بيانات صحفية

خطاب رئيس الحركة بإفتتاحية حملة مناصرة و دعم الأسرى

الحرية –العدل- السلام- الديمقراطية

حركة وجيش تحرير السودان- المجلس الانتقالى

خطاب رئيس الحركة بإفتتاحية حملة مناصرة و دعم الأسرى

جماهير الشعب السودانى الشرفاء

نخاطبكم اليوم بمناسبة مرور نصف عام على وقوع معركة الكرامة بتاريخ 22 مايوم 2017 ، والتى قدمت فيها حركة / جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالى ارتالاً من الشهداء على رأسهم رئيس هيئة أركان جيش الحركة الشهيد محمد عبدالسلام طرادة. كما وقع فى الأسر أبطال الشعب السوداني وفى مقدمتهم القائد نمر محمد عبدالرحمن الرئيس السابق و عدد من رفاقه الشرفاء. وإذ تُذكر الحركة الشعب السودانى بهذا اليوم الخالد، فانها تجدد العهد بأنها سوف تمضي فى ذات النهج الذى اختاره هؤلاء الشرفاء حتى بزوغ شمس الحرية بإزالة النظام و إحداث التغيير الشامل.

بالرغم من أن الحركة لم تكسب تلك المعركة عسكرياً، إلا أنها كسبت زمام المبادرة والاستمرار فى معركة تغيير نظام الحكم فى السودان، وتهتدي فى ذلك بدروس وعبر الماضى. إن عدم كسب تحالف (حركتى تحرير السودان بقيادة منى مناوى و المجلس الانتقالى) لمعركة 22 مايو الماضى، ومن قبل حركة العدل والمساواة السودانية فى معركة ( قوز دونقو) لايعنى بأي حال من الأحوال نهاية المعركة، بل نقر بأنه لو توحدت جهود هذه القوى لكان الواقع مختلفاً الآن. الدرس المستفاد من المعركتين هو أهمية اتخاذ خطوات تنظيم تدفع قوى المقاومة المسلحة والمدنية للمقاومة الموحدة، وتواجه النظام مجتمعة، ومن هذا المنطلق تجدد الحركة نداءها لوحدة المقاومة، وتدعو لإنشاء جبهة مقاومة وطنية تضم تحالفات القوى المعنية بالتغيير (حركات المقاومة المسلحة، الأحزاب السياسية المعارضة، ،والناشطين، الصحافيين والإعلاميين، الكُتاب والأدباء والمفكرين، والنقابات المهنية- الأطباء والمحاميين والصحافيين والمعلمين، المزارعين، الرعاه، التجار )، ومنظمات المجتمع والتنظيمات الفئوية، رجال الدين، الطلاب، والنساء، النازحين، وكل سكان المدن والريف، والسودانيين فى دول المهجر، وعلى هذه القوى أن تتفق حول برنامج حد أدنى ومن ثم تشكيل وحدات المقاومة الوطنية كل فى مكان على إمتداد السودان. انشاء جبهة مقاومة وطنية موحدة يجعل من عملية ازالة النظام مسئولية يشارك فيها الجميع. الحركة تدعو منسوبي المليشيات و القوات الحكومية الاخرى الذين يعاني أهاليهم كبقية الشعب السوداني، للاستجابة لنداء الضمير الإنساني والسماع لصوت العقل والوقوف مع أهاليهم والشعب السوداني لوقف معاناة الشعب السوداني التي طال أمدها.

جماهيرنا الشرفاء

نحن فى حركة تحرير السودان لسنا دعاة حرب ولكن نظام الطغيان القابض فى الخرطوم أوصد جميع الأبواب أمام التغيير والتحول الديمقراطي وتأسيس دولة المواطنة والمساواة في الحقوق، الأمر الذي جعل الخيارات الأخرى محدودة جدا، ومضت المجموعة الشمولية مع سبق الاصرار والترصد فى إذلال واستعباد السودانيين، وعليه من واجبنا تحريض وحث الشعب السودانى على تنظيم حملات مقاومة وطنية من أجل إسقاط النظام، وفتح الطريق لبناء الدولة الوطنية فى السودان. جبهة المقاومة هذه يجب أن تتبنى وسائل وتكتيكات غير تقليدية. لا شك أن أن قيام الأحزاب السياسية بدورها الطليعى، الطلاب، منظمات المجتمع المدنى وبقية القوى الحية كلا بمسئولياته مع ايجاد آلية لتنسيق المقاومة بين كل هذه القوى سوف يعجل بإسقاط النظام.

إن غياب آلية متفق عليها لربط المقاومة الوطنية فى السودان مكن النظام الحاكم فى الخرطوم من قمع حركة المقاومة الطلابية منفردة، مستخدماً التناقضات المجتمعية في إثارة النعرات العنصرية والجهوية. مئات من شرفاء الحركة الطلابية غتالتهم أجهزة النظام الأمنية ليس لجريمة اغترفوها، بل بسبب إنتماءهم لدارفور و المناطق الأخرى التي تحارب الدولة شعوبها . بذات السبب المئات يتكدسون فى سجون النظام فضلا عن حملات الفصل التعسفى والاستهداف الممنهج للطلاب. إذ تدين الحركة هذه الممارسات غير الأخلاقية وتجدد العهد بأن دماء هؤلاء الشرفاء لم ولن تضيع هدرا، كما تؤكد الحركة أن تبنى مشروع جبهة مقاومة وطنية يجعل جميع الطلاب الشرفاء فى مواجهة النظام وليست طلاب دارفور وحدهم.

الحركة إذ تذكر الشعب السودانى بهذا اليوم الذي قدم فيه شرفاء الحركة أروع البطولات في سبيل وقف سياسات الحكومة الظالمة من قتل و تشريد للمواطنين و تهجيرهم قسراً، و إستهدافهم على أساس إثني و ملاحقتهم حتى داخل مخيمات النازحين، تجدد الحركة إدانتها باغلظ العبارات لسياسات النظام الرامية إلى التغيير الديمغرافى فى دارفور و المناطق الأخرى من خلال دمج هذه المخيمات في المدن وافساح المجال للمستجلبين لاكمال عملية تغيير الخارطة السكانية في هذه المناطق. النظام ماض فى سياسة اعادة تخطيط مخيمات النازحين لخلق مدن هامشية فى أطراف المدن الحالية وترك مناطقهم الأصلية للمستوطنين الجدد. إن اقتحام مليشيات النظام لمخيمات النازحين وإرهابهم بصورة مستمرة هى أحدى التكتيكات لتفكيك وإعادة تخطيط المخيمات. الحركة سوف تقاوم هذه السياسات العنصرية وسوف تعمل على خلق الأجواء المناسبة لعودتهم إلى ديارهم و العمل على دعمهم لمعاودة نشاطهم الحياتي كما البشر العاديين على مستوى الكرة الأرضية. إن قيام جبهة مقاومة وطنية موحدة فى السودان تدفع ببقية الشعب السودانى من موقع المتفرج، عندما تهاجم مليشيات النظام مخيمات النازحيين، إلى متضامن ومقاوم في صف واحد مع من أجبرتهم الحرب على مغادرة ديارهم الأصلية.

جماهير الشعب السوداني الشرفاء

إن العصابة الحاكمة في الخرطوم، وبإذلالها للشعب السودانى، و ممارساتها العنصرية واستهدافها الممنهج لطلاب دارفور والمضى قدما نحو انفاذ برنامج التغيير الديمغرافى فى دارفور بجانب ممارستها سياسة التطهير العرقي ضد الشعوب السودانية في جنوب كردفان و النيل الأزرق، قد أصبحت بهذه الممارسات تشكل خطرا كبيرا ليس على الحياة في السودان و حسب بل مهددة للسلم والأمن الدوليين. فى هذا الصدد تدعو الحركة الدول النافدة فى النظام العالمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية للوقوف مع الشعب السودانى فى مقاومته المشروعة ضد النظام المتهاوى بدلا من محاولة إنقاذه برفع العقوبات المفروضة عليه. فى ذات الوقت تدعو كل المنظمات الحقوقية والعدلية وخاصة الصليب الأحمر للضغط على النظام بغرض السماح للأسرى بالتمتع بحقوقهم المكفولة لهم وفق المعاهدات و القوانين الدولية. وإذ تذكر الحركة الدول العظمى بمسئولياتها تجاه الشعب السودانى، وتناشد دول الجوار خاصة دول جنوب السودان، تشاد ومصر، وأريتريا، أثيوبيا، و ليبيا بتقديم الدعم والوقوف مع نضالات وتطلعات الشعب السودانى نحو الحرية والكرامة وتذكر بأن من غير الممكن اقامة علاقات ودية بين دولهم والسودان فى ظل وجود عصابة البشير على سدة الحكم.

ختاما، تهيب الحركة بالشعب السودانى بالوقوف مع شرفاء الحركة القابعين فى سجون النظام. إن معاناة هؤلاء الشرفاء مهر للحرية والكرامة التي يجب أن يتمتع بها الشعب السوداني، وأن الرفيق نمر محمد عبدالرحمن لو ركن لحياة الذل لما كان اليوم فى سجون النظام، لكنه رفض الاستكانه و الخنوع و الاستسلام، واختار مشروع التحريروهو على وعى تام بأن الثمن سوف يكون غاليا، أقله الموت أو العيش فى السجن. وتجارب الشرفاء علمتنا أن الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا قبع فى السجن لمدة سبع وعشرين عاما من أجل التخلص من النظام العنصري فى جنوب أفريقيا وبذلك أصبح ايقونة التحرر، فحري بنمر أن يلعب ذات الدور لتخليص شعب السودان من حالة الألم و المعاناة و الظلم و الاضطهاد و الاستعباد و الاسترقاق التي يعيشها كل يوم. وما يجب أن نؤكده هنا أن الرفيق نمر محمد عبدالرحمن سوف لن يمكث سبعة وعشرون عاما كما كان فى حال منديلا، لأن الشعب السوداني لن يحتاج لفترة مماثلة حتى يتحرر من قبضة هذا النظام اللصوصي. إن أقل ما يمكن أن يقدمه الشعب السودانى للرفيق نمر ورفاقة هو كسر حاجز الخوف والاستكانة و الاستسلام و الخنوع لهؤلاء الطغاة.

الدكتور الهادى ادريس يحى

رئيس الحركة

22 /11/2017م

مقالات ذات صلة