ابوعبيدة برغوث
barrgotihi55@yahoo..com
حكى لى الصديق الجنرال صديق بنقو عندما إلتقيت به قصصا عن الحرب والسلام وانا على يقين ان اروع ما فى تلك الذكريات مع ان الحرب لا يتسق معها أية أمر يقال عنه انه رائع هي تلك التى تتعلق بالقصص خاصة أن كان الراوي هو جزء من تلك الأحداث ومن بين تلك الأحداث التي يجب أن توثق للأجيال القادمة وتدوين للتاريخ هي عملية الزراع الطويل وانا استمع لحكاية الزراع الطويل هذه وكاني اصغى الى صوت المعركة بتفاصيلها بانتصاراتها وهزائمها وبينما أنا اتنقل بين المواقف وجدت ان اجمل مافي عملية الصراع الطويل ذلك الذى يتعلق بالفكرة المستمدة من المشروع حيث ان الإنسان عندما يؤمن بفكرة ما يعمل المستحيل من اجل تحقيقيها وجعلها واقعا كان هذا الجانب هو الاكثر جمالا من وشوشة الريح على اشجار النخيل التى اجلس بالقرب منها وانا استمع لحكابة ذلك الثورى العظيم والقائد الملهم الشهيد الدكتور خليل ابراهيم محمد ثم ذهبت بعد تلك الجلسة وجلست على الصخرة وكأني أري فيها صلابة الموقف واعطيت نفسى حق الافتتان بروعة الافق الماثل امامى
تمنيت ان اسال العرافين عن تلك الامور التى تمر بنا ونعيشها لحظات جميلة ولكن تعقبها محطات سئية ولحظات عصية على التقييم حتى منها فقدان الاخرين وهم ماضون في مشوار الثورة لم تمل لهم قناة او تلين لهم عظيمة او ان يحدث ما يكون سببا في تغيير مسار حياتنا مسببا لنا الالم حتى قبل حدوثه انه مواقف العظماء ورسائلهم التي دائما ما تكون قوة دافعة تشعل جذوة التمسك بالمشروع حتى تحقيق الغايات ونحن نعيش مناقشات السلام فى جوبا التى يتطلع اهل السودان ان تضع حد لمعاناتهم وتاسس لوطن يسع الجميع في هذه الأثناء والذاكرة مازالت ترسم لوحة تلك النضال العظيم بدا صوت الحياة فجاة وكانة يتلاشى لتظهر امامي
صورة البحر الهائج ايضا فجاه من حيث لا ادرى تذكرت فى تلك الجلسة وانا اراجع القصة مع الصديق الجنرال بنقو نعم أراجع القصة الزراع الطويل لأنها تستحق أن تروي بل وإن تخلد وقتها
كان النهار اوشك ان ينتهى و عندما انتبه الناس كان فى الافق ترتسم دائرة الدخان بلونه الاسود يعلن عن بداية المعركة على جسر ام درمان وبدات الخرطوم كالحصن الذى انهار سقفه جزئيآ فصرخ الساسه وقادة النظام انه خليل
نعم هو خليل ابراهيم الذى يعرفه الجميع لأنهم كانوا زملاءه السابقون لا شك فذلك كونه يدخل الخرطوم يبقى شي مؤكد آلتقتت الفضائيات والوكلات الخبر واندهش العالم واصبح مابين مصدق ومكذب لحكاية ضرب الحصن
وانا مازلت جالس ارتب فصول القصة اذ بمراة تعتمر وشاح على راسها تطرح العديد من الاسئلة على الاخريات كنت اود ان اسالها عن عملية الزراع الطويل وكيف شاهدت تلك السيارات على جسر ام درمان من شرفة منزلها تذكرت ان علي ان احترام اسبقية السن لذا لا يجب ان اقاطع مناقشات الكبار وهى تقاليد راسخة فى حكايات وقصص الحبوبات القديمة التى تمثل الاطار الاجتماعى الذي يشب علية الطفل
عن عملية الزراع الطويل يقول الصديق بنقو القائد العام للحركة العدل والمساوام .ة
ان تقدرات القيادة السياسية للحركة تشير ان الهامش هو ميدان الحروب وان الخرطوم هى مصدر تلك الحروب وكل الدلائل تشير وتضح ان المركز ليس له استعداد لايقاف الحروب البته مادام ان تلك الحروب لم تصل العاصمة وبذلك هو اي المركز لاتعنبه معاناة الناس هناك فى الهامش لذا قررت القيادة السياسية لحركة العدل والمساواة ان تنقل الحرب من الهامش الى المكان الذى يتخذ فيه قرار الحرب
ويمضي محدثي قائلا اتخذ الشيهد الدكتور خليل ذلك القرار واعلنه فى مؤتمر وادى هور فى كيامى 2007 ثم بدات الاستعدادات لتلك العملية واذكر هنا والحديث للقمة عندما قال الدكتور خليل اننا نريد ان نذهب الى الخرطوم هتف المؤتمرين كل القوى الخرطوم جوه!!!! وتحول ذلك الهتاف الى عدد من المواقع من خلال عزيمة القيادة بنقل المعركة الى المركز من خلال عملية نوعية وجرئية هي عملية الزراع الطويل واضاف صديق فى تقديرى ان قرار العملية قرار شجاع ولا يمكن ان يتخذ الا من قبل القادة الشجعان نسبة للمخاطر الكبيرة والتى تتمثل فى بعد المسافة مابين وادى هور والخرطوم والتى تقارب 1600كيلو وتنعدم فى تلك الصحراء التي يلزم عبرها مصادر المياة والمؤن ولكن اتخذ القرار وتحركنا من وادى هور وارتكزنا فى وادى مقير فى دار الميدوب وهى المنطقة التى تعرضت فيها قواتنا لقصف من طيران الحكومة وخسرنا هناك بعض رجالنا وعدد من العتاد ولكن واصلنا السير اتجاه الخرطوم
نواصل
