الخرطوم/صوت الهامش –16 سبتمبر 2025م تفاقمت معاناة المسيحيين في السودان مع استمرار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث، حيث تعرضت الكنائس والمصلون لسلسلة من الانتهاكات الواسعة على يد قوات الدعم السريع، وسط صمت دولي متزايد.
وكشف تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز ديجيتال” أن المسيحيين، الذين يشكلون نحو 4% من سكان السودان، أصبحوا من بين أكثر الفئات تضررًا من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 .
وأشار التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش ) إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت اعتداءات مباشرة على الكنائس ودور العبادة؛ ففي ديسمبر 2024 أقدم مسلحوها على إحراق الكنيسة الإنجيلية في ود مدني بولاية الجزيرة، كما هاجموا كنيسة المسيح السودانية أثناء أداء المصلين لشعائرهم، ما أدى إلى إصابة 14 شخصًا بجروح خطيرة.
كما اقتحمت قوات الدعم السريع كاتدرائية إنجليكانية في الخرطوم العام الماضي، وحولتها إلى قاعدة عسكرية بعد الاعتداء على المدنيين، في مشهد اعتبره ناشطون استمرارًا لنهج مليشيات الجنجويد التي مارست حملة تطهير عرقي في دارفور قبل عقدين.
وأوضح ناشطون أن عناصر الدعم السريع لم يكتفوا بالعنف المادي، بل مارسوا ضغوطًا دينية مباشرة على المسيحيين، حيث وردت تقارير عن إجبار بعضهم على اعتناق الإسلام مقابل الحصول على الغذاء والحماية، وهو ما وصفته منظمات حقوقية بأنه “ابتزاز ديني وانتهاك صارخ لحرية المعتقد”.
وأشارت منظمات حقوقية إلى أن أكثر من 165 كنيسة أُغلقت منذ بداية الحرب، بينما تعرض العشرات من القساوسة والمصلين للاعتقال التعسفي والضرب على يد قوات الدعم السريع والجيش معًا، إلا أن وتيرة الانتهاكات من جانب الدعم السريع كانت أشد عنفًا، خاصة في ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور.
قادة الكنائس الذين تحدثوا لشبكة “فوكس نيوز” أكدوا أن الوضع “وصل حد الكارثة”، حيث حُرم المسيحيون من المساعدات الإنسانية بسبب سيطرة الحكومة والمليشيات على توزيع الغذاء، وغالبًا ما يُقال لهم: “إما أن تتركوا المسيحية أو لا طعام لكم”.
وبينما يتصاعد القمع، عبّر قادة المجتمع المسيحي في السودان عن تمسكهم بالأمل، مؤكدين أن الكنيسة ستظل “نورًا وملحًا في البلاد”، رغم ما وصفوه بمحاولات الدعم السريع “لإبادة الوجود المسيحي” في السودان.