مقالات وآراء

تَأجِيجْ مَشَاعِر العُنفْ بِدافَعْ الكَراهِيّة والظُلم الإجْتمَاعِى العِرقِى فِى السُّودان

حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى

فى ظل الكم الهائل من الإنتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة عرقيات معينة فى السودان , يتبادر إلى كل ذهن أنّ تأجيج مشاعر الكراهيّة والظلم الإجتماعى التاريخى الذى مورس ويمارس من قبل الحكومات المتعاقبة فى السودان جعل من بعض القبائل يرزحون فى الدرك الأسفل من الفقر والعوز والجهل والمرض لعقود طويلة , ونرجوا أن يكون قد حان الأوان لوضع حد لتلكم البشاعات وإلاّ فإنّ العيش فى مكان واحد يمثل وطنا واحدا يصبح ويمسى أمرا مستحيلا.
أولا : لابدّ من الإعتراف بأنّ الذين يكتوون بكل الإنتهاكات هم قبائل وجهويات معينة , فمثلا مسألة التمييز العنصرى والعرقى فى كافة مجالات الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياسيّة يمارس ضد قبائل بعينها أو على الأقل ضحاياها قبائل وعرقيات معينة ومن المعلوم للجميع أن التمييز العنصرى والتعصب العرقى بصورة عامةّ قد يأخذ أشكالا عدّة ومن أخطر تلكم الأشكال هو حرمان الأفراد من حقوقهم فى المساواة فضلا عن تأجيج مشاعر الكراهيّة العرقيّة الإثنيّة والتى فى كثير من الأحوال يفضى ألى أعمال عنف خطيرة وذلك مثل إرتكاب الجرائم الدوليّة الفاضحة وذلك مثل التطهير العرقى , الجرائم ضد الإنسانيّة وجرائم الكراهيّة مختلفة الألوان.
ثانيا: يجب على المجتمع فى السودان الإعتراف بوجود شرخ عرقى كبير والذى يسهم بصورة أو بأخرى إستحالة العيش معا فى ظل دولة واحدة ,وهذا يرجع بالطبع إلى ضعف القيادة التى مرّت على قيادة السودان منذ الإستقلال- لذا فإنّ أبسط الحلول لذلك هو النظام الفيدرالى أو الكنفدرالى أو الإنشطار إلى دويلات فى حالة الفشل.
ثالثا: لم يعد مقبولا حالة الظلم الإجتماعى والكراهيّة العرقيّة فى السودان , لم يعد مقبولا أن يتقلّد أناس بعينهم رئاسة الدولة لقرون , لم يعد أن يتمتع الناس بالعيش الكريم بينما أخرون يرزحون فى فقر مدقع , لم يعد مقبولا أن يتقلّد أناس بعينهم مناصب الخارجيّة والداخلية بينما أخرون يقومون بنظافة الشوارع جيل بعد جيل , لم يعد مقبولا أن ينتمى ضباط الشرطة والجيش لجهويات معينة بينما يتقلّد ابناء جبال النوبة الرتب الدنيا. هذا لم يعد مقبولا على الإطلاق.
رابعا: لم يعد مقبولا على الإطلاق أن نكتفى بالكلام عن الجرائم الوحشيّة فى جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق بل وكافة مناطق السودان الأخرى بل وفى العالم أجمع . لا يجوز على الإطلاق التقاعس عن إتخاذ إجراءات لمنع وقوع تلكم الفظاعات فى المستقبل والعمل على محاسبة مرتكبى تلكم الجرائم. ومن هنا فإننا ندعوا الجميع إلى التحلى بالشجاعة على أساس المسئوليات الأخلاقيّة الجماعيّة للدفاع ببسالة وبحسن نيّة عن حقوق الإنسان.
خامسا: يجب الإعتراف بأنّ مظاهر التعصب العنصرى والعنف بدافع الكراهيّة العرقيّة فى السودان أمرا واقعا , لذا فإنّ المجتمعات العرقيّة التى تعانى من العنف والمصاعب الإقتصاديّة والممارسات السياسيّة الإنتهازيّة ما هو إلاّ نتيجة للعنف العرقى القائم بدافع الكراهيّة من قبل الحكومات المتعاقبة على سدة السلطة فى السودان, حيث قتل النوبة فى جبال النوبة وتمّ تشريدهم وحرموا من ممارسة عاداتهم وتقاليدهم الجميلة , تمّ إرتكاب أفظع الجرائم فى دارفور والنيل الأزرق. كل تلكم الجرائم تمّت بدافع الكراهيّة العرقيّة.
حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
humancivilrightsinherentdigni@gmail.com
http://internationallawandglobaleaffairs.weebly.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock