مقالات وآراء

قراءة الثانية لورقة ياسر سعيد عرمان الممهور بالميلاد الثاني لسودان الجديد ب٢٠سبتمبر( ٢)

بقلم _ حب الدين حسين (حبو ارسطو)

اجراس البدأ

هل هي الحقيقة أن سودان الجديد شعار ولم يخاطب( قفة الملاح!)
هل نحن بحاجة لشهادة من الاسلاميين لمعرفة مستقبل تنظيمينا أم من مؤسسات التنظيم ومن انين المهمشين ؟

يقول القائل ان التاريخ لا يغير شخص وانما يكشف ماهيته !

وفي محاولات تتبعنا واستقراء ورقة ياسر سعيد عرمان الذي قدمها بدعاوي التجديد الرؤى لا نغافل باهميتها بحكم ما احتوائها من مغالطات افضحنا جزءآ منها في المقال الاول وما زلنا نتتبع ونقف فيما يمكن وقوف حولها ونحن نثير بواطن تخيلاته في تجديد الرؤى وهي اقرب الي تهاتف التهاتف ليحاكم بها الجميع بسرح افئدتهم وببواطن عقولهم حجم التناقض المفاهيمي وافتقاد المنهجي وسرديات خيالية لصنع امبرطورية وهمية في نقد الذات وهي اقرب الي تمجيد الذات وتخومها الذي يجعل من الهرة في هيئة الاسد في مسرح (الكوبرا)

توقفنا في مقالنا السابق باثارة السؤال بسيط ولكنها ظلت تورق افئدة أهل الضفة الأخرى وبعد ان أصبح انجليهم الوحيد لإثارة الكلامية وهي (الانقلاب )
حيث يعرف هذا المفهوم بالفرنسية (coup deata) هي ازاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي لنفس الدولة عادتآ ما تكون الجيش وظهر المصطلح في قرن السابع عشر للأشارة الي الاجراءت التي يتخذ الملك دون احترام للقانون ولإرادة الشعب ! وهي سيمة تقوم بها الاقلية ضد الاغلبية بقوة الجيش او العنف وهناك انقلاب الديمقراطي او الإبيض التي تقوم ضد سلطة شمولية مستبدة وتعيد مدراج الدولة الي عمل المدني وعلى سبيل المثال ( ازاحة لروبت موغابي بزيمبابوي) عندما سعي قفز فوق القانون حيث تدخل الجيش وعاد نصاب حراك السياسي والاجتماعي للدولة اي سلم السلطة لاغليبة المضهدة ورافضآ لاقلية البطش ورغم الاختلاف في المسمى ولكن كثيرآ ما تستخدم .
على اية حال ان انقلاب التي تتمحور بين مصدر وفاعل والمفعول به هي اساسها عمل افراد وليس عمل جماعي اي ليست عمل مؤسسات وفق تلك التتبع لجميع الحق ان يقرأو حقيقة ما جرى داخل منظومة الحركة وما هي المؤسسات التنظيمية الموكلة لقيام بتلك التصحيح في حالة الانحراف مع العلم ان مصطلح مجلس التحرير يعني البرلمان وهي توطين المفاهيمي لمصطلحات لتواكب قيمتها الثقافية المراد خدمتها والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بعد فك الارتباط مع الحركة الشعبية لتحرير السودان _جنوب والمؤسسات التنظيمية والفئوية للحركة التي اناطت ب المسؤلية الرقابية هي مجلس التحرير القومي _ومجلسي التحرير الاقليميين (جبال النوبة والنيل الازرق)ويقول دستور في ٢٠١٣في مادته ١٥من عمل وصلاحيات مجلس التحرير الاقليمي هي قيام بواجبات سلطة مجلس التحرير القومي في حالة غياب المجلس القومي !.
وهذا الوصف اضح معالم المجلس وما تم المجلس في السابع من مارس كانت ممارسة حرة وديمقراطية (مجلسي التحرير _ مكاتب الداخلية والخارجية _الشباب _الطلاب _تجمع نساء سودان الجديد _الجيش الشعبي _المهمشين ) وكانت فترة مارس حتى السادس من يونيو واكتوبر هي برهان يشهدها حتى اهل البرمودا عن حقيقتها الا من ظنوا ان الخطأ ليست من ميزتهم واصابهم الغرور حتى ابتلعهم الطوفان وفاليسئلوا من اين ومن هم الذين قاموا بتفويض مالك عقار وياسر عرمان لمدة سبعة سنوات وبأي مؤتمر العام ؟

وفي متن ورقته في ملامح تكوين الحركة الشعبية وهو يريد ان يجيش قصار النظر ويحكي في نظره انجازات يعزز موقفه دون حمص حيث قال ربط الحركة قضايا المنطقتين بالحل الشامل في (١٥)جولة ……وبعد سرد طويل ختم قائلآ…..كما (مدت الحركة يدها لبعض الاسلاميين الذين ابدوا رغبتهم في التغير ومن المثير للأنتباه ان احد قادتهم الملميين على خبايا النظام ذكر لنا ان الحركة سيكون لها شان كبير اذا حافظت على رؤيتها ووحدة قيادتها……….. ؟) تمئن معي جيدآ امين العام للتنظيم ثوري هو نقيض لفكر الاسلاموي يحكم نجاح مشروعها بشهادة اسلامي والتي من المفترض ومن المنطق ان يقيم التنظيم قوته ونجاحه عبر مؤسساته التنظيمية والعضوية بعمل يومي مدروس واكبر معالم التقييم هي موتمرات القاعدية والعامة وليس حديث اسلامي مبتور في شهادته وهو لا يدخل ضمن مصفوفة التقييم تحت كل الدعاوي وهذا السرد وحدها حكم ادراته لتنظيم .
ونسئل هنا ان كان هناك مجيب وهل لوا قال له تلكم الاسلامي بان تنظيمه لم يكن له شان كبير يصدق حديثها ام ماذا يكون رد فعله ؟
واكثر من ذلك اقحم الاسلامي وجه نظره بتراثه السياسي وقال له (اذا حافظت على وحدة قيادتها ؟) انظر لا بإلتزام بالمشروعها ومؤسساتها وهي نبت طبيعي لعقل اسلامي لانها تبدأ بالوهم القائد ويسحق الفكرة والمؤسسات التنظيمية بفقه الضرورة وهي شبيه حديث اهل المدينة (بشير لوا مشي بديل منو ) ولكن ما الذي يجعل حبل الاتفاف بين مرء يؤمن بأول مبادئ مؤسسته القائل بالديمقراطية التي لا تبصر القيادة سوى في رؤي الشعب وتطلعاتهم واصواتهم وبين مرء تجند في نزوات الفرد الميكافلي؟؟
وقد ارادة ياسر ان يقول ان بقاء الحركة ببقاءه وجزم القيادة في ذاته ويرى ازاحته ازاحة القيادة وليس كفرد انتجه الحركة كي يكون قائدآ لها وهي عقل السيادي الذي ينقب الذات علي الاخرين ومن هناك يبدأ بنية الاوليغاركشية المفاهيمية التي تصل بمرور الزمن على الاستبدادية الفكرية جعل العقل حبيس توهمات الفرد .
وهل يعلم ياسر ان هؤلاء الاسلاميين الذين زعم انهم راغبيين لتغير ووقع معهم ميثاق فجر الجديد ومنهم دكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامي اعلنوا تجميد حزبهما من العمل السياسي باللسان كودة نفسه قائليين( ان ما تمر به البلاد من المحددات والمخاطر تتطلب عدم ممارسة السياسة ولازوم الدعوة ونصح الرئيس ووقوف معها لانقاذ البلاد !) اقرا مرتين رئيس حزب يجمد نشاط حزبه بدعاوي مخاطر البلاد ويظن ان ممارسة السياسية هو ملازمة الفتنة وهؤلاء من يعؤول عليهم كمرد ياسر ويطمئن على مستقبل تنظيمه بشهادتهم يا لها من خجل ومحاكمة عادلة !
وفي بعض شذرات منصة التكوين يقول ياسر ( وعلينا ان نعترف الان أن برنامج السودان الجديد المستمد من الرؤية لم يتعد مرحلة الشعار ولم يخاطب قفة الملاح وهموم الحياة اليومية وعلى رغم من محاولات قرنق ربط منذو وثيقة بناء السلام عبر التنمية !) حديث لن ياتي الا من مرء ارتد كاملآ عن المشروع او هو جاهل بها اذا صدق الوصف ومحاولات تشيع المشروع بافتراء مغالط عن حقيقة تجدها في اكثر من حرف في حديثه .
وما هي سودان الجديد وما علاقة قفة ملاح بالسودان الجديد ؟
عرفنا في مقالنا السابق باقتضاب عن سودان الجديد حتى يسهل فهمها دون لبس وهي وصول الشعب السوداني الي حقهما الانساني وما هي هذه الحق هي حق الحرية والكرامة الانسانية وعدالة الاجتماعية وحق الحياة وحق العيش الكريم المتعلق بالسكن النظيف والطعام والغذاء الجيد والتعليم وتخفيض نسبة وفيات الاطفال حديثي الولادة ورعاية الامهات وتخفيض نسبة الامية ومعاذرة قضايا البيئة ورعاية ذوي الحاجات الخاصة وهي قضايا لا تختلف عن ما تبناها مواثيق الاممية واندرها ميثاق الامم المتحددة خاصة بعد موتمر البيئة والتنمية بريديو جانيرو ببرازيل ١٩٩٢وتعميم لها بالمفهوم التنمية المستدامة بجوهانسبرج جنوب افريقيا ٢٠٠٢ ناقشت سبل العيش الكريم وهي تدخل فيها قفة ملاح في عمق اهدافها والحركة جزءآ من تلك الحراك العالمي وهي اساسها قامت من اجل حماية الانسان وتاكيد حريته ولا بقاء لانسان دون ضمان حريته وكرامته ومن ثم ضمان من الجوع.

وتاكيد الذي نقوله ان ياسر وغل في عقله الباطن قراءة ماركسية وهي سرديات تعيد في اذهانه الصراع الي بعد اقتصادي وانه يريد ان يقول ان قفة الملاح اي الظروف الاقتصادية لم تجد حظها في الحركة وهي لصنع بون بين سودان الجديد والقائلين بان صراع اساسها في البلاد هي( قفة ملاح ) وبين من يثقبون ان الصراع اساسها (قمع حرية الاخرين وفرض الهيمنة الثقافية )وفي هذا رد كمرد حلو باقتضاب ان لقمة العيش المعجونة بالدماء الابرياء لا تلزمنا !
وايضآ حكم سودان الجديد بانها شعار ؛ وليس هناك اتفاق مفاهيمي لمفهوم الشعار سوى انها زعم او طرح لم تثبت بدليل معرفي اي حديث لا اساس لها اي غير مسنودة بالمنهج المعرفي او عدم اخضاعها لمنطق معرفي علمي عقلي وما نقصده شعار هنا بعيدآ عن سيمة التميز الذي يتخذ في كل منظومة لتميز نفسها عن الاخر سوى كان شركة او مؤسسة (شعار المؤسسات) وانما نبحر في حقل العلمي لمضمون شعار من حيث المنطق لان شعار هي من عموميات وان سودان الجديد قفزت من بديهيات وقراءت واستقراءت واستنتاجات والي قوانين ونظرية كاملة الدسم منذو ١٦مايو ١٩٨٣وتستمر الان وتسصحب معها ظرفيات التاريخية والمعاصرة بفعل التراكمي وياسر يقول شعار فقط وما زلنا نتظره ليوضح لنا سودان الجديد الذي يمثل عندها فقط الشعار !

وان مشروع سودان الجديد في بعدها الاقتصادي يتعامد في اقتصاد المختلط التي تتعايش مع سيمات الخاص مع العامة محققآ العدالة الاجتماعية وتعالج قفة الملاح وهي تسمي في ادب المعرفي( نظريات التنمية) نقل المدينة الي الريف في وجه نظرية الاستقلالية والتنمية الداخلية التي تبدأ باقتصاديات المعاشة المعتمدة على الذات حيث يكون الاعتماد على موارد الطعام الجغرافية والبيئية وتوافر الاحتيجات الاخرى وفق اقتصاديات حجم الكبير Economies ofscale والتي بدوره يوفر امكانيات احتيجات المواطن في قفة ملاحه وتتعدد اسماءها في البلاد _ قفة الملاح _كيس البيت _ مخولاية البيت_ عربة الخضار _ ومحمولاتها بين حاكمية القراصة والسمك في الشمال وبين سيادية عصيدة الدخن والذرة اللحم في غرب والشرق والجنوب وبين والرغيف والخضار والفول والعدس في الوسط وبين القدقدو واللبن عند الرحل عمومآ وقد خاطبهم المشروع في فيدراليتهم وحكمهم الذاتي في تنميتها ورعايتهم وبالمساعدة جهازهم التشريعي والتتفيذي وان سودان الجديد كان حصيفآ جدآ في هذا ولن يعزل نفسها من هذه المضمار وكما كان يقول جون قرنق دمبيور في احاديثه( الناس تعابنيين حتى في كرطوم )كان يقصد بذلك ضائقة قفة ملاح وانعدام حريتهم قبل بطونهم ايضآ لذا لسودان الجديد لن يكن غافل بها الا في عقول بعض الغافليين عن سودان الجديد وحقيقتها .
وان تطبيق الفعلي لرؤي النظرية لمنهج القرنقي لن يتم دون ان ينتخب السودان الجديد للسلطة سوى بالسلطة مباشرة او غير مباشرة ، مباشرة بوصولها السلطة الفعلية لتطبيق المفاهيم وانزاله كالبرنامج عمل يومي وتشريعها بدولاب دولة ورقابة حياة المواطنين من الادوات الانتاج والسلع والمنتج والنقل والسوق وحتى( الحلة_البرمة _القدرا )ومن ثم مدخلات ومخرجات هذه القفة وتلكما الأمال لن تبسط الا بوصول التنظيم برؤيتها السلطة واذا كان هناك سؤال في هذا فياسر كان رئيس كتلة البرلمانية لنواب (قفة ملاح) فهو مسؤليته وليس مسؤلية اخرين اضافة الي هو امين العام للحركة لسبعة سنوات اين كانت قفة ملاحها ولماذا لم يشرح برنامج عملها اليومي ؟
والسلطة الاخر التي يمكن عبرها تحسين حياة المواطنين هي تغلغل المفاهيمي لسودان الجديد الذي يجعل منه معارضة قوية يجبر وضع مفاهيمها داخل دستور الدولة وجزءآ من برامجمها وتقنع المواطنين دفاع عن حقوقهم الانسانية وفي حينها يمكن ان يطبق اي تنظيم سياسي برامج سودان الجديد بوعي او دون وعي منها وهي ما يعرف بممارسة السلطة بطريقة غير مباشرة .
وفق مفهوم التنمية الذي فان تحديد حراك قفة الملاح هي في اساسه ضمان لاقتصاد اجتماعي تناقش اسباب فقر المدقع وتحقق تنمية اجتماعية وفندها سودان الجديد في ذلك بانها تسعي الي تحقيق دولة الرعاية بدلآ من دولة الجباية وستساهم مع كافة القطاعات المختصة في انزال فكرها في ارض الواقع ولن يتم ذلك دون هزيمة دولة الجباية وهنا يظهر قفة الملاح جزءآ اصيلآ من برنامج سودان الجديد وليس عكس صحيح .

نواصل

مقالات ذات صلة