القاهرة : صوت الهامش
إستضاف دار (AdalPublishing) للنشر والتوزيع أمس الاثنين المفكر الدكتور ابكر ادم إسماعيل ضمن مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ”48″ في لقاء مفتوح مع محبيه وجمهوره الذي تدفق إلى المعرض لحضور اللقاء الذي شهد توقيع الدكتور على مؤلفاته ” جدلية المركز والهامش “قراءة جديدة في دفاتر الصراع في السودان”، رواية الضفة الاخرى، الطريق إلى المدن المستحيلة، رواية أحلام في بلاد الشمس”.
حيث أجاب الدكتور ابكر ادم اسماعيل على كل اسئلة الحضور في اللقاء الذي وصفه الكثير من الشباب المستنيرين الذين حضروا الجلسة بالناجح والمثمر في إتجاه الإرتقاء نحو الأعمال الفكرية .
وأشار ابكر في مستهل حديثه في اللقاء الى ان اغلب الناس في شمال السودان دائماً تفكيرهم يتجه نحو الشمال مع ان الحضارات القديمة مثل حضارة كوش وغيرها من الحضارات القديمة كان الناس يؤدون “الصلاة جنوباً” إتجاه النهر واذا رجعنا للتاريخ القديم والاقدم نجد كثير من الدراسات تشير إلى ذلك ، مع ذلك ليس هنالك من يتساءل من اين اتوا الفراعنة؟ ومن اين اتى إنسان كوش؟ كل هذه الاسئلة مغيبة تماماً من اذهان الناس وليس هنالك من يقرأ التاريخ من زوايا اخرى مثالاً من إتجاه الحبشة تجدهم يقولون لك هذه هي “الفترة المجهولة” مع ان هذا التاريخ موجود ومكتوب، ومن المفترض ان يُدرس لكن سُكت عنه لأسباب إستراتيجية تتعلق بعلاقات السلطة في السودان لان المتمسكين بها في السودان ليس من مصلحتهم ان يثيروا هذه الاسئلة مع ان المعرفة اصبحت أداء اكبر من ادوات السلطة.
وأشاد دكتور ابكر بدار (AdalPublishing) للنشر والتوزيع بإعتباره داراً سيخلق نوع من المنافسة ويعطي نوع من الدوافع لتجويد العمل الفكري مشيراً الى ان هدف اللقاء هو لقاء تعريفي للدار ويعتبر فرصة تفاكرية مع الشباب المستنيرين ولقاء مفتوح لتبادل الافكار والمقترحات لتطوير الاداء وابداء ملاحظات حول دور الطباعة والناشرون.
وفي رده على العديد من التساؤلات في اللقاء قال ابكر انه احد الذين يؤمنون بنظرية الصراع ، واي بداية كتابات لاي منتوج فكري يمر بمرحلة الصعوبة لكن لابد للكاتب ان يتحمل العناء ليعبر الجسر، لافتاً الى ان الذين تربوا في عهد الثقافة الاسلامية العربية تجد اخلاقهم متدنية لاننا نكيل بعشرة مكايل والاسلاميين يريدون إخفاء حقائق لا يمكن إخفائها واغلب الفكر الديني ينطلق من احكام القين لا يوصفون الظاهرة كما هي وهنا يكمن الفارق وتظهر الإشكالية لان كل الاديان مجرد فكرة موجودة في اذهان الناس لكن اذا اردت تنفيذها على ارض الواقع تتحول الى ثقافة دينية، واذا عدنا الى مراحل التاريخ نجد فيها بعض الظواهر عادية حيث يريدون محاكمة الناس بمرجعية كلام السلف ، والسلف انفسهم يرون ان هذه المسائل ليست فيها مشكلة مثالاً لا يرون مشكلة في مسألة العبودية.
وعن اشكاليات الهوية في السودان اوضح ابكر ان هنالك الكثيرون حتى تاريخ اليوم لا يريدون الاعتراف بان هنالك ازمة هوية في السودان ويعتبرون هذه مسئلة ثانوية بيد انها ليست مشكلة ثانوية، لاننا اذا رجعنا الى نشأة الدولة السودانية نجد تقسيمها لم يكن تقسيم عمل ،غير انها كانت تقسيم بشر مبني على موضوعات الهوية.
لكي يصبح الجميع شركاء في الوطن “السودان” إبان ابكر ان هذا الأمر يتطلب عمل ومجهود كبير وهنالك ثلاثة احتمالات لذلك، الاحتمال الاول ان تتكون كتلة تاريخية لديها الوعي الكافي والقوة الكافية التي تزيل بها هذه الوضعية لإعادة إنتاجها من جديد ليكون هنالك وطن الناس فيه شركاء كما حدث في فرنسا وفي امريكا وروسيا عندما قامت الثورات التي بدورها عملت تغيير جزري، والاحتمال الثاني ان تكون هنالك مساومة تاريخية تحدث نوع من توازن القوة بحيث ان الذين لديهم امتيازات تاريخية ان يعلموا ان الامر لا طريقة له لاستمراره، والا امام الجميع الذهاب الى الانهيار.