مقالات وآراء

متشددين اسلاميين يتربعون على عرش الكنيسة في السودان!!!

مقدمة مختصرة:
الكنيسة في السودان له تأريخ قديم، ويعتبر تأريخ الكنيسة جزء أصيل من تأريخ السودان القديم والحديث، ففي التاريخ القديم يعتبر السودان دولة مسيحية حتي القرن السابع الميلادي حيث قامت ثلاثة ممالك مسيحية وهي :
1- مملكة نوباتيا (543م) و عاصمتها فرس.
2- مملكة المقرة و (569م) عاصمتها دنقلا العجوز.
3- مملكة علوه(580م) و عاصمتها سوبا.
ولكن الشي المؤسف هو أن منهج تأريخ السودان لا يتحدث عن المملكة المسيحية في السودان، متجاهلة كل الحقائق التاريخية. ليبدأ تأريخ السودان مع دخول العرب والإسلام إلي السودان!!!.
ففي تأريخ السودان الحديث يعتبر الكنيسة رائد التعليم في السودان، أن مدارس الكمبوني والتي تعمل في السودان منذ 1879م وحتي تاريخنا هذا قد ساهمت في رفد السودان بالكوادر في كافة المجالات، فما خلت اي حكومة وطنية مرت علي السودان وإلا علي طليعتها عدد من طلبة المدارس المسيحية. فتاريخ الكنيسة في السودان هو تأريخ ناصع حيث لم يشهد السودان في تاريخه القديم والحديث أي أحداث مأساوية كانت الكنيسة سبب فيها أو ارتكبت باسم الكنيسة، بل بالعكس رسالة الكنيسة دايما هي رسالة السلام والمحبة ، وطوال فترة الحرب التي اندلعت إلي السودان بعد الاستغلال 1956م لم تتوان الكنسية ولم تنقطع قط عن الصلاة من أجل للسلام في السودان وحتي هذه اللحظة، يكاد يكون المسيحية في السودان هم الطائفة الدينية الوحيدة التي تخصص مؤتمر للصوم والصلاة من أجل السلام في السودان، وهذا أمر لأن يندم عليها المسيحيين في السودان ليس فقط حبا في السودان ، بل أيضا لأن السلام والمحبة هو جوهر الإيمان المسيحي.

استهداف الكنيسة هل هو هدف، أم أحداث عرضية؟؟!!

زغم دور الكنيسة في بناء السلام والمصالحة في وطننا السودان، لا أن الكنسية لم تسلم من المؤامرات والفتنة طول الفترات ما بعد الاستقلال حتي تاريخنا هذا، حيث تعرضت الكنيسة في السودان إلي حملات شرسة، انتهاكات واسعة للحقوق الأساسية، تضييق على حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، مصادرة الممتلكات الخاصة، حملات الازالة ضد الكنائس في الخرطوم وعدد من ولايات السودان، وصلت هذه الممارسات مستوي الاضطهاد الديني تمارسها الدولة عبر ممثليها من الأشخاص الطبيعيين (موظفي الأراضي، الأجهزة الأمنية، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف……إلخ) من ضمن مظاهر تلك الاضطهادات القرار بإزالة (25) بمحلية واحدة (بحري وشرق النيل)، ومصادرة مستندات 16قطعة أرض تخص كنيسة المسيح السودانية والذي أشرنا إليها في فيما قبل، والذي قيدنا بها شكوي ضد جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان مضت عليها أكثر من 6 أشهر منذ مايو الماضي، والمفوضية عاجزة عن النطق بكلمة واحدة، ضد إنتهاكات المستمرة لجهاز الأمن!!!.

في هذا المقال سنتحدث عن واحد من أخطر عناصر الأزمات داخل الكنائس في السودان، وهو أحد أشخاص الدولة ممثلة في وزارة الشئون الدينية والأوقاف، هذه الوزارة تعمل منذ العام 2011م على آثار الفتنة زعزعة الاستقرار داخل الكنائس في السودان. عبر أحد أهم المكاتب المتخصصة بشؤون الكنائس (مكتب إدارة شؤون الكنيسة) هذا المكتب يدار بواسطة عدد من الموظفين علي رأسهم مدير إدارة شئون الكنائس وهو شخص مسلم متشدد!!!. واسمه محمد عبدالله، بمعاونة مدرائه، حتي وكيل الوزارة وهو أ. حامد يوسف آدم ويبدو أن الأمر ليس بالصدفة ( أن يكون مسلمون متشددون مسؤولين عن شؤون الكنيسة في السودان!!!) وكأنما السودان بعد انفصال الجنوب، ما عاد فيها مسيحيا يجيد القراءة والكتابة يليق بمنصب وكيل ال بإدارة شؤون الكنائس!!!.

الوضع قبل انفصال الجنوب:
الوضع السائد قبل انفصال جنوب السودان في العام 2011م هو أن إدارة شئون الكنائس بوزارة الإرشاد والأوقاف، كانت تدار بواسطة أحد القادة والخدام المسيحيين يتم اختياره بواسطة مجلس الكنائس السوداني وحينها كان الوضع أكثر استقرارا وسلما، حيث العمل بالدساتير ولوائح الكنائس والتي ما خلت عن وضع قواعد تنظم العمل داخل الكنائس ومعالجة إلي مشكلات إدارية قد تحدث. ولكن بمجرد انفصال الجنوب عينت الوزارة شخص أو أشخاص لا يعرفون أسس وضوابط إدارة الكنائس كواحدة من المؤسسات الدينية. وغير ملتزمين بما تعاهد عليه المؤمنين في دساتير الكنائس، لا يعيرون دساتير ولوائح الكنائس أي إهتمام عملوا علي تعطيل العمل بها (دساتير الكنائس) لتعم الفوضي والهرجلة في عهدهم داخل الكثير من الكنائس.

هذه الأحداث (اثارة الفتنة) ادت الى مطالبة بعض الأصوات علي ضرورة إعادة الحال إلي ما كان عليه قبل الانفصال (تعيين القادة المسيحيين في الإدارات المتعلقة بشؤون الكنائس من مهمة مجلس الكنائس السوداني). ولكن الوزارة تصر على إستمرار الوضع المزعج هذا علي ما هو عليه!!! و هنا نتساءل ما السبب في التعمد والإصرار على بقا هولا المسلم المتشدد في إدارة شؤون الكنائس؟!. السؤال بمعني آخر، ما ً الشىء المميز في هذين الرجلين، والذي يجعلهما أفضل من جميع المثقفين المسيحيين السودانيين، والذين من بينهم حملة أرفع الدرجات العلمية، وأساتذة الجامعات؟؟!!!. حتما أن هذا ليست من قبيل الصدفة!!. ربما سيكون السؤال أكثر فائدة إذا وجهناها إلي أنفسنا إلا وهو، كيف نقبل علي أنفسنا نحن المسيحيين أن يتربع على عرش كنائسنا وبسلطة مطلقة مسلمون، ليأمرون وينهو، ويعوس في الأرض فتنة؟؟؟

ربما سيكون السؤال مفهوم أكثر إذا ما وجهناه لإخواننا المسلمين. هل يمكن أن يقبل المسلمين رجلا مسيحيا محافظا مديرا وبسلطة مطلقة علي ديوان الزكاة أو شؤون الحج والعمرة أو حتي مؤتمر الدعوي الاسلامية، أو إدارة الذكر والذاكرين؟؟!!! قطعا الإجابة هو لأ مغلظة!!!

العجيب في أمر هذا الرجل (محمد عبدالله) مدير إدارة شئون الكنائس هو تصرفاته، يخال لك أنه رجل أمن!!!. دايم التفكير في إثارة الفوضي داخل الكنائس، ويشغل نفسه بأمور الكنيسة أكثر من المؤمنين المسيحيين أنفسهم، ولكن ليس للخير!!!

يعطيك شعور بأنه لا يشعر بارتياح والكنيسة في سلام، ففي الواقع هو لا يشعر بسلام والكنيسة في السودان مستقرة…… أعني أنه دايم الفتنة، يستغل موقعه لتحقيق أغراض سيئة تستهدف وحدة الكنيسة في السودان. ولكن هذين الرجلين (وكيل الوزارة، ومدير شؤون الكنائس) ومع سيئات  أعمالهم ألا إن هناك بعض القادة والخدام المسيحيين تربطهم علاقات ومصالح، لأ يتوقفون عن التغزل فيهما، فيتمادى الرجلين في إيذاء الكنيسة.
هذين الرجلين يتمتعان بسلطات مطلقة فيما يتعلق بإدارة شئون الكنائس بوزارة الإرشاد والأوقاف ( الشئون الدينية والأوقاف)، يعملان على تغيير التركيبة الإدارية للكنائس عن طريق إرسال خطابات موجه للجهات الرسمية من الشرطة ونيابات بالتعامل مع أفراد داخل الكنائس دون اللجان المنتخبة !!! لا وبل يوجهون أوامر للشرطة بمنع الجمعيات العمومية الكنسية التي قد تأتي بأشخاص يختارهم المؤمنين المسيحيين، لا يرغبون في رؤيتهم قادة كنائسهم!!!.

سنتحدث عن نمازج من بعض الأدوار السالبة ألتي لعبتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والإثارة ألتي ترتبت عليها، لنجيب في نهاية المقال ومن خلال المستندات التي سنرفقها، علي سؤال مهم وهو ما إذا كانت هذه الأحداث هي مجرد أحداث عرضية؟ أم هناك تعمد؟؟؟….تابعونا
ديماس جيمس

مقالات ذات صلة