عادل السيماوي
انما يدور في أقليم دارفور من سلسلة أحداث متوالية و متكرره بأمتدادها التاريخي ليست مجرد صراع بين طرفين كما يصفه البعض فهي ليست كنماذج الاجتماع الاساسية الذي يمكن ان يحدث في اي وسط اجتماعي كصراع متكافئ أو شبه متكافئ لكنها بكل وضوح عمليات ممنهجه تنظمها أنظمه الحكم عبر مليشياتها مستهدفة مكونات ثقافية متميزة بثراءها و نفوس أهلها و لها إرثها التاريخي و الحضاري الراسخ و ذلك بغرض إحداث هندسه إجتماعية جديدة بسياسات متعددة (قتل”تشريد”إغتصاب”سلب”نهب..) و بالتركيز على سياستي التطهير العرقي و التغيير الديمغرافي و هذه الهندسه الاجتماعية بلا شك رجحت دون توازن كفة القوة الأجتماعية و الأقتصادية من التوازن المتكافئ او شبه المتكافئ بحكم مجموعة من العوامل التاريخية إجتماعية كانت أم سياسية أو إقتصادية الى غير المتكافئ لصالح مكونات معينة دون غيرها و هذا هو واقع ما يدور في العديد من أقاليم و مناطق السودان المختلفة بصفة عامة و في إقليم دارفور على وجه الخصوص
و هذه المعادلة الخبيثة و المختلة ربما لم تبلغ غايتها بالشكل الذي يريدها مهندسي الجرائم الغير انسانية و السياسات اللا أخلاقية في السودان بشقيهم مدنيين كانوا أم عسكريين فلذلك ما زالت في طور تمرحلها و إستمراريتها رغم التغيرات و العمليات التجميلية التي حدثت في المشهد السوداني بعد ثورة ديسمبر المجيدة و التي خرج فيها جميع جماهير الشعب السوداني من كل ربوع السودان و عبروا عن إرداتهم الحرة في التغيير الحقيقي الذي كانت و ما زالت شعاراتها (حرية “سلام “عدالة) تردد دواية في سماء الإعتصامات المطلبية و المواكب المليونية بوقفاتها الإحتجاجية و الذي كان من ضمنها اعتصام معسكر فتابرنو لنازحين الذي تم فضها يوم امس الثلاثاء الموافق 13 يوليو 2020م و راح ضحيتها عشرات من القتلى و الجرحى.
في ظل صمت تام من قبل اجهزة الدولة الأعلامية و العدلية و في الوقت الذي اقترب فيها توقيع اتفاقية السلام المزعومة في جوبا بين الجبهة الثورية التي تم إقصائها من قبل الحكومة الأنتقالية بسبب مطالبتها بالمحاصصة قبل بداية تشكيل الحكومة و بين الحكومة الانتقالية التي شكلتها تحالف قوى الحرية و التغيير بالمحاصصة بعد إقصائها لجبهة الثورية و هذا مؤشر واضح علي أن هذه الاتفاقية ستكون مجرد أتفاقية ثنائية تهدف الى تقاسم السلطة عبر بوابة المحاصصة دون تحقيق أهداف و تطلعات جماهير الشعب السوداني المغلوب علي أمره.
حتما ستنتصر إرادة الشعوب
و الثورة ما زالت مستمرة