مقالات وآراء

قراءة الثالثة لورقة ياسر سعيد عرمان الممهور بالميلاد الثاني لسودان الجديد ب٢٠سبتمبر_ ٢٠١٧ ! (3)

بقلم حب الدين حسين (حبو أرسطو )

أجراس البدأ

يقول الأنسان الأديب عبدالعزيز بركة ساكن

الحقيقة لا تحتاج إلى براهين وحدها الاكذوبة تتطلب سند من خارجه
و قال… الكذب أسوأ درجة من درجات الصدق
كما ان الضلالة تكمن في نخاع الحقيقة.

هل كفاح المسلح هي من ارهقت الريف إم ظلم ومشروعية العنف المركزي هي من ارهقتهم ؟

هل الهيمنة الثقافية الاستعلائية ورفض الاخر وسياسة سودان القديم وطيران النظام العابث بالمدنيين هي من يبدد البلاد ام حديث عن استحالة بقاء البلاد تحت تلك النمط(سودان القديم) وضرورة تفكيكه هي من يبددها؟

هل ما قاله ياسر عرمان حول وضعية الجيش الشعبي في اعلان المبادئ المتفق مع وفد الحكومي هي افضل الحلول للحركة والتي يستحال تحقيق افضل منها ام ان ما التزم به ظرفي ووضيع فالتاريخ يتحرك ولا يتوقف وان ارادة الشعوب والحركة الشعبية قادرة ان تقفز فوق تلك الحبل الوضيع؟

ان هدفنا من تمحيص ورقة رفيق ياسر سعيد عرمان لا تنبع من دائرة التشفي كما يتهمنا البعض وفق قراءتهم للمقاليين السابقيين وهو رفيق كنا نكن له الاحترام ولا زال وهو في ضفته الأخرى واننا فقط نهدف الي كشف اختلال الفكري والمنهجي والمفاهيمي الذي زعمت بالتجديد ولم تعامد قطارهم فشودة ولن تصل حتى الان بور وبيبور !

وفي وحدة من تلك السطور وتحت اعمدة مروزة وقف ياسر كاتبآ كفاح المسلح والرهق الريف وبعض تماهي في السرد الطويل يلوح ياسر بارهاق المهمشين لاختيارهم الكفاح وقد تناسي ياسر قول المثاليين ان الابرياء يتحملون غول الاشرار فلا ذنب لكوكو وابكر واسحق وادروب وجليلة حينما وجدوا انفسهم خارج سطور الوطن وفي همستهم اشعلت ريفهم بالحريق واشلاء الموتي وقبلها عهد الرق وتؤاطو الأيدلوجي التاريخ والمعاصر ولذا فان ما رهقت الريف هي ليس كفاحهم وانما هي من جعلهم يكافحون وهي من سلب حرية الريف وزعم بتحويل سلارا وام كدادة وعبري الي درعة ونجدة والشام ونهب عرق جبينهم بسياسة الريع العشائري ولذا فالكفاح هي اخر من تبقي لهم والكفاح من اجل الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الانسانية لا تتوقف ورحلة الانسان من حيث اساسه هي رحلة من اجل الحرية ، والنضال من اجل قيم النبيلة لا يورد في قاموسها مدة زمنية محددة والكفاح لا تحكم بما استغرق من الزمن وانما يسئل المرء والريف اين يقفان بالنضالهما بعد كل تلك المدة هل حاضنوا النظام ام عاهدين عهدهم أمليين بأن انتصار حتمي وان طال السفر !

هل الهيمنة الثقافية الاستعلائية ورفض الاخر وسياسة سودان القديم وطيران النظام العابث بالمدنيين هي من يبدد البلاد ام حديث عن استحالة بقاء البلاد تحت تلك النمط(سودان القديم) وضرورة تفكيكه هي من يبددها؟
في ملامح تكوين الحركة الشعبية حيث يقول ياسر وهو يريد ان يقول لسودانين ان عبدالعزيز ادم الحلو هو من يقسم السودان وليس نظام الابادة الجماعية والتطهير العرقي وسياسة التمركز والتهميش والاقصاء والهيمنة الثقافية ومشروعية العنف الذي تنتجها دولة الاسلاموعروبي وقال ياسر وهو يريد ان يؤكد لجميع ان عبدالعزيز هو شر التفكيك (يشار أيضآ الي قيامه بزيارة خارجية اصبح يتحدث بعدها عن تقسيم السودان الي خمس دول …..) والنص دون دليل يثبت بطلانها من الاساس نقطة سطر جديد.
الكل مدرك حقيقة كيف بدأ هذه الدولة السودانية في تسميتها الحديثة وما الت عليها الاوضاع بفعل سياسات مركزية مبني على رفض الاخر وهيمنة ثقافة واحدة وسيطرة تراث (انا وابن عمي على الغريب ،نحن وهم _مسلمين وكفار _اولاد البلد وعبيد ) التي انتجتة لاحقآ وضعية المركز والهامش مركز متنعم والهامش موجوع بافعال التمركز.
وان الذي يرسل طيران فوق سقوف البيوت الابرياء والمستشفيات والمدارس هو من يقسم البلاد وليس من يتحمي من السماء الذي اصبحت لها نقمة بدل نعمة وثبت للجميع ان الخرطوم هي من تملك مفتاح جعل البلاد اربعيين دولة وقد بدأت ليس من اليوم وانما يوم جعل الشعب جنوب السودان يصوت بالنسبة ٩٧ ٪ونيف تلك كانت غيث والقادم طوفان داخل الخرطوم او طوفان البلاد باكملها ؟
وفي هذه هناك اكثر من خمسين خطاب ادانة لياسر وتحميله لخرطوم مسؤلية تقسيم السودان والاجابة لهذه السؤال حول من يبدد السودان سيجيب عنها بلا تلكؤ المغلوبيين في قوة يومهم في حج يوسف وزقلونة وحلة جديدة ومايو وانغولا ناهيك عن سكان تابت وطور ومولي ودلامي ويابوس وليكن الاجابة منطقية اكثر فاليقم ياسر بالاستفتاء بين السودانيين شمالآ وجنوبآ حول الرجل الذي ييدد البلاد لنرى ما هي الحقيقة هل هو بشير وسودانهم القديم أم الحلو والمهمشين !
ولا احد يلؤم الان لماذا اثوبيا اثوبيا ولماذا زيمبابوي زيمبابوي او حتى سودان سودان هي حقائق تعود كثيرآ الي اتفاقية سايكس بيكو الذي قسمت مستعمراتها باللغة العنف والبطش فوق ارادة الشعوب وقطعت اوصار مجتمع ممتدة في بعدها الثقافي والاجتماعي وان اللؤم على الشعوب لا يجدي نفعآ فانها حدثت في زمن اختلت العقل والضمير والوعي ومن يريد ان يلؤم المهمشين في سعيهم النبيل فهو يتضامن مع المبدد وبذلك يساهم في فعل التمركز وابادة الاخرين وتبدد بدأت براس الشيطان وينتهي عنده .

هل ما قاله ياسر عرمان حول وضعية الجيش الشعبي في اعلان المبادئ المتفق مع وفد الحكومي هي افضل الحلول للحركة والتي يستحال تحقيق افضل منها ام ان ما التزم به ظرفي ووضيع فالتاريخ يتحرك ولا يتوقف وان ارادة الشعوب والحركة الشعبية قادرة ان تقفز فوق تلك الحبل الوضيع؟

في سرديات دفاع ياسر لموقفه من اعلان المبادئ بالشأن الجيش الشعبي في اتفاقه مع النظام وفي نقاطه الخمسة وهي :
١_الجيش الشعبي في شمال سيتم إنصهاره عبر مراحل زمنية في جيش السوداني .
٢_كل المليشات بما في ذلك قوات الدعم السريع سيتم حلها .
٣_عملية انصهار الجيش الشعبي عبر مراحل زمنية في جيش سودان ستبدا بعد الانتهاء من تنفيذ الترتيبات السياسية الخاصة بالمنطقتين .
٤_عملية التسريح واعادة الدمج المجتمعي ستشمل القوات من الطرفين .
٥_المبادئ الاخرى ستطور لاحقآ بواسطة الطرفين

ومدافعآ لتلكم النقاط المعيبة في كل فقرة منها يقول ياسر (وسيكشف المستقبل إن كان لإمكانه الحصول على افضل من ذلك ….) وهنا يتعامل ياسر بمطالب المهمشين والحركة على وزن عبدالعزيز ويعترف بالزمن ثابت ويؤمن صادقآ بانه لان يحصل الحركة افضل منما اتى بها وهو لا يستقرأ التاريخ فكان جون قرنق دمبيور من الذين تم استواعبهم بما اسماءه لاحقآ بالفضلات وهو ينتقد تجربة ترتيبات الامنية لاتفاقية جوزيف لاقو ونميري ١٩٧٢ الذي هي افضل من نقاط الذي بصم عليها في نقاطه الخمسة وعلى سبيل المثال فقرة( ١)التزم بانصهار في جيش السوداني دون ذكر عن ماهية الجيش ومدة الانصهار وكيفيتها ايضآ وهي امر لا تحتاج حتى الي وقوف لمن يدركون حقيقة النظام واطر القانوني للأتفاقيات وكذلك غفل حديثه عن سؤال المهمشين طيلة ستين عام عن تلك الجيش الذي ظل بندقيتها في صدر الشعب السوداني لوقوف حقيقة هذا الخطل يمكن عودة الي اعلان مبادئ بالمشاكوس2002 ومقارن بينها وبين مبادئ ياسر لتاكيد هل نحن حفظنا الجيش الشعبي ام بيعنا بندقيتها وتضحيتها وارثها الثوري لبقالة ود البشير !
اما من حيث هل يحقق الجيش الشعبي والحركة افضل من ذلك فان رفضها تلك المبادئ في حد ذاتها اشارة لأمل اخر والتاريخ حكم بينا وبين تلك المبادئ الخمسة .
وفي بعثرة الورقة في تنوين العودة الي منصة التكوين يقول ياسر_______(يمكن القول بكل ثقة إن قرنق كان على أعتاب تجاوز المطالبة بحق تقرير المصير بعد ان توفر له جمهور لتغير كل السودان في الساحة الخضراء ….)
هكذا قاله وهو بكل ثقة ويجعل من قرنق دمبيور دكتاتوريآ في راية ومتغلبآ في قراره فهي قرنق دمبيور له صوت واحد في تقرير المصير وليس بإمكانه تعديل شولة من مطالب الاخرين وكلمة تجاوز هي في الصاقها هنا تفضح الجملة باكملها وكل النصوص الاتفاقية اوضحت كيف يمارس حق تقرير المصير ومتى ومن هم واي حديث اخر هي تنصل وقصر فهم لمعني تقرير المصير ومضمونها .
وقد قال قرنق دمبيور في خطابه الأول بنيفاشا أبان توقيع اتفاقية السلام الشامل (ان سودان بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل لن يكن كما كان وسوف يتغير الي الأبد )يا لها من حديث اسطورة يعي ماذا يعني ثورتها ومالاتها ولوا كان حيآ لتعجب من تبديل قمصان من رفقاء الأمس.

وفي وحدة الحركة والتاسيس والمنفستو يقدس ياسر برايه ويظهر بثوب لا يليق برجل تقدمي كما يحلو له ويخندق في الاحادية ويقول (ان الحركة مدركة لتعقيدات وواقع المنطقتين والمناخ الداخلي والأقليمي والدولي والتزامها برؤية سودان الجديد لتوحيد السودان طرحت مطالب الحكم الذاتي في المفاوضات وهو شكل من اشكال تقرير المصير الداخلي ؛)
هكذا يتضح حقيقة ياسر بايمانه بأحد اشكال حق تقرير المصير الداخلي وهي حكم الذاتي ولا يؤمن بالأخرى المتمثلة في الكنوفيدرالية والاستقلال التام ! نسئل ياسر من اين استمد تلك الحق ان يحدد للأخرين ان يطالبوا بحكم الذاتي دون غيرها وهل تناسينا ان سودان الجديد لا يمنع ان يكون اخرين اخرين أم تبدلت الرؤى بوهلة التجديد !
وان حق تقرير المصير هي ممارسة الحرية في عمل الجماعي وهي حق مارسته البشرية كافة والسودانيين من قبل مع اختلاف غرضها واهدافها وضمنتها كافة المواثيق الدولية المادة ٥١٤ ،٥٤١ من ميثاق الامم المتحدة وفي العهودة الدولية اللأحقة الصادرة منها وكذلك مادة 20من ميثاق الافريقي لحقوق الانسان ولذا فان وقوف ضد حق تقرير المصير هي عدم الايمان بالحرية في مضمونها ومعانيها المتجذرة ولا احد يقرر مصير الاخرين وانما الذات هو من يقرر وعلى الحركة ان تقف مع مطالب الاخرين وان لا تقف ضدهم وهي العهد التي قطعها الحركة 16 مايو ولا يمكن ان تتراجع وهي سيمة الذي عطرها جون قرنق دمبيور واذكئ وقال فان الحركة لن تخون مبادئ الذي قام من اجلها وسوف تستمر وتحقق الغايات .

نواصل

مقالات ذات صلة