عبدالعزيز عبدالكريم
الرق، الاستعمار، العنصرية، الهيمنة الثقافية التي مارست القرون الماضية أصبح خطابا تناغمية في أوجات أفريقيا من الماضي والحاضر، فإن أفريقيا القارة التي يتصورها اصحاب اغدد يصعب أن يتطور نموذج أوروبا أو أمريكا في تطور التقني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، هوﻻء، باخص أفارقة منها تم تنزيحهم الثقافيا أصبحوا تابعين الثقافة الأوروبية ويدفعون بكل معنوياتهم ما ينتجه اﻹنسان الأوروبي في أوروبا وأمريكا هي يفترضون أن تكن وحيد في الكون، تنزيح اﻹنسان أفريقي من قيمها الثقافية خلق حالة عدم ثقة النفسية، لأنه فقدان الوعى الذاتي تمحورت تصوري الذهني دوني يتعقدها أوروبا هي الحياة في كل مناحي البشرية،مثلا الكرة القدم والسياسة والموسيقى والثقافة المأكولات والقانون والمعاملات الاجتماعية …….الخ، كل ما أورد من المركزية الغربية يراها أن وحيد في العالم، خلاف من خلافت بالأخرى في إنتاج الثقافي يراها أنها البدائية في تطور ولا يستحق أن تلاحق التطور مثلها، أن كل ما وصلت إلى حالة الطفولة بين الغربية واﻷفريقيا هي ممارسات التي اشرنها في بداية حديثنا، الرق والاستعمار والعنصرية، ﻻنه الرق رغم لا يوجد لنا إحصائيات الدقيقة كم عدد أفارقة تم استرقاقاهم عبر الأطلنطي إلى أمريكا وأوروبا وإلى الدول العرب، هذه استرقا اثرت في نقطة الأول قطعت حلق التطور الطبيعية للمجتمعات أفريقية، هدمت النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية، بعد الرق إتصلت بالاستعمار في مؤتمر برلين (1884م – 1885م)، بوصفه أول مؤتمرٍ استعماريٍّ عُقد بين الدول الأوروبية المعنية بالاستعمار، الوضع القائم في إفريقيا، ونظّم ما بقي من أراضي القارة، ونظّم التجارة في حوض الكونغو، وأقرّ حرية الملاحة في النيجر، ووضع مبادئ عامّة لمنع الاصطدام بين القوى الاستعمارية.
غير أنّ هذا التوافق الأوروبي قد حدث بناءً على المعلومات التي وفرتها الكشوف الجغرافية عن الأماكن المقسّمة، فمَن الذي أحاط الأوروبيين علماً بجهل الزعماء المحليين الإفريقيين بالقراءة والكتابة، فاستغلوهم في توقيع اتفاقيات ومعاهدات تضع بلادهم تحت الحماية الاستعمارية دون وعيٍ بما يفعلون؟ بلا شك كان الرحالة والمستكشفون هم الذين وفّروا المعلومات حول هذا الأمر، بل ترتب على المؤتمر أن أرسلت كلّ دولة تجّارها وشركاءها وجواسيسها ليجوبوا إفريقيا، وليحصلوا على توقيع، أو بصمة الزعماء أو الرؤساء الأفارقة، على معاهدات الحماية، خلال السنوات الخمس عشرة التالية لعقد المؤتمر، ومن ثمّ تمّ تقسيم إفريقيا بين الدول الأوروبية، ورسم الحدود، وتعيين الفواصل السياسية بين حُكْم رجلٍ أبيض وحُكْم رجلٍ أبيض آخر.ولم تستمر عملية الكشف الجغرافي بعد مؤتمر برلين طويلاً، حيث كان لا بد من وجود قوة أوروبية لاستغلال الموارد الإفريقية، وصارت القارة الإفريقية مستعمرةً من قِبل فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا والبرتغال، وحتى سنة 1879م كان الإفريقيون يحكمون 90% من القارة، ولكن بحلول عام 1900م تغيّر هذا الأمر تماماً، صارت أفريقيا مقسوم إلى دويلات الحدودية السياسية التابعة لدول الاستعمار الأوروبية هذه تقسيمات يسهل سيطر الاقتصادية لدول المعنية، يفترض أن نقول هناك بعدما كشف الافريقية السيطرة الاقتصادية اي النهب الموارد الأولية في أفريقيا نتاج حالة تخلف التنموية لاحقا في القارةالإفريقية، في مجمل ما اصطناع في أوروبا الثورة الاقتصادية التغييرية يمكننا القول بأنّ الثورة الصناعية التي حدثت في بريطانيا في بداية القرن 19 كان لها تأثيرٌ كبيرٌ في حدوث اهتمامٍ غير مسبوق بإفريقيا، بوصفها مصدراً للمواد الخام، وسوقاً للتجارة في المنتجات، وفي هذا الإطار أرسلوا إلى إفريقيا رحالةً ومستكشفين، يسجّلون كلّ ما يرونه من نُظُم سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعية، وتزايدت وتيرة المعلومات الأوروبية عن إفريقيا باضطراد إثر هذه الرحلات الكشفية المتتالية.وإذا علمنا أنّ وزارة المستعمرات البريطانية كانت على رأس المستفيدين من تقاريرهم؛ لاتضحت لنا الفلسفة من وراء قيام تلك الحكومات بتمويل تلك الرحلات، وإذا عرفنا أنّ زيارات هؤلاء الرحالة لإفريقيا لم تكن قصيرة وسريعة، بل مكث بعضهم سنوات عدة، لأدركنا مدى اهتمام القوى الخفية التي كانت تقدّم لهم الرعاية والمؤونة.
فالرحلات الجغرافية جاءت في سياق اهتمام القوى الكبرى، وعلى الأخصّ البريطانية، والجمعيات الجغرافية الأوروبية بإفريقيا، لفتح السبيل أمام التجارة المشروعة؛ حيث عملت على كشف آلية التجارة الداخلية، وأهمّ السلع التي يتاجرون فيها، ومدى إمكانية إفريقيا لأنّ تصبح مجالاً للتصدير، وقدّمت العروض للحكام الإفريقيين بالتجارة مع بريطانيا، مثلما فعل كلابرتون ودنهام وأودني مع الشيخ محمد الأمين الكانمي، ومثلما فعلوا مع حكام سوكتو في شمال نيجيريا، ومثلما فعل كلابرتون في رحلته الثانية حينما عرض معاهدة صداقة على السلطان محمد بللو حاكم سوكتو؛ لتأمين الطريق لتسليم السلع التجارية حتى وصولها للمحيط الأطلسي.
أن فلسفة البانا أفريكانيزم، وقد أشارنا في مقالنا السابق بعنوان البانا أفريكانيزم وعرفها، هي فلسفة من مجموعة الموروثات التاريخية والثقافية والروحية والفنية والعلمية والفلسفية للأفارقة من الماضي إلى الحاضر والبان آفريكانيزم نظام أخلاقي يتبع أصوله من العصور القديمة، ويعزز القيم التي هي نتاج الحضارات الأفريقية والكفاح ضد العبودية والعنصرية والاستعمار والاستعمار الجديد، القيم الأفريقية هنا نقصدها أصل الحضارات الأفريقية الذي تهتدمت بالرق والاستعمار والممارسات العنصرية ناتج الدونية إنسان الإفريقية، في تمثلات أصل المستقبل أفريقا وكيفية تشكل الهوية إفريقية، ان محاوره دائما يسترجاع الذاكرة التاريخية اي التاريخ أفريقيا إلى الأزمنة بعيدة وقد أثبت شيخ انناديوب أن الحضارات وادي النيل واحد من أقدم الحضارات التي عاشه الإنسان الإفريقي وعبارة عن الحضارة الزنجية بامتياز، وعلما بأنه انثربولوجيا التقليدية قد انتهت إلى دونية الإنسان الأسود، بموجب لذلك قد ساقوا عدد من الادالة الظنية ووفرو في حيثياتها المجموعة من المواد الانتائقية الشواهد صراحية تثبت الدونية والبدائية الحضار الأفريقية، السؤال هنا ما هو نقطة البداية انفصال الإنسانالإفريقي في اتجاه المستقبل ينقلب الإنسان علي محوره نحو الأحدث السابقة. حادثة المستقبل كعملية من الأحداث المجهزة يكتب نفسه في المكان والزمن علي هيئة ، ووعي الإنسان يتقدم بصوره مستمر داخل الفجوة بين الخبرة والفكر الذي يشكل وجوده . تتطلب عملية المعالجة الي حادثة في هيكل قدما مع الثقافات خارج أفريقيا استلزم نقطة البداية من حيث يعطي الأنسان لمحة للوراء والحاضر ماهو العلاج لي أفريقيا يتسأل فلويين سار معني العلاج الروحي للصداع من خلال خبرة حكم سياده الأجانب،ونزع الملكية، وكسر التقاليد والعلاقات الأنسانية. إنها ليست أفريقيا المريضة في كينونة، وإنما أفريقيا المريضة تم جعلها.
يطرح فلويين سار النموذج الاقتصادي في مفهومة لمستقبل القارة الأفريقية تصبح الممارسات التقليدية الأفريقية علامات الاتجاه لاستعادة مصادر المعرفة الخاصة استعاد المستقبل، اذا نسي الأفارقة العثور علي طرق الشفاء، لذلك لأنهم يفتقرون الي جذورها لقد تم هدم بالعبودية والاستعمار من قبل الغرب . لذلك يتحدث فلويين سار الأفارقة يمكنهم استعاده مستقبلهم الخاص تفكير يبدو متناقض عندما تأتي علي ضوء فلسفة عصر التنوير ، وأخلاقيات التقدم التي لاتزال تشكل المجتمعات المجتمعات الغربية اليوم ، وتدعي الحق في تفسير الثقافات الاخري، وعندما ترتبط المعرفة الغربية ، وبالتالي التجربة العالمية بالتقدم العلمي ، فإن الثقافات الأفريقية لديها مصادر المعرفة التي كانت دائما تشكل وتقوي المجتمعات كما يشير فلويين سار المعرفة الطبية، و المعرفة البيئية، و المعرفة التاريخية، والنفسية، والاقتصادية يمكن العثور علي هذه المعرفة في مختلف أشكال التعبير الثقافي لاسيما في الأساطير والتقاليد الثقافية الشفهية .لقد ضمنت ” البقاء والنمو والاستدامة ” للمجتمعات الأفريقية . وبالتالي التشكيك في الثقافات الأفريقية في فئاتها الخاصة أن نسأل علي نطاق واسع أشكالا مجانية من الوجود كيف يمكن للمجتمعات إيجاد ” توازن متناغم ” بين كل نماذج الوجود هذه.
في المجتمعات الأفريقية الذي ما زال يسيطره الثقافات الأوروبية،كما لاحظنا مسباقا في كلامنا مسألة التماهي، أن إنهاء الإستعمارالثقافي في المجتمعات الأفريقية وعودة إلى القيم التاريخية هي أفرقنة الخطاب، البانا أفريكانيزم ما تجدله لإثبات وترسيخ الوعى ذاتي، شدد آشيل مييمبي ايضآ علي الشعور بالمجتمع في أفريقيا ، ولاسيما تعبيرآ عن عملية إنهاء الإستعمار، يري آشيل مييمبي له بعدآ فلسفيآ ” إرادة المجتمع” و ” إرادة الحياه في مواجهة إرادة السلطة” عند نيتشة .
يمثل التغلب علي الحكم العنصري اللحظة الحاسمة في تاريخ الحداثة لأنها استندت الي خطاب مناهض للاستعمار، ووضع المطالبة الغربية تحت المسألة في ما يتعلق باللغة والأشكال التي يمكن أن يفترضها حدث لأنسان، وحتي امتلاك لفكرة المستقبل.
أن سعي الأفارقة الابتعاد عن احتكار الغرب يعني السعي الي مستقبل لم يكن ثابتآ ، وإنما مزج بين التقاليد الموروثة والتفسيرات والتجارب والإبداعات الجديدة لاتزال الحركة الاستطرادية الي “عوالم آخري ممكنة ” حتي اليوم لم ينتقل للفلسفة الغربية بعد .
يتميز هذه الخطاب بثلاث حركات في مجال الفلسفة والفن “القومية الأفريقية ” وهذا لا يمكن مساوتها مع ” القومية الأوربية” الذي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر ، وشيدات علي العرق ، وبالتالي شرعنة الإستعمار ، والعنصرية. نشأت القومية الأفريقية من قبل قاده النضال التحرري ضد القوي الاستعمارية .تبع ذللك” الاشتراكية الإفريقية” وتفسيراتها الجديدة للماركسية وأيضآ آلبان افريكنزم. ومثلت القومية المناهضة للاستعمار من قبل الكتاب والفلاسفة حركة الزنوجة عند ليوبولد سيدار سنغور وإيمي سيزار كانوا يتحدثون عن “الاعتراف الثقافي” للسود في جميع أنحاء العالم .وأيضآ نموذج دولة البان أفريكنزم تحت حكم كومي نيكروما أول رئيس لغانا يتضامن عالميآ مع العرق، ومعادة الإمبريالية. يمكن العثور علي خصائص ” الاشتراكية الإفريقية ” في ثورة توماس سنكارا وقومية الأفريقية.
abdalzizabdalkarim999@gmail.com
