أضواء علي الهامش

طقوس الزواج عند قبيلة الانقسنا

أعداد: يوسف يس

تبدأ الاجراءات او مراسم الخطوبة الاولية احيانا بين المتقدم والفتاة بصورة عفوية وعن طريق غير جاد الذي يتحول الي شي جاد في نهاية المطاف اذا كانت هنالك موافقة من اهل الفتاة واحيانا يتم الاختيار باللانتقاء من قبل الوالدين او من ينوب عنهما.

اذا كانت عائلة الفتاة ذات شان فان الامر يستلزم اضافة الي موافقة ذوي الفتاة والاقرباء متمثلة في الاعمام والخيلان والخ… وبعد ذلك يجتمع المعمرين كبار السن للمباركة ويتم فيه تقديم قولة الخير لذوي الفتاة والذي يتمثل في السكر والبن والشاي وراس من الماشية واشياء اخرى ويتم الاتفاق علي المال الذي يجب ان يقدمه اهل العريس وهو في الغالب يتم الاتفاق علي اشياء عينية ويمكن ان تدفع بالتقسيط كالذرة والابقار اقلها بقره واحدة مع عجل رضيع بعد ذلك يقوم العريس بتنفيذ التزاماته، وعند الوصول الي مرحلة معينة من الدفع يحق له ان يبني قطية في دار اهل خطيبته ويتم البناء غالبا بالنفير الذي له طقوس خاصة باحضار تيس كبير للذبح مع المشروبات المحلية (المريسة) وفي فترة الخطوبة لايحق للخطيب مقابلة اهل خطيبته وجها لوجه كنوع من الاحترام واذا حدث ان تلاقي الطرفان عن طريق الصدفة فان الخطيب يفر من امامهم ويغير طريقه وان لم يفعل ذلك يعني عدم احترام لاهل خطيبته وهذا غير مقبول في المجتمع في فترة الخطوبة، ومن النشاطات التي يقوم بها الصبي في فترة استمرارالخطوبة هي مساعدة اهل الفتاة في الزراعة وصيانة المنازل التي تصنع من الخامات المحلية وصيانة السور الذي يصنع من اغصان اشجار معينة تسمى باللغة المحلية (الروميك) وهذا النوع من النشاط يخلق مزيد من الانسجام بين الطرفين او التقارب بين الاسرتين، وعندما يقوم اهل العريس بزيارة لاهل العروسة يقومون بخلع احزيتهم خارج السور ويدخلون حافين الاقدام الى البيت وتتكرر هذه الزيارات الي حين اكمال المراسم النهائية للزواج، وتصبح الفتاة زوجة بصفة رسمية، وهذه الطقوس مرتبطة بالعادات والموروثات ومتى التزم العريس بما تم الاتفاق عليه بخصوص المتبقي من المال والاتفاقيات الاخرى في اليوم المحدد لاكمال مراسم الزواج يقوم اهل العروس وجيرانهم بالسير علي الاقدام الي منزل العريس، والعريس لن يكون له وجود في بيته اويكون له اي دور في الطقوس، والعروسة تكون مغطاة تماما بالسكسك الملون كلما كثر عدد مرافقي العروسة كان لذلك معنى العزة وسمو المكانة، وعند الوصول الي بوابة دار العريس ينتظم الجميع في صفوف ويحرصون ان تكون كثيرة العدد وبصحبتهم الربابة التي يرقص على نغماتها فقط النساء والزمبارة الخاصة بالشباب، او الاعمار المتوسطة و”الجالك” وهي رقصة المحاربين التراثية التي تبرز عضلاتهم وقوتهم ولايرتدوا الا السراويل وجلد الماعز وعضلات صدورهم تكون مكشوفة وعلي الجميع الالتزام بالنظام والانصياع لاوامر قائدهم اثناء الرقص ويتميزون بضرب اقدامهم سويا مقدمين عرضا جميلا ومثيراً حتى يعلو الغبار فوق رؤوس الحاضرين وسط الحماس ونظرات الاعجاب التي تحيط بهم، بعدها بقليل تستلم ام العريس زوجة ابنها وتدخلها المنزل لتري موقعها الجديد وتقدم لها الاواني المنزيلة الخاصة بها وتشرح لها طريقة اسلوب اداء العمل المنزلي.

مقالات ذات صلة