الخرطوم ــ صوت الهامش
عبرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية ”يونيتامس“ عن قلقها من تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت إلى أنها ناشدت كلا الجانبين من أجل التهدئة العاجلة للتصعيد وأشادت بقرارهما بإنشاء لجنة أمنية مشتركة الأسبوع الماضي واتفاقهما على الجوانب الأساسية لإصلاح قطاع الأمن وتكامله.
وقال رئيس البعثة خلال إحاطة له لمجلس الأمن الدولي هذا الإثنين، إن أصبح أصحاب المصلحة السودانيون أقرب مما كانوا عليه في أي وقت مضى من التسوية والعودة إلى حكومة مدنية.
وأردف بالتأكيد أن العملية ليست مثالية، والتي يتم انتقادها أحيانًا لكونها بطيئة للغاية، غير أنها نجحت في جعل مجموعة واسعة وشاملة بما فيه الكفاية من أصحاب المصلحة – لا سيما السلطات العسكرية وأحزاب المعارضة المدنية – على وشك الاتفاق.
وبينما يتخطى السودانيون هذه العقبة الأخيرة، نوه فولكر إلى أن هناك حاجة إلى جهود جماعية من المجتمع الدولي الآن أكثر من أي وقت مضى، مشدداً على ضرورة دعم الحكومة المقبلة بالقدرة المطلوبة لمعالجة القضايا الرئيسية التي ظلت كامنة مثل : ”معالجة الأسباب الجذرية للنزاع ؛ تنفيذ الترتيبات الأمنية ؛ تحسين حياة السودانيين والنساء والرجال بشكل كبير، والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة“ وأردف بالقول ”الدعم الموحد لهذا المجلس سيكون حاسما.“
وأكد رئيس يونيتامس فولكر بيرتس، في احاطته التي إطلعت عليها صوت الهامش، على استمرار النزاعات المحلية، ولا سيما في دارفور والنيل الأزرق وجنوب وغرب كردفان، خاصة بشأن الوصول إلى الموارد والسيطرة عليها، وتسببها في قتل المدنيين وإصابتهم وتشريدهم.
كما أكد نزح أكثر من 16000 شخص بسبب الصراع بين ديسمبر من العام الماضي وفبراير 2023.
في جنوب دارفور، أكد وقوع انتهاكات في محلية بليل، أودت بحياة 15 شخصًا على الأقل، وأصابت 47 آخرين وتشريد ما يقرب من 13000 شخص، ذكر فولكر أنه لا زال نشر قوات حفظ الأمن المشتركة يتأخر. كما عبر عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن العنف الجنسي في سياق هذه النزاعات، وطالب بالتحقيق فيها.
في مسار العملية السياسية الجارية، قال فولكر إنه ”يتعين الأحزاب المدنية الآن الانتهاء بسرعة من المناقشات حول آليات اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة.“
وأضاف بإن (المشاركة الشفافة مع الجمهور ، الشباب في الشارع، والذين لم يشاركوا أو لم يدخلوا العملية السياسية، هو أمر ضروري لبناء الشرعية للحكومة المستقبلية.)
وشدد على ضرورة استغلال الوقت في خضم حجم التحديات الهائلة التي تواجه الشعب وأي حكومة جديدة.
في الجانب الإنساني، وأبدى فولكر بيرتس عن قلقه البالغ إزاء الاحتياجات الإنسانية في السودان التط قال بأنها وصلت إلى مستويات قياسية، حيث يحتاج 15.8 مليون شخص (حوالي ثلث السكان) إلى مساعدات إنسانية هذا العام، في الوقت الذي لا يزال فيه ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتزايد الجوع.
وتابع قائلاً : ”لا يزال وصول المساعدات الإنسانية مصدر قلق بالغ ، وكذلك العوائق البيروقراطية والإدارية التي تعيق العمليات الفعالة للأمم المتحدة وشركائنا من المنظمات غير الحكومية. ولا نزال في حوار مستمر مع السلطات لمعالجة هذه المخاوف ، بما في ذلك إصدار التأشيرات لموظفي الأمم المتحدة.“
وأضاف أن الاستجابات الأبطأ تستلزم دعمًا أقل ودعمًا أقل في الوقت المناسب لشعب السودان، كما تواصل البعثة حوارها مع الحكومة حول تنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين.