ابوعبيدة برغوث
barrgothi55@yanoo.com
حكيت ايضآ للجنرال الصديق بنقو القائد العام للحركة العدل والمساواة عندما آلتقيت به قصة من دفتر حركات الكفاح المسلحة وتجارب عديدة عن حركات التحرير الافريقي وقلت له ان خليل ابراهيم ينتمى لطينة السودانين القدامى الذين يكرهون الظلم والظالمين فنحاز للفقراء والضعفاء وخرج لدفاع عن حقوقهم ومات من اجلهم آلم يكون من المنصف ان يحيى السودانين ذكراه كل عام
كان محدثى رجل ملم بالعديد من التفاصيل التى قد تكون قاسية على السرد ولكنها بالمقابل فى اعتقادى قدمت مرتكزات مهمة فيما عرف لاحقآ بقضايا النضال الثورى والثورة السلمية التى قفز العديد من الاحزاب على ظهرها بعد سقوط نظام البشير وكانهم من صانعيها
واذا اتفقنا او اختلفنا تبقى عملية الزراع الطويل وحدة من العمليات التى فتحت الباب امام السودانين للمناقشات جاده حول مستقبل بلادهم بعيدآ عن الاستهبال السياسى الذى ظل يمارسه المركز اتجاه الهامش لانه استشعر الخطر عندما دخل الدكتور خليل حصن المركز
وعن عملية الزراع الطويل يقول القائد العام لحركة العدل والمساواة الجنرال الصديق بنقو
ووصلنا ام درمان واستهدفنا مواقع عسكرية عديدة فى وادى سيدنا والمريخيات وكررى
ويضيف بنقو صحيح كنا نحمل عتاد عسكرى كبير ولدينا اسلحه ثقيلة لم نستخدمها واقول لك اننا فى حركة العدل والمساواة لدينا قيم واخلاق تشكل مسار الحرب ونحن كنا متمسكون دائمآ بقوانين الحرب وهذه تقاليدنا فى المعارك نعم دخلنا ام درمان بذلك العتاد ولكننا كنا ندرك ان الحرب التى نخوضها فى ام درمان تندرج فى تنصيف حرب المدن واذكر دخلنا فى المساء وكانت ام درمان مكتظة بالسكان واعتقد هذه واحدة من الاسباب التى جعلتنا لا نستخدم تلك الاسلحة الثقيلة بل اقول لك نحن دائمآ ملتزمين بقوانين واخلاق الحرب وهذه هى تعليمات الدكتور الخليل وهى لم تنحصر فى المدن فقط بل حتى فى الامكان المكشوفة تجد مقاتليبنا يلتزمون بهذه القوانين وكل عملياتنا لم يعتدى جنودنا على حقوق المواطنين او مزراعهم ولم يقوموا بتخريب مصادر المياة كما التزموا ايضا بعدم استيعاب الاطفال فى الحرب وكما ان الشيهد الدكتور خليل يشدد على معاملة الاسرى معاملة كريمة ويقول يجيب ان يحظى الاسير بعاملة جيدة وان يتمتع بحقوق الاسير ويشهد على تلك المعاملة اسرى القوات الحكومية التى اطلقنا سراحهم وايضآ اذكر ان من الاشياء التى لا تنسى عندما نتحرك الى اى عملية كان هناك تيم من النيابة يرافق المتحرك ويحرص على ان تطبق قوانين واخلاق الحرب فى العمليات وهذه الرقابة رسخت مفهوم الحرب النظيفة لدى مقاتلين العدل والمساواة
لذا عندما دخلنا ام درمان ادرنا حرب نظيفة التزم فيها مقاتليينا بدرجة عالية بقوانين الحرب والمواثيق والمعاهدات الدولية ولم نستهدف المواطنين ولا ممتلكاتهم واعتقد ان ذلك دفع المواطنين لان يتجاوب مع قواتنا عند دخولنا ام درمان
ومازال الحديث لصديق بنقو وهو يضيف قائلا ان اغلب مقاتليينا جاءوا من مناطق مظلومة ومقهورة عاشوا الظلم واقعا وعندما اعلنت الحركة الكفاح المسلحه و اطلقت على نفسها العدل والمساواة انضم اليها كل المظلومين على قناعة لان المنفستو الذى طرحته عبر عن اولئك المظلومين فى كل مكان وتشكل وعى مبكر لدى السكان فى دارفور ورغم محدودية تعليمهم الا ان الشعور بالظلم جعلهم يستوعبون طرح الحركة ومشروعها السياسى وتحول اولئك الناس الى مقاتلين شرسين من اجل ذلك المشروع وشكلوا منارة اهتدى بها الثائرين في درب الحرية والعدالة والمساواة وكان تطلعهم ان يعبر عنهم القائد الملهم والمنقذ الشيهد الدكتور خليل ويعبر بهم الى وطن يسع الجميع تسودة قيم الاخاء والعدالة والمساواة وهذه الاحساس كان سائد لدي الذين آلتزموا بالمشروع السياسى لدى العدل والمساواة وهذا هو الاطار التنظيمى والسياسى الذى شكل العدل والمساواة وهو والالتزم الصارم بقوانين الحرب والمعاهدات الدولية والاخلاقية التى تنظم مسارات الحروب استطيع اقول لك ان الدكتور خليل اسس حركة هدفها ليس الانتقام او التشفى كما صورها اعلام النظام البائد بل حركة تؤسس للعدلة والمساواة بين السودانين وان السودان لا يمكن ان يكون دولة للجميع ما لم تنتهى مظاهر الظلم والاستعلاء العرقى والتمييز بين الناس لذا شكلت هذه المفاهيم مسار الحركة
اولئك الجنود الذين وصولوا الى ام درمان فى عملية الزراع الطويل وقفوا على الظلم بعيونهم وتاكدون ان الاشياء لا يمكن ان تستمر بهذا الشكل يجب ان يكون هناك مساواة بين الناس
كانت الحركة تضم كل الناس اذكر ان لدى دكتور خليل فلسفة فى التعامل مع جنوده ودائمآ يضع القيادة فى ايادى اكثر الناس حكمة وليس اكثرهم تعليم واذكر هنا من القيادات العظيمة القائد فضيلى محمد رحومة وهو ينتمى الي اقليم كردفان من اهلنا المسيرية هذا الرجل الاسطورة استطاع بحكمته ان يقود كل الدكاترة المتعلمين بالحركة وكان مكان احترام وتقدير للجميع كان قائدآ استثنائيآ ومهلمآ وفريدآ وهكذا كان الدكتور خليل لديه نظرة وحكمة فى اختيار القادة واعتقد وجود الدكتور خليل فى الميدان واشرافه بنفسة على العمليات وتواضعه وسط المقاتليين جعله فى نظرهم كمنقذ وملهم ومعلم يستدلون به فى معاركهم ومناقشاتهم واذكر ذات يوم ونحن نمر بالعدد من الجنود وهم فى مناقشات عن اخلاق وقوانين الحرب فكان احدهم بقول لهم عمك قال وعندما يقولون عمك يقصودن دكتور خليل
قال الزول البعتدى على الاسير دا راجل هوان رجل جبان
وطبعا عندما توصف بالجبن فى الميدان فهذه كارثة وسبة بل لعنه لذلك لا يريد احد ان يصف بالجبن وهكذا كان يدير الشهيد الدكتور خليل الحركة
