مقالات وآراء

ليس السِّلاحَ وَحَدِه يقتل الشعب السُّودانِى ..!!

كامل كاريزما
كامل كاريزما

في عهد القائد النازِي أدولف هتلر أفضل مأثِرة ومُنجز عظيم له جاء على لِسانه حين قال :”كان بإمكاني أنَّ أقتل جميع يهود العالم ولكّن تركت بعضا” مِنهم لكي يعرف العالم لماذا أقتلهم” .. وفي عهد القائد الفاشِي عمر البشير أكبر إنجازاته His Achievements :”أنه لمَّ يقتل كُل الشعب السُّودانِى بالسِلاح والتَرَسانة ولكّن ترك بعضا منهم لِكي يموتون بالجُوع والمَرض والفقر والتنكيل”!! .

الأيام تُمر والحال لا يتغير بشيء ومُعأناة اليوم السَابِق تُصبح على مُعأناة جديدة وسُوء أكبر من الذي سبقه من مُعأناة إقتصادية وسياسية وإجتماعية وثقافية فحلُول الأمس مِنْ مشكلات لا تتوقف عند حلِها فالشعب بعد الأمس أصبح يُحتاج للعديد من الحلُول لِمشكلات مولودة والتي تتعقد بمُرور الزمن فبعد سرّد بعض الكلمات التي لا نعتقد بأنها تكفِى لِشرح الحياة السودانية التي تُعانى مِنْ المُشكلات تواجهها يومياً سواء من الداخل السُّودانِى أو خارجها .

الضغوط التي تُمارسها حكومة المُؤتمر الوطنى على الشعب السودانى من أجل تحقيق أهدافها وسياساتها وما تُنتهجها من أساليب قمعية للمُواطنين السودانيين و طردهم و تهجيرهم و تشردهم من مناطقهم كمّا هو الحال في دارفور و جنوب كردفان و جبال النُوبة و النيل الأزرق و الأنقسنا وكجبار ومحس والسكوت، أو من ضغوط إقتصادية في المُدن التي شلت حركة المدنية بمختلف مجالاتها الخدماتية للشعب السُّودانِى أو سواء بتوجيه الإستفزاز إعلامياً أو فعلياً للشعب السودانى بمحاولات مُستمرة لإرتفاع الأسعار أو أساليب القمّع المُختلفة والإنتِهاكات الجسِّيمة ضد الأبرياء العزَّل تحت صمت دُّولي وأقليمِي فهذه المعأناة تتطرق لِسُؤال وهو إلى متى هذه المُعأناة؟ التي تُمارس ضد شعب أعزّل؟ .

فالمُؤتمر الوطنى بِضُغوطه المُتواصِلة بطرقه الغير مُباشرة جَعّل البعضٌ السُّودانِي من تدّمِير نفسيته المعيشية التي لمَّ يُعد يُستطع تأمين ما تحتاجه أسرته للبقاء على قيدَّ الحياة من متطلبات أساسية وضرورية – فأصبح الشعب السودانى بدلاً من أنَّ يفكر بِبناء مُستقبل أفضل لجِيل سودانى قادم وقادر على تنمية الكيانات الأساسيَّة والضُروريَّة له أصبح يُفكر بِمَا أستمد المُشكلة التي ستحل عليه غداً غير الراهنة التي يعيشها !! .

هِجرة العقول السودانية هو حال ليس بِجديد ولكن مع تزايد المُعأناة تتزايد بشكل طرَّدِي زيادة هِجرة العُقول إلى الخارج بدعوى أنها تُكفل له مستقبل وَاعِد و وجود إمكانيات تساعده للوصول إلى ما يحلم إليه والتي أستنتج بالتالي لا توجد في وطنه”المكلومGrieving” ولا تملك هذه الإمكانيات التي تساعد على كسب عقل سودانى يساعد بتنمية وطنه، بدلاً من تنمية وطن مساعد لطغاة في مُمَارسة إجراءاتهم ضدّ الشعب السوداني فكنا نسمع ونرى بأن طلاب العِلّمْ هُمْ فقط الذين يهاجرون للخارج في الفترات الماضية من الزمان – ولكن الحاصل الآن هو اُسرة بكاملها تُهاجِر إلى الخارج كأسرة لآجئة تنطبق عليه كل أنواع اللجوء مُعاني داخلياً بوطنه ولمّ يستطع البقاء فيه لكن هذه الأسرة لا تُعد كإحصائية كبيرة ولكن لنقل القليل .

لكن العدُّوى لا تبقى في مكانها فالإقتناع يثبت بكثرة الضغوط والمُعأناة الإقتصادية والسياسية التي تُمارس بشكل يومي على الشعب السُّودانِى فهذه عوامل نفسية مُمَارسة من قِبل حكومة المُؤتمر الوطنى للضغط سواء بتشريد المُواطن أو الهروب ويبقى الحال كمّا هو عليه أو أسُّوء منه ! .

حقاً شعباً مُناضل فمنذ ولادته وهو كحاله فالذي يختلف هو زمن الحكومات وكيفية أساليبها المُستخدمة ضدّ هذا الشعب فخِسر وضحى الكثير من أبناءه من أجل الصمود والبقاء وعدم التخلِي عن حقوقه في وجوه مُغتصبها بغير حق .

فـ ها هو شعب ولا زال يُكافح ويُقاوِم ويُحارب حتى هذه الأوقات بوجه هذا النظام الجائر لعدم التخلي عن واجباته وحقوقه أشتق أحق الشعوب بها وعدم الرضوخ والإستسلام لحكومة غاشمة لا تسعى سِوى الى طرّد المُواطن من بلده للإستيلاء على موارده وتحقيق وعد مزعوم في دينهم الكيزانية تحت تكبير وتحليل .

لكن الجيد هنا هو أنَّ نظام المؤتمر الوطنى ليس القوي على الإطلاق بعد كل هذا التقهر فبالرغم من ذلك شعب السودانى هو الأقوى أرادة وتحدى وصمود وثبات لقيمه الأساسية التي لمَّ يهزم بالقيام بالعديد من المحاولات المُستمرة للإستسلام.

لكن للجواب على السُّؤال الذي يتحدث إلى متى هذه المُعأناة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية بِكافة صورها التي تُمارس على الشعب السُّودانِى بشكل مُتواصل من منذو أبد الزمان والتي أدت لتردى الأوضاع السودانى الداخلية؟ ذلك الجواب يكمن في الحُكم السُّودانِى فتعدد حُكامها أدي لإنقسام أهداف وتحليل دراسة الحلُول للأوضاع السودانية وإمكانية إنهاءها أصبح ضعيف ومحدود وعدم القدرة على وحدة القرار السياسي بشأن ما يواجه الشعب السودانى من الأطراف المُساندة والمُنحازة للأنظِمة الديكتاتورية والتي تجعل من الضغوط الإقتصادية والمساعدات المقدمة إلى الشعب السوداني أمر معقد الشأن .

فضرورة الوحدة الوطنية أمر واجب حدوثه فعلياً لا قولياً لكي تستطيع مواجهة العوامل الضاغطة على شعب محاصر إقتصادياً وإمكانيه وجود الحلول لكسرها وفك أجزاء من هذا الحصار الإقتصادي من أجل إرجاع حالة التوازن والإستقرار للشعب السوداني وأوضاعة الإقتصادية والإجتماعية بإحتياجاته ومتطلباته الأساسية .

المصلحة العليا هي الأعلى فوق جميع الخلافات التي تعكس بالسلب لا بالايجاب على السوداني و توجهاته السياسية الداخلية و الخارجية و على عدم توفر الإمكانيات والقدرات بالشكل المطلوب والوقت المناسب لمولود أيا من الأزمات سواء اقتصادية أو سياسية من قِبل المُؤتمر الوطنى وعدم توفر الحلُول والبدائل الموحدة سُودانياً لها فالإنقسام وسط المجتمع السودانى وإستمراره يسمح للمُؤتمر الوطنى القيام بالعديد من الخروقات الغير مشروعة يومياً ضد الشعب السودانى وقِيمه الأساسية .

فكفى حقاً إستهتاراً بالشعب السودانى وقدرة ما يمكن أنَّ يفعله من كثرة تولد الضغط الذي بدوره يولد إنفجاراً هو سلبياً بالحتم بآثاره التخريبية للكيانات الأساسية للشعب السودانى لكنه قد يغير الأوضاع الراهنة التي يعيشها والتي لم يستطع ممثلها السودانى إيجاد الحلول للتخلص من معأناة مستمرة غير منتهية جعلت من الشعب كتلة نارية تنتظر الإنفجار .

فأن لمَّ نستطع هزم المُؤتمر الوطنى فلنبدأ بهزم أنفسنا المريضة بحكم السيطرة والنفوذ وترك المصالح الخاصة !! .

أذن بدأنا مقالنا بصورة مبسطة جداً لوضع السوداني الراهن ومُعأناة إقتصادية يعيشها ينتظر حلُول لها وتطرقنا لسؤال متعجب وهو إلى متى تلك المعأناة ستبقى تحل على هذا الشعب لما بدورها السِلبى التي يتولد لدى شعور المُواطن السودانى صحياً ونفسياً بتردي أوضاعه وصعوبة معيشته وبقاءه و تأمين إحتياجاته الضرورية.

مقالات ذات صلة