لندن/صوت الهامش – 24 سبتمبر 2025م وجّه عدد من الأكاديميين والناشطين السودانيين إلى جانب مراقبين دوليين رسالة مفتوحة إلى وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، أعربوا فيها عن “قلق عميق وغضب شديد” من السياسة التي تنتهجها لندن تجاه الحرب في السودان.
وقال الموقّعون إن الحكومة البريطانية، عبر خطابها الذي يساوي بين الضحية والجلاد، تمنح مليشيا الدعم السريع غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا للاستمرار في جرائمها ضد المدنيين.
وأشارت الرسالة إلى تقارير دولية تؤكد أن قوات الدعم السريع تتحمل النسبة الأكبر من الانتهاكات ضد المدنيين، بما في ذلك 77% من الجرائم الموثقة حسب تقرير منظمة ACLED لعام 2024، إلى جانب ما وثقته هيومن رايتس ووتش عن إحراق 43 قرية في دارفور، وارتكاب انتهاكات واسعة من اغتصاب وعنف جنسي بعد ديسمبر 2023.
كما لفتت الرسالة التي حصلت عليها (صوت الهامش ) إلى تقرير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة من يناير إلى يونيو 2025، والذي سجل هجمات واسعة شنتها المليشيا في أبريل، أدت إلى مقتل 527 مدنيًا، بينهم أكثر من 270 في معسكري زمزم وأبو شوك، فضلًا عن إعدامات ميدانية في أم درمان.
وأكد الموقّعون أن مساواة الحكومة البريطانية بين “الضحية والجلاد” يغذي الإفلات من العقاب ويمنح مليشيا الدعم السريع حصانة ضمنية، مستنكرين امتناع لندن عن تسمية المليشيا المسؤولة عن قصف مسجد الفاشر في 19 سبتمبر الذي أودى بحياة أكثر من 70 مدنيًا.
كما انتقدوا ما وصفوه بـ”تواطؤ بريطاني” في التغطية على دعم الإمارات العسكري للدعم السريع، مشيرين إلى تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عن تهريب السلاح، وتجنيد المرتزقة، واستخدام الإمارات طائرات مسيرة عبر قواعد على الحدود السودانية التشادية.
وختمت الرسالة بالتحذير من أن ما يجري في الفاشر ودارفور ليس كارثة طبيعية، بل “مشروع فاشي شامل” يستهدف المجتمع السوداني عبر الحصار، والتجويع كسلاح حرب، والتطهير العرقي، والاغتصاب، والنهب، وتدمير البنية التحتية، داعين الحكومة البريطانية إلى موقف واضح وصريح في إدانة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها وداعميهم.
