مقالات وآراء

ماذا وراء الوعيد الأمريكي للسودان هل الخرطوم متورطة في أحداث النيجر؟

محمد ادم فاشر
(أعلن الرئيس الأمريكي تمديد حالة الطوارئ القومية فيما يتعلق بالسودان بسبب أن الوضع في السودان مايزال يشكل تهديدا غير عادي واستثنائيا للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة
لقد تفاجأت الأوساط السياسية بقرار الرئيس الأمريكي بشأن علاقة أمريكا بالسودان فإن مضمون القرار بالرغم من ربطه بمواقف سابقة في العلاقات المهتزة بين البلدين ولكن هذه المرة جاء القرار بصيغة التهديد أكثر من التلاوة الروتينية لقرارات سابقة الصدور بالرغم من تطمئنات السفارة الأمريكية بالخرطوم بأن القرار الروتيني إلا أن صيغة البيان جاء معبرا عن القلق الأمريكي الحقيقي من تصرفات النظام في الخرطوم لأن توضيح السفارة الأمريكية لم تف بالحقيقة كلها لأن العقوبات المفروضة علي الخرطوم لم تكن جديدة وبالحتم لو بلغت الإدارة الأمريكية هذه المرحلة الي درجة حالة الطوارئ من القلق لم تلغ العقوبات الاقتصادية المفروضة علي الخرطوم وهذا يعني ان أمرا مستحدثا مبني علي المعلومات حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية حديثا لأن أفراج عن العلاقات الاقتصادية بين واشنطن والخرطوم كانت مبنية علي التقدم في الملفات التي تابعتها المخابرات الأمريكية ومعها جهات لصيقة الصلة بالخرطوم كمبوعثين من مختلف الادارات هي الجهه التي أوصت للإدارة الأمريكية بالتقارب مع الخرطوم بسبب التقدم الملحوظ في الملفات التي تمت التفاوض حولها الي درجة تطلع الخرطوم لصفحة الناصعة البياض من المحال هذه الملفات لم تتطرق الي المصالح الأمريكية في المنطقة وسياستها الخارجية . ولذلك أن درجة التقارب التي وصلت بين البلدين قبل مدة قصرة لا يمكن قرأءته مع القلق الأمريكي الي درجة الوعيد المبطن والتهديد المباشر . اذأ ما هي الخطورة علي المصالح الأمريكية وسياستها الخارجية ولماذا تم الفصل في الاساس علي سياستها الخارجية ومصالحها كما جاء في القرار؟
نعم ان كل الذي واضح حتي الآن أن لغة القرار والمضمون أمر غير عادي في اللغة الدبلوماسية أمر ليس أقل من إعلان الحرب بشكل مباشر لأن ليس هناك دولة تقبل تهدد مصالحها وسياستها الخارجية إلا في حالة العجز عن الدفاع عليها وهذا العجز لا ينطبق في الحالة الأمريكية .
ولذلك أعتقد ان جزء من الاسباب منها
هناك بعض القضايا تتعلق برفع العقوبات والشاهد الكل اضطلع علي الشروط الأمريكية في رفع الحظر الاقتصادي ولو أن هذه الشروط تمت التعبير عنها بكلمات مقتضبة مثل مساعدة من الخرطوم في الحرب علي الإرهاب وتسليم المطلوبين للعدالة الدولية و الدور الايجابي في علاقة الخرطوم بدولة الجنوب ولربما هناك شروط اخري لم ترد في ديباجة القرار الأمريكي حول فك الحظر .لكن الواضح أن الأمريكان كانوا يعنون ما يقولون بشأن الحرب الإرهاب والمقصود بالإرهابين لدي إدارة ترامب كل التنظيمات الإسلامية ولربما كان هناك قيد زمني لتصرف الخرطوم بشأن الاسلامين وبالرغم من اجتهاد السلطة في الخرطوم ألتخلص من الاسلامين بما في ذلك فبركة محاولة اغتيال الرئيس الوزاء إلا أن هناك حقيقة لا تستطيع السلطة في الخرطوم القفز عليها هي أن محاولة ألتخلص من الاسلامين تنطوي عليها مخاطر جمة لأن الهيكل العظمي لهذه السلطة قائم علي الاسلامين وان ركائزها حتي الآن مؤسسة عليهم وفوق ذلك الخرطوم رهينة في يد الدوحة وبينهما السياسات الاخوانية واسرار مشتركة لا تصلح الا التحايل عليها لتجاوز الخرطوم الموقف الصعب الاختيار بين الإخوان أو مواجهه الخليج والأمريكان
هناك تسارع في الاحداث بحيث يصعب رصدها ابتداء من قتل الجنود الأمريكان في النيجر وقبض الجناة من المؤكد ادلوا ببعض البيانات ليس من المستبعد بأن الخرطوم احدي حلقاتها فإن قتل الجناه في الميدان العام في العاصمة ميامي ما كان من الممكن لو لم يحصل الأمريكان علي المعلومات التي يحتاجونها أو مازال يحتفظون ببعض قادتهم للاستجواب وهذا تزامن مع محاولة الخرطوم في رغبتها للتخلص من الاسلامين استباقا للغضب الأمريكي في حالة افتضاح امرهم أو وجود الصلة المؤكدة مع التنظيم الإسلامي في ليبيا الذي يجد تمويله من الخرطوم والقطر وليس سرا المعلومات التي وردت من عدة جهات الاستخبارية بأن هناك جماعات وفدت من تركيا عبر الخرطوم في طريقهم الي ليبيا وليس من المستبعد منهم جماعة شاركوا في استهداف الأمريكان في النيجر وخاصة أن المعلومات المتوفرة لدي النيجرين بأنهم قدموا من سوريا بناء علي التحقيقات التي قامت بها السلطات النيجرية.
والحدث الثاني زيارة البشير للدوحة من المؤكد تم الرصد هذه الزيارة بالدقة من الخليجين والأمريكان معا ولا أحد يعرف بوجه بالدقة ما تم الاتفاق عليها ولكن من المؤكد تطرقوا الشأن التشادى وتري الدوحة انها غصة في حلقها لتصدي علي أنشطتها في نيجر ومالي وليبيا ودارفور وهذه الزيارة ارتبطت بالاهتمام بالوضع الامني في دارفور ويبدو أن لدي الخرطوم ترتيبات تتعلق بمنطقة الساحل والصحراء من ضمنها النيجر وتشاد وليبيا والمالي بناء علي الطموحات القطرية انطلاقا من خطة دارفور الخضراء ونحن لا نريد أن نتوقف في تطورات مسألة جمع السلاح في دارفور ولكن ما هو الهدف في الاساس من فكرة الجمع السلاح لأن وقته موسي هلال له أكثر من سنتين في وضع ليس هناك اي تهديد لوضع السلطة في الخرطوم ولا حتي امن دارفور؟ نعم ربما أن هذه الأسلحة في يد رجل غير موثوق قد يكون مقلق ولكن لماذا اختارت الخرطوم هذا الوقت لمواجهته؟
الواقع المشاهد أن الخرطوم اتخذت مواجهه موسي هلال وجمع السلاح زريعا لتغطي تحركاتها في المنطقة لأن موسي هلال لم يكن بذات القوة التي تضطر أن تحرك أربعة عشرة الف من الجيش السوداني ومليشياتها ومع كامل أسلحتها بما في ذلك الدروع التي تستخدم فقط في الدفاعات بالاضافة الي الفرقة السادسة مشاة الفاشر أكبر الوحدات العسكرية في السودان بحوزته العتاد الحربي المستخدمة لعقد ونصف, وتضع قواعدها الجوية تحت الاستنفار والرصد الجوي بالدرون لغرض عملية جمع السلاح. الامر قد يصعب استيعابه وخاصة لا يوجد سببا واضحا لخلق أجواء الحرب وتتحمل تكاليفها في الوقت الخرطوم عاجزة عن توفير الخبز حتي لأهل العاصمة وتضطر الي بيع جنودها لسير الدولة .
فكل الشواهد تدل علي أن المستهدف الأول السلطة في تشاد وان محاولة تجريد هلال من السلاح في الاساس كان مجرد التمهيد لاستهداف تشاد لأن الخرطوم لا تستطيع إرغام هلال علي حرب تشاد بعكس الجماعات الاخري هم تشاديين في الاصل فإن تسليمهم السلطة في تشاد بالتأكيد سوف يسيل لعابهم فان الموقف المعارض لموسى هلال او الوقوف الي جانب صهره حتما يضعف الموقف العربي الموحد ضد السلطة في تشاد ولذلك تطلب تجفيف المنطقة من السلاح إبتداء من موسي هلال قبل إعلان الحرب علي تشاد .
حتما أن الامريكان في ردهم لتطورات الأحداث في المنطقة توصلوا لهذه النتيجة بالأدلة القاطعة محاولة الخرطوم إزاحة رجل الشرطة ضد الإرهاب في المنطقة وهذا يعتبر تمهيدا لأرضية صلبة للإرهاب في المنطقة وهذا يتنافي مع تعهدات الخرطوم بالحرب علي الارهاب والقيام بالعكس .فإن أمام واشنطن خيارات اخري لمواجهة الموقف الجديد لانها ليس في استطاعتها في إقناع المجتمع الدولي للعودة الي العقوبات الاقتصادية التي توفرت أسباب رفعها ولكن في أمكانها إقناع المجتمع الدولي لاعتقال البشير اذا ورد اسم السودان في قضية النيجر وخاصة هذه تشكل تهديدا حقيقا للامن القومي الامريكي بينما التزمت الخرطوم علي الشروط فك الحصار .وايا كان السبب فإن غضب واشنطن مؤسس علي أحداث لم تمض أكثر من شهر واحد ونتمني أن لا يكون أحداث نيجر وراء هذا الموقف الهائج لامريكا
ومن ناحية اخري لجؤ الخرطوم الي الدوحة في هذا التوقيت الغرض منه تدارك الموقف بشكل مشترك أما أن يفرضوا واقعا حازما في الحزام جنوب الصحراء ويفرضوا علي دول الغرب احترام ذلك الواقع الشي المؤكد أن الدوحة تضمر الشر لتشاد والسودان لا تستطيع أن ترفض طلبا للدوحة وخاصة العلاقات بين الخرطوم وأنجمينا كل تحاول تفادي شر الآخر وخاصة لدي الخرطوم ثلاث شروط لكل معارض تشادي
الأول أن تكون هناك دولة تدعمة لها لأن الخرطوم تستولي علي نصف المساعدات العسكرية ثانيا أن تتعهد قواتها في خدمة الجيش السوداني فترة الزمن يحاربون لحساب الخرطوم كل حروباتها قبل التوجه الي تشاد أما الثالث قولتهم المشهورة نحن لا نساعدك في طرح ادريس دبي أرضا ولكن لو طرحته أرضا سوف نساعدك في أن لا يتمكن من الوقوف علي رجليه ثانيا . نحيا ونشوف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock