مقالات وآراء

كلنا نشكل العمق بلا استثناء

بقلم باب الله كجور
babala@gmail.com
سكان المناطق المحررة يشكلون مجتمع بشري فريد ما يميزه عن المجتمعات الأخري. إن كل فرد في هذا المجتمع يحمل خاصية في جيناته الوراثية تأب الظلم لذا إختار بمحض إرادته أن يكون تحت مظلة هذه الحركة الثورية الظافرة فوصف شخص بالتخازل أو إتهام فئة بالخيانة أو جماعة بالتآمر أو شريحة في هذا المجتمع بتضليل الجماهير دون إثبات معيب مهما كانت المبررات فكل ذو بصيرة يعلم ان الأب نصيب والأم قسمة والعم توفيق والخال ظروف والعمة صدفة والخال ضرورة لعبوا دورا في أن يتقلد البعض منا منصب أو يحتل موقع أو يتولي مسئولية فهذا أمر طبيعي ومن سنن الحياة ولكن من المحزن أن يستغل السلطة من قبل بعض ضعاف النفوس كسلاح للإرهاب وأداة للقهر بزرائع واهية فالفيصل بين أعضاء المنظومة الواحدة عند الإختلاف أو وقوع خطأ هو الإحتكام للدستور واللجؤ للقوانين والرجوع للوائح وليس الإجتهاد المخل المبني على العاطفة والمصلحة فديدن أي حركة ثورية تتطلع للنجاح وتعمل بجد علي تحقيق الأهداف هو المساواة في الحقوق والواجبات بين الأفراد الذين ينتمون الى هذه المؤسسة فمن الحكم والعدل أن لا يصر مسئول في حالة حدوث مايمكن أن يصنف في خانة إنه الخلاف أو الخطأ إنه كل شئ والاخرين لاشئ فنهمس سرا في أذن كل من يتعاطى مع القضايا بهذه الطريقة العقيمة أن يترك ذلك الوهم الذي ليس له أساس من الصحة فقرار ان إنضمام الفرد الي مسيرة الثورة قرار شخصي فالثورة بذل وعطاء دون أي مقابل مادي وتحمل شظف العيش والفاقة والعوز والجوع الكافر الذي ينهش الاحشاء وقناعة وإلتزام بالمشروع الذي من أجله قامت الثورة ووفاء لأرواح الشهداء التي فاضت الي الرفيق الأعلى والامجاد السماوية وتقدير لجهود الأحياء من المعاقين والجرحى وإخلاص للزوجات الأرامل والأمهات الثكلي والأبناء الأيتام فالحقيقة التي لا يخالطها شك إن الذود عن الحياض وحماية الأعراض والدفاع عن الأموال من المبادئ التي يجب ان لانساوم عليها أو نبتز به أو نمتن به علي أحد وهنالك أشياء يجب ان تقال في وجه من يتبني سياسة الإقصاء والإدعاء باحتكار الحقيقة المطلقة ويتحامل علي من له رأي في مسائل تعتبر حمالة أوجه بلا مواربة مع أن إختلاف وجهات النظر لا تفسد لود الرفاق قضية ونلفت نظر من يريد ان يجعل من له موقف في أمر من الأمور عصفور يغرد ويغني بالقوة عليه أن يتذكر ويعي ويفهم ماقاله الكاتب السوري المتعدد المواهب محمد الماغوط (لايمكن لكل بنادق العالم أن ترقم عصفورا علي أن يغني بالقوة إذا كان لا يريد ذلك )فكلنا في المناطق المحررة نشكل بلا استثناء العمق الاستراتيجي والحاضنة لكل مظلوم وطالب حق، فنحن في خضم بحر الثورة المتلاطم أمواج
المد والجزر وليس من بيننا من هو زبد ليذهب جفاء وسنكون في الموعد وسنبقى علي المحك لننفع بعضنا بعضا لأننا ببساطة خرجنا من رحم أم لا تنجب إلا الأبطال وهي روؤمة لا تفرق بين الأبناء ولا تضن بحنانها علينا.
فالسلطة تكليف وليس تشريف واشبه بالرقص علي إيقاعات الكرنق الرقصة الشعبية الأكثر إنتشارا في جبال النوبة فيستحيل علي من يؤدي هذه الرقصة أن يصفق ويرقص في نفس الوقت لأنه سيفقد التوازن ولن يستطيع أن يرقص بإتقان وسيكون مصدر للسخرية والضحك ولو دامت هذه الجميلة التي تسمي السلطة لأحد لما وجد كل مشتهي وطالب لها في خارج الإطار فرص الولوج إلى الداخل فعلي كل من هو في السلطة أن يقف على مسافة واحد من الجميع وأن لا يتعامل بانحياز أو انتقائية مع من ظل ينتظر في صفوف الطوابير الطويلة الممتد علي رصيف الأمل والرجاء والحلم الموشح بغد أفضل برأفة وأخلاق.
والعتب لمن يري أن العبدلله يمسه بسوء فيما يكتب من مواضيع أو يسئ إليه حتي يرضي فهذا ليس وجلا ولكن احتراما لروح الرفقة.
جبال النوبة _الدلنج _سلارا

مقالات ذات صلة