الأخبار

مطالبات بالتحقيق في مقتل طبيب من منطقة قريضة إبان احتجازه لدى جهاز الأمن

نيويورك : صوت الهامش

دعا المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، ومقره نيويورك، السلطات السودانية إلى ضرورة إجراء تحقيق في حادث تعذيب واحتجاز صيدلاني حتى الموت ودعاوى بإساءة معاملة وتعذيب عدد خمسة آخرين متهمين بإساءة استخدام عقاقير الطوارئ في مستشفى قريضةً وبيعها لصيدليات خاصة.

وفي تقرير نشره المركز على موقعه، لفت إلى أنه وفي الـ 10 من يناير الجاري ألقى جهاز الأمن والمخابرات الوطني بمنطقة قريضة جنوبي دارفور القبض على عدد ستة من العاملين في القطاع الطبي بمستشفى قريضة وتم احتجازهم دونما توجيه اتهامات إليهم سوى دعاوى تورطهم في مبيعات غير قانونية لعقاقير الطوارئ الخاصة بالمستشفى لصيدليات خاصة.

وبحسب التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، فإن خمسة من المحتجزين الستة تم إطلاق سراحهم في اليوم التالي، الموافق 11 يناير؛ وتشير معلومات متوفرة إلى أن المحتجزين تعرضوا للضرب والشتائم من جانب أفراد جهاز الأمن في أول أيام احتجازهم.

وكشف التقرير عن أسماء الأفراد الذين تم إطلاق سراحهم كالتالي: آدم جار النبي، وهو طبيب بمستشفى قريضةً جنوبي دارفور ؛ سلام أحمد آدم، وهو مساعد طبي بمستشفى قريضةً؛ مبارك حسن عثمان، وهو ممرض بالمستشفي نور الدين آدم حسن، وهو ممرض بمسشتفى قريضة ومحمد يعقوب آدم، وهو ممرض أيضا بالمستشفي .

ونوه المركز عن أن المفرج عنهم الخمسة تلقوا تعليمات عقب الإفراج عنهم بضرورة زيارة مكتب جهاز الأمن يوميا.

أما الصيدلاني بمستشفى قريضة ، أحمد محمد أحمد، بحسب التقرير، فقد تم استبقاؤه أطول من زملائه قيد الاحتجاز حيث مات في الـ 12 من يناير .

وبحسب معلومات فإن أحمد تم استبقاؤه دون زملائه لدعوى صلته بحزب المؤتمر السوداني؛ وثمة اعتقاد بأن أحمد تعرض لتعذيب شديد أثناء احتجازه حيث تظهر على جسده علامات تعذيب، بينها جروح بآلة صلبة.

وفي مساء الـ 12 من يناير، توجّه جهاز الأمن بجثة أحمد إلى مستشفى القريضة، حيث اتصل مدير المستشفى بعائلة المتوفى لاستلامها، وهو ما رفضته العائلة التي اشترطت عمل تشريح للجثة في المستشفى؛ وقالت عائلة المتوفى إنهم مُنعوا من الحصول على استمارة( 8) الجنائية والتي تستخدم في إجراءات المحاكمات الجنائية المتعلقة بالموت أو الجروح البالغة.

وفي فجر الـ 13 من يناير، حوّل جهاز الأمن جثة المتوفى إلى مستشفى نيالا الرئيسي في ولاية جنوب دارفور بناء على طلبات من رئيس محلية قريضة .

وفي مستشفى نيالا صدر تقرير طبي يقول إن أسباب وفاة أحمد طبيعية وهو ما ترفضه قطعيا عائلة المتوفى وتصرّ على أنه مات نتيجة التعذيب والمعاناة أثناء احتجازه لدى جهاز الأمن.

وعليه، دعا المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، حكومة السودان إلى التحقيق الفوري في تلك الدعاوى الخطيرة وإخضاع المسؤولين للمساءلة.
ودعا المركز، السلطات السودانية إلى التحقيق الفوري والشامل والعادل والعلني والنزيه في الدعاوى المتواترة بشأن التعذيب والمعاناة التي قادت إلى موت الصيدلاني أحمد.

كما دعا المركز إلى أن تضمن السلطات السودانية الحفاظ على سلامة كل من: آدم جار النبي، وسلام أحمد آدم، ومبارك حسن عثمان، ونور الدين آدم حسن، ومحمد يعقوب آدم؛ وأن توقف حالات التعدي على العاملين بالمهن الطبية؛ ودعا المركز إلى إجراء تحقيق في دعاوى التعذيب أو سوء المعاملة التي واجهها هؤلاء إبان احتجازهم لدى جهاز الأمن.

وأكد المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام دعوته إلى عمل إصلاحات للقانون، داعيا حكومة السودان إلى تبني تشريع يحدد ويجرم التعذيب طبقا لمعايير دولية بينها اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لحقوق الإنسان .
ودعا الي تمكين الضحايا من الحصول على عدالة ناجزة وتعويض مناسب؛ وضمان ألا يتم اعتماد الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب. كما طالب المركز الأفريقي، حكومة السودان بضرورة استنكار استخدام التعذيب من جانب أفراد الأمن لتخويف أو انتزاع اعترافات من أشخاص أثناء احتجازهم.

ويتعمد جهاز الأمن السوداني علي أعتقال الناشطين والمنادين بحقوقهم ويقوم بتعذيبهم واحتجازهم دون مسوغ قانوني.

مقالات ذات صلة