جنيف/صوت الهامش – 4 أكتوبر 2025 دعا خبراء الأمم المتحدة اليوم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان، معربين عن قلقهم العميق إزاء تزايد العنف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مناطق النزاع، وخاصة في إقليم دارفور، حيث تتواصل الهجمات العشوائية وأعمال القتل والتشريد والعنف الجنسي على نطاق واسع، وسط إفلات تام من المساءلة.
وقال الخبراء في بيان مشترك إنهم تلقّوا تقارير مروعة عن ممارسات قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاستهداف المتعمد للمدنيين، ونهب الممتلكات، وتدمير البنية التحتية المدنية، وعرقلة المساعدات الإنسانية في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.
وأشار البيان الذي حصلت عليه (صوت الهامش ) إلى أن مدينة الفاشر في شمال دارفور تشهد حصارًا خانقًا وهجمات متكررة على الأحياء السكنية، فيما تزايدت المخاوف من كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وتدهور الوضع الصحي.
كما حذّر الخبراء من تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف العرقي في وسائل التواصل الاجتماعي وخارجها، مؤكدين أن هذه الحملات تؤجّج النزاع وتزيد من تفكك النسيج الاجتماعي، داعين جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام التزاماتها القانونية الدولية.
وطالب البيان الأطراف المتحاربة في السودان بالوقف الفوري للهجمات على المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات أمام القضاء الوطني أو الدولي.
وأكد الخبراء دعمهم لجهود المحكمة الجنائية الدولية في متابعة القضايا المتعلقة بجرائم دارفور، مشيرين إلى أهمية مشاركة الضحايا والنازحين في مسارات العدالة الانتقالية والاستماع إلى أصواتهم في أي عملية سلام مستقبلية.
كما دعا البيان مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فرض ضغوط فعالة على الأطراف المنتهِكة، وضمان تنفيذ قرارات المجلس السابقة المتعلقة بحظر السلاح والعقوبات المستهدِفة للأفراد والجماعات المتورطة في الانتهاكات.
واختتم الخبراء بيانهم بالتأكيد على أن الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح في السودان، محذرين من أن استمرار التقاعس الدولي سيسمح بارتكاب مزيد من الجرائم ويقوّض فرص تحقيق السلام الدائم في البلاد.