مقالات وآراء

رفع العقوبات الاقتصادية وما ادراك ما العقوبات !!!!

اهي ركوع للغرب اوانبطاح لترامب!! رفع العقوبات عن نظام البشير !!!!

بقلم .مصعب عبدالكريم

المتابع للساحة السياسية السودانية يلاحظ أن الخطاب السياسي لنظام البشير نحو الغرب قد تغيرت 180درجة النظام الذي كان يرفع شعارات دينية زائفة في كل المحافل الدولية والمحلية والذي تعلمنا من مدارسه ومناهجه الشعارات المناوئة للغرب المليئة باكاذيب واقعية مثل ( امريكا روسيا قد دني عذابه.) ( لن نزل ولن نعلن ولا نطيع الامريكان) .( الامريكان ليكم تدربنا )وغيرها من الشعارات الكاذبة الذي خدع به النظام الشعب السوداني منذ وصوله للسلطة للحصول علي سند شعبي لمزيد من التمكين وتثبيت الجذوز الدكتاتورية . وسبحان مغير الاحوال استبدلت تلك الشعارات ( بامريكا صحبتنا وروسيا خلتنا) ( ولا مانع من الانبطاح للامريكان)
وبدون خجل النظام يعبر عن لا وجود لاي مانع من الركوع والانبطاح للامريكان لأجل مصالحه .
وبهذا قد لا يجد النظام اي شماعة لتعليق فشل ادارتها الاقتصادية عليها كما في السابق و القرار الامريكي سيساهم في تعرية النظام

إبراهيم غندور وزير خارجية المؤتمر الوطني الان لديه اربع اسابيع يسول مرة في جنيف يجول طارة بين نيويورك و وانشطن لانبطاحات مكثفة وتقديم تنازلات لرفع العقوبات عن نظامه لفض الاختناق الاقتصادي الذي يعيشه نظامه ….!!
ربما يعتبر رقم قياسي لاطول فترة زمنية يقضيها وزير خارجية دولة خارج بلده في رحلة واحدة
وكل مافي الامر …..ركووووع للامبريالية وتقديم تنازلات والتخلي عن الشعارات المزيفة القديمة القنوع للغرب لتمرير مزيدا من الأجندة الغربية في المنطقة والسودان في وجه الخصوص .

النظام لم يسعي لهذا الخطوة من نوايا وطنية ولا لمصالح الشعب إنما هي من منطلقات زاتية لرموز النظام الذي أعلن إفلاسه لفقدان مصادر الثروة والبترودولار بانفصال الجنوب لذلك نظام البشير لجأت للانبطاح لامريكا وتقديم اي تنازلات تطلبها الطرف الأمريكي لفك الحصار الاقتصادي و فك الأرصدة المليارية المجمدة في البنوك الغربية التي هي بالاصل مسروقة من المال العام صندوق الدولة السودانية لذلك الشعب لا يستفيد شيئا من هذا القرار ولا اعتقد لا يزيد سوي الطين بلة بل يمهد الأسواق الدولية للبشير لشراء مزيد من الطيران وقطع الخيار والسلاح لاستمرار مسيرته الإجرامية بعد أن ضاقت به ذرعا من فصل الجنوب وفقدانه لمصادر للبترودولار و ال نظامه الي السقوط …..ولماذا لم تظهر النظام هذه النوع من الجدية في السابق !؟؟
ولمن يعتقد أن رفع الحظر سيستفيد منه الشعب السوداني يضحك علي نفسه …غلاء المعيشة الذي يعيشه الإنسان السودااني ليس له علاقه برفع القعوبات أو فرضه …والبرهان لذلك قبل خمس سنوات كان الحياة في السودان أفضل بمليون مرة من الان من حيث المعيشة و الرخاة وحيث الدولار كان يساوي وأحد جنيه ونص اقوي من الريال السعودي حينها والجميع المصري و يقارب الفرنك الافريقي والعقوبات كانت مفروضة لها خمسة عشر عاما .لذلك الأمر يرتبط بالسياسة الاقتصادية الفاشلة للنظام اولا و فقدان الدولة لمصادر الثروة بفصل الجنوب ثانيا و الفساد الإدارة وعدم الشفافية وسرقة المال العام وتوريد عائد الدولة في جيوب رموز النظام بدلا من صندوق الدولة ثالثا وغيرها هي الأسباب الحقيقية لضيق المعيشة وغلاء الذي نعيشه الآن و هذا لا ينتهي الي بزوال النظام
رفع العقوبات يحتاج الدولة لديه مشاريع حيوية ومنتجة ليستفيد منها في تصدير الناتج للأسواق العالمية وجلب العملة الصعبة لموازنة الاقتصاد القومي و لكن للاسف في السودان لا يوجد لدينا أي مشروع منتج لان الإنقاذ دمر كل المشاريع والبنية التحتية من سكة حديد ومشروع الجزيرة والشركات وغيرها

لذلك المستفيد الأول و الاخير من صفقة رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان هم رموز النظام السوداني علي رأسهم البشير الذي كشف عنه منظمة الشفافية الدولية بامتلاكه لحساب بنكي تم تجميده في بنك سويسرا بها 9مليار دولار من أموال الشعب السودان و هذا الرقم كفيلة لإنعاش الاقتصاد السوداني ورفع قيمة الجنيه السوداني الي 4.6 جنيه مقابل الدولار اذا أعيدت هذه الأموال المنهوبة فقط من قبل البشير …. وبالمثل غيره من رموز الإنقاذ الذين يمتلكون حسابات بنكية عامرة باموال طائلة و منهوبة بالمليارات من اليورهات الأوربية والدولارات امريكية بمليارات وبرفع العقوبات سيفك تلك البنوك تجميد هذه الأرصدة مع توفير كامل التسهيلات لهم للاستثمارات و التحويلات وغيرها

الصفقة الانقاذية الأمريكية!!!!

والإدارة الأمريكية التي فرضت الحظر الاقتصادي السودان قبل عشرين عاما فيما يتعلق بدعم الارهاب إضافة إلي العقوبات الجزئية فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحرب بخصوص جرائم النظام في دارفور والجنوب كانت تعلم علم اليقين بأن اسباب الحصار ليست مقرونة بالشعب السوداني إنما هي بوجود النظام الارهابي واليوم ترفع العقوبات كأنما هنالك شيئا لم يكن اصلا أو كأنما انتهت وجود تلك النظام الإرهابي الذي أسس تنظيم القاعدة في الخرطوم قبل تصديرها الي أفغانستان……اعتقد انها لم ترفع العقوبات حبا في النظام ولا لخاطر الشعب السوداني إنما لدوائع مصالح ذاتية بحته تتحصل عليها امريكا والقوي الدولية من النظام في الصقفة المبرمة بينهما ,
أمريكا تسعي نحوا السيطرة علي افريقيا و مزيد من فرض الهيمنة من نفوذها عبر البوابة الشمالية الشرقية لذلك تشهد في الفترة الاخيرة تعاون أمني كثيف بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال CIA والنظام السوداني وهنالك تبؤات لإنشاء أكبر قاعدة تجسس امريكيه في افريقيا والشرق الأوسط في السودان لكونها واقعة في موضع استراتيجي تربط بين افريقيا و الشرق الأوسط.
أمريكا تسعي لتخفيف من حدة تدفق اللاجئين عبر ليبيا باستخدام نظام البشير في مكافحة الهجرة الغير شرعية بالسيطرة علي الحدود الليبية السودانية التي تعتبر الممر الرئيسي للمهاجرين من جنوب شرق افريقيا . ولا تهمها ما إذا كان النظام يستخدم مليشيات الدعم السريع والجنحويد لمكافحة المهاجرين ام شرطة انتربول الدولية…كل ما تعنيها الولايات المتحدة والغرب هي مكافحتهم لذلك يتعاون ويدعم النظام الذي يستخدم مليشيات الدعم السريع في الحدود الليبية السودانية كمكافحين للمهاجرين لتمويح للولايات المتحدة والمجتمع الدولي و يقدم المجرم المدعوا حميدتي كبطل ومكافح للهجرة الغير الشرعية ليتحدث امام الشاشات الغربية والمجتمع الدولي رغم أن هذا المجتمع الدولي هو أصدر 17قرار دوليا بخصوص دارفور ومن ضمنها اول قرار الذي ينص علي نزع سلاح هذه المليشيات الحكومية في دارفور في 2004 الذي الان سمح للنظام البشير ليكافح لهم تدفق المهاجرين بنفس المليشيات مخالفا لقرارهم علي قول المثل ( رب مضرة عند قوما مصلحة اي منفعة ) والمعني طالما الدعم السريع يكافح ويمنع تدفق الآلاف من المهاجرين الذين يهربون من السودان والصومال واريرتا وأثيوبيا عبر الحدود السودانية الليبية الي ليبيا ومنها الي اروبي عبر البحر الأبيض فهذا لا يعنيهم ما إذا كان الطقوس الاخري للدعم السريع والجنحويد هي حرق القري وقتل الابرياء في دارفور
حسب الفينانشيال تايمز البريطانية الصفقة الانقاذية الأمريكية المبرمة تضم موافقة نظام البشير علي دفع مبلغ قدرها سبعة مليارات دولار كتعويض لخسائر احداث تفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي و دارالسلام التي أشرفت عليها نظام الخرطوم ونفذها ارهابيي تنظيم القاعدة والاخوان المسلمين الذين كان قاعدتهم في الخرطوم حينذاك ….مقابل رفع العقوبات
ايضا قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع الكوريا الشمالية
وتقديم ملفات السرية لكافة المليشيات والمنظمات الإرهابية التي ترعاها نظام البشير في العالم.
ونقاط كثيرة حول الصقفة لم يبان للعلن بعد ولكنها تظهر عاجلا ام عاجل
وهذا بجانب دور الدول الخليجية التي تستخدم مليشيات البشير في حرب اليمن

والأخيرا

فيما يخص إدارة ترامب الذي اتي الي السلطة بخطاب يميني متشدد ادعي فيها اقطلاع الإرهاب من الجذور وتجفيف مصادر تمويلها حول العالم وايقاب رعايتها ولكنه سرعان من انقلب علي مواقفه السياسية والفكرية راسا علي العقب وهذا يرجع لعدة أسباب .
اولا تبين جليا ان دونالد ترامب ليس برجل سياسي ولا دبلماسي و انما هو مجرد امبراطور برجوازي قادم من عالم المال والاعمال ويجيد لغة المصالح والحسابات افصل من المواقف السياسية والافكار .

ثانيا : غياب الترامبيين الحقيقيين الذين صنعوا من هذا البرجواري اسطورة في الساحة السياسية العالمية كما تابعنا في حملته الانتخابية كان ترامب يتميز بسياسة خارجية واضحة وبرنامح سياسي ايضا في غاية الوضوح هادفتات للقضاء علي الارهاب و الانظمة الارهابية في العالم مما وجد تجاوبا كبيرة من الرأي العام الخارجي وايضا اهله للتفوق علي نظيرته هيليري كليتنون بتلك الفوز السحري خارج عن التوقعات مخالفا لجميع الاستطلاعات والشارع الأمريكي والعالمي وذلك لم يكن بفضله انما كان للنضوج السياسي والفكري لمن يديرون حملته الانتخابية امثال مدير حملته الانتخابية و كبير موطفي البيت الابيض لاحقا و مدير مكتبه البيضاوي السابق السيد / رينس بريبوس (ود بتنا ) الذي يرجع اصوله للسودان من ام سودانية الميلاد و ايصا كبيرمتستشاريه السابق ورجل القرارات الصعبة واليميني المتطرف السيد / استيف بانون و لكن للاسف لخلافات شخصية قام ترامب باقالة هذين الرجلين من مناصبهما في البيت ونسي انهما كانا له بوصله مرور لعالم السياسة و البيت الابيض بتلك الفوز الاسطوري . لذلك الان دونالد فاقد للبوصله لا يدري ما يفعله يرفع الحظر من من ؟ و يفرض لمن ؟ وفاقد الشي لا يعطيه وبرهان لذلك قد عشنا هذه الوضع قبيل ثلاث اشهر كان حينها الرئيس الامريكي علي وشك رفع العقوبات عن السودان بتوافق واضح من ادارته لولا تدخل هذين الرجلين في اللحظات الاخيرة و نصحه لتاجيل الامر الي ثلاث شهور اضافية و نسبه لانهما كان المرجعية الاخيرة لترامب لقراراته المصيرية اخر من يستمع عليهم قبل إصدار القرارات المصيرية لذلك الان طارة يهدد كوريا الشمالية اي القوي النووية الذي تتحمكم علي ذر صواريخها المراهق كيم جونق اون امام منصة الامم المتحدة مرات يلوح بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ الذي يعتبر اكبر مكسب لدولته الصناعية العملاقة التي تسهم بأكبر قدر من تلويث المناخ و مرات اخري يلوح بالغاء الاتفاق النووي الايراني الذي وقع عليها سلفه اوباما وصادقت عليها الكونغرس الأمريكي و اصبح مجرد صورة في الكرسي البيضاوي ليتحكم عليها اللوبيهات واصحاب المصالح والعائلات الحاكمة في الغرب الذين هم بالاصل جاء ترامب بخطاب مناهض لهم في السلطة . لذلك لا نستغرب ابدا من هذه الخطوة الجريئة والغير مدروسة من ترامب وإدارته و ستندم عليها امريكا عاجلا ام عاجل طالما هذه الخطوة مرتبطة بملف حقوق الانسان الذي يلوح عليه الولايات المتحدة في سياستها الخارجية و لطالما رفع العقوبات عن نظام البشير هي تمهيد لاستمرارية في مزيد من الابادة والقتل والتشريد .

ونواصل

مقالات ذات صلة