مقالات وآراء

مخرجات حوار الطرشان

الطيب محمد جاده

الذين شاركو في حوار الطرشان هم أصحاب المصالح والمنفعة الشخصية ، وهم سبب البلاوي والفساد الحاصل اليوم في السودان  وصانعيه .
ان الكيزان الكذابين والمراوغين وناقضي العهود والمواثيق…لم يوفوا بعهد عاهدوه  أو صدقوا  مرة واحدة  طوال فترة بقائهم فهم من نسيج واحد يجيدون الكذب والمراوغة وسفك الدماء.
وقد أدرك هؤلاء قبل الجلوس لحوار الطرشان أن عليهم الظهور بمظهر المنتصر والقوي  ولو شعبيا،  فحشدوا أنصارهم ومن يبتاعون بهم  ويشترون  وجاؤوا  بهم إلى قاعة الصداقة على حد سواء في رسالة مفادها ( الشعب معنا ) ثم هاهم يعدون لاخراج مسرحية هزلية واستهتارية بعقول الشعب السوداني الذي اصابه اليأس .. ومع ذلك فإننا نتساهل لأننا انبطحنا ودرنا ظهورنا للطغاة الفاسدين منذ الوهلة الأولى .
وفي التاريخ  أحداث لا حصر لها مع هؤلاء الذي شاركو في حوار الطرشان  لمنحهم دفعة باهتة ومحاولة يائسة للبقاء في الصورة أسابيع أو ربما شهور قبل اختفاءهم من المشهد السياسي والاجتماعي والتاريخي ليلحقوا بكل المنافقين في مزبلة التاريخ وهو مكانهم الطبيعي والمناسب.
ولو عدنا لتاريخ المواثيق والعهود سنذكر أحداثا لا حصر لها تؤكد زيف هؤلاء وكذبهم
فعندما وقعو الدوحة وقبلها ابوجا ماذا حصل هل اوفو بها ، انهم لا يوفو العهود.
وأخيرا ها هي مخرجات الحوار الوطني التي أدارها  المطبلون شهورا عدة  بإشراف الاخوين الوطني والشعبي هم أساس الحوار ومشاركيه ومع ذلك في الجانب الاخر كانوا يعدون العدة لأبادة دارفور وجبال النوبة لشن حرب دموية من نوع جديد للقضاء على كل خصومهم بالسلاح الكيماوي … وها أنتم تعيشون فصول أخرى من مسرحيات الحوار والتحاور مع من لا يعرفون سوى لغة الدم والحرب والدمار، فمن يصدق أن أمثال هؤلاء الذين يعشقون لون الدم ورائحة البارود ومنظر الدمار سيقبلون البقاء والالتزام بمخرجات الحوار ؟
إن حوار الطرشان ليس سوى طريقة من طرق التلميع والحفاظ على ماء وجه الكيزان .. والقصد من الحوار إطالة أمد الكيزان في الحكم .
كل هذا قد  يؤكد حقيقة لا خلاف عليها، وهي أن الحوار ليس له سوى غرض واحد، هو حماية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لعصابة الكيزان وحلفائهم لعلهم يحققون في الحوار والمراوغات ما عجزوا عن تحقيقه.
وبالتالي فإن مخرجات هذا الحوار لا فائدة منها لأنها حبر علي ورق .
هذا ليس سوى (حوار طرشان) ليس له بريق أو تأثير طالما المحرك الأساسي للأحداث على الأرض هو المؤثر والفيصل والحكم..
ومهما طال الأمد فان للبشير وأذنابه مكان أنسب يليق بتاريخهم الإجرامي الدموي ويضع  آخر فصول نهايتهم الوخيمة بإذن الله تعالى  في مزبلة التاريخ… وإن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة