارة كافور الاخشيدي البشير الى روسيا والاحتماء بالدب الروسي بوتين وطلب الحماية منه (الرجال انواع) ومن بعد تحالفه مع زعيم الاخوان رجب طيب اردوغان وبناء القواعد العسكرية نكاية في مصر وفض التحالف مع الحلف السعودي الذي كان له القدح المعلى في رفع تلك العقوبات. يعتقد بعض ضيقي الآفق ان رفع العقوبات سوف يأتي ببركات من السماء على اهل السودان ويتبدل البؤس رخا والجدب غيثا ويعيش الجميع في خير وفير(يبرطع الحمل وينط العجل) وهم لايدرون ان السبب الرئيس لتلك المعاناة ليست العقوبات الامريكية بل ما يمارسه هؤلاء القوم من سرقة ونهب لموارد الدولة وتعطيل عجلة الانتاج وظلم واجحاف في حق الغلابة والمساكين. بعد 28 عام من الكبت والقهر اتضح ان الجبهجية لاعهد ولا دين ولا اخلاق لهم وليس لديهم برنامج يهتدون به او مرجعية يرتكزون عليها بل هم لصوص او مجموعة من الارهابيين يدورون في فلك شيخهم وقدوتهم السيئة (حسن الترابي) والقاسم المشترك الذي يجمعهم هو حب الشهوات من المال والنساء والخيل المسومة والانعام وزيادة معاناة الشعب السوداني وتدمير وتقطيع السودان الى دويلات .الحلقة الاولى من المسلسل هو رفع العقوبات من الجانب الامريكي ورفع القبعات والانبطاحة كما قال الخال الرئاسي ان النظام السوداني المهزوم نفسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock