الحرب القائمة الان في السودان في اقاليم جبال النوبة/جنوب كردفان، دارفور والنيل الازرق من اجل الحفاظ على عروبة السودان وإسلاميته!! وللأسف هذه هي الاهداف الحقيقية التي يحاول الكثيرين مداراتها حتى من معظم التقدميين من الاحزاب الاخرى، هدفهم الاسمى الحفاظ على شكل السودان الموروث بتخلفه وترهله وإسئثار قلة قليلة من نخبه حسب تصنيفهم لأنفسهم بكل شئ منذ (الاستغلال) وحتى اللحظة.
وتصريح رأس النظام في عيد الحصاد بالقضارف في العام 2012 وقوله “بعد انفصال جنوب السودان اصبح السودان دولة عربية اسلامية! وما دايرين اي دغمسة” وإعتراض خاله المدعو الطيب مصطفي في الملهاة المسمى الحوار الوطني (لجنة الهوية)على اسم السودان ومطالبته بتغيير اسم السودان!!!وإعتبار كلمة (السودان) فيه اهانة للسودانيين!!!!!!!! وأحدث ما توصلتُ إليه ومن خلال قرأتي لكتاب الكاتب المقتدر والفذ الاستاذ/فتحي الضو (بيت العنكبوت) ص 75 لفت نظري القسم الذي يؤديه من يُختار بعناية للإنضمام لجهاز الامن الشعبي! الجهاز المسيِر للدولة السودانية رسمياً! ويقول القسم نصاً حسب المصدر المذكور: “أنا ……..أقسم بالله العظيم وبكتاب القرآن المجيد، أن اخدم في هذا الجهازبهمّة عالية وبإخلاص كامل، وإن احافظ على سريته، وأحافظ على عروبة وإسلامية الدولة السودانية، حتى لو كلفني ذلك حياتي” بالمناسبة هذا الجهاز حسب نفس المصدر كل منتسبيه من مثلث حمدي العنصري!
…عروبة وإسلامية السودان؟!! لماذا هذا الاقصاء المتعمد العنصري دينياً وعرقياً، هل حقاً وعلى ارض الواقع هل السودان دولة عربية؟ الاجابة كلا وحاشا! السودان به عرب ولكن ليسوا بأغلبية باي شكل من الاشكال! بل الاغلبية الواضحة للعنصر الزنجي.
هل السودان بشكله الحالي دولة اسلامية؟ الاجابة كلا وحاشا! السودان الاغلبية مسلمة ولكن لا يعطيهم الحق ليعتبروا بذلك السودان دولة اسلامية. وعليه على السودانيين ادارة هذا التنوع بفكر متقدم بعيداً عن التخندق حول ما يفرقهم.
وعلى ضوء ما ذكر اعلاه يمكن وبكل سهولة تفسير القتل العشوائي وعلى السحنة الذي يجري في مناطق الحروبات! ذلك بغرض القضاء على المكون الافريقي! حيث يتم قصف عشوائي من غير تمييز الاهداف العسكرية من المدنية، وخير دليل على ذلك هو الاطفال الستة الذين تم سحقهم سحقاً تاماً بطائرة ميج عسكرية ومن غير رحمة بمدينة هيبان بجبال النوبة بتاريخ 01/05/2016! وغيرهم بالالاف في المناطق الثلاث. والمشين في الامرهو ان ينبري لك اعوان النظام وبكل صفاقة الدنيا يقولوا لك هذه الصور ليست من السودان!!!
كما يجب تفسير استخدام ابناء تلك المناطق كوقود حرب في مليشيات النظام بعد فرض الامية المقننة، والفقر المدقع، والتجهيل المتعمد في مناهجهم البائدة في مدن الصفيح والكرتون حول العاصمة والمدن الكبيرة التي اقامها النظام لتكون المصدر الرئيسي للمقاتلين ضمن مليشياتهم!
هذاالسياج المعتم الذي اقامه النظام على اهل الهامش في المدن جعل جل ان لم نقل كل ابناء المناطق الموبؤة بالحرب لا يعلمون ما يجري بالضبط في مناطقهم الا ما يريده النظام ! وهذا في استراتيجية النظام يعني القضاء على العنصر الاسود تدريجياً مقروناً بإستجلاب النظام للالاف من السوريين واليمنيين وتسكينهم في ارقى الاحياء على علاجهم في ارقى المستشفيات مجاناً على حساب الغلابة من السودانيين الذين لا يجدون حق اللقمة!!!
وإلا ما تفسير ان تقوم المليشيات بالقتل الجماعي في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وترحيل الالاف من الاسر من قراهم، وحرمان هؤلاء الغلابة من العمل في دواويين الدولة السودانية وحرمانهم من العلاج والسكن إلا في مدن الصفيح والكرتون في مانديلا وجبرونا وزقلونا وغيرها من المسميات التي برع اهلنا في التعبير عن مكنوناتهم بسبب الظلم! ويأتي اهل النظام بعشرات الالاف من السوريين ويتم تسكينهم في شقق راقية معدة سلفاً لذلك الغرض ومجاناً!!!!
انها الفرية ( السودان دولة عربية اسلامية)! ويريدون ابادة الاصل الافريقي من السودان… والمفارقة ان اهل النظام هم افارقة اقحاح ولكنهم ينكرون اصلهم بسبب الإستلاب الثقافي والمكاني!
السودان سوف يبقى السودان ولكل السودانيين ومهما فعل محتلي النادي الكاثولكي بشارع المطار… فمشروعهم المسمى الحضاري قد اندثر… والسودانوية في نهاية المطاف سوف تفوز بتكاتف السودانيين الاحرار… والسودان بتعدده الاثني والثقافي والديني سوف يستمر… ويذهب الاسلام السياسي جفاء.
فرسالتي للكيزان مهما فتكتم بالشعب السوداني فمصيركم الى الزوال، وهذا الشعب الذي تفتكون به الان سوف يثور ويعيد الامور الى نصابه ويحاسبكم حساباً عادلاً على كل ما اقترفتوه خلال فترة حكمكم الارعن… فدوام الحال من المحال.
مهدي حماد
اترك تعليقاً
