الخرطوم – صوت الهامش – 13 أكتوبر 2025م
أطلقت تكية الفاشر، وهي مبادرة أهلية تعمل على توفير وجبات الطعام للمدنيين المحاصرين، نداءً عاجلاً لإنقاذ سكان مدينة الفاشر من خطر المجاعة الذي يهدد حياة مئات الآلاف، داعيةً إلى إيصال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة ورفع الحصار المفروض على المدينة منذ شهور.
وقال مسؤول تكية الفاشر محيي الدين شوقار، في تدوينة على صفحته بفيسبوك، إن الوضع الإنساني في المدينة “يشهد تدهوراً كارثياً وغير مسبوق”، مشيراً إلى أن انعدام الغذاء والمياه الأساسية أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية الحاد، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وأوضح شوقار أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ عدة أشهر تسبب في قطع طرق الإمداد ونفاد المواد الغذائية الأساسية، مؤكداً أن الوضع وصل إلى مرحلة “تهدد بحدوث مجاعة شاملة في أي لحظة”.
ودعا شوقار المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري للضغط على قوات الدعم السريع لرفع الحصار عن مدينة الفاشر بشكل غير مشروط، والسماح بدخول المساعدات عبر جميع المعابر الإنسانية.
كما طالب بوضع خطة تنفيذية لعمليات الإسقاط الجوي للمواد الغذائية والطبية، مشدداً على أن المدنيين المحاصرين لم يعد بإمكانهم الصمود طويلاً في ظل الجوع ونفاد الإمدادات.
وحذر شوقار من أن أي تأخير في إيصال المساعدات “يعني تعريض المدنيين للموت جوعاً”، محمّلاً المسؤولية الأخلاقية والقانونية لكل من يعرقل وصول الإغاثة أو يتقاعس عن التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح.
وأكد في ختام بيانه أن “جوع طفل أو موت امرأة أو رجل مسن بسبب الحصار هو جريمة إنسانية يجب محاسبة المسؤولين عنها”، موجهاً نداءه إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قائلاً: “أنقذوا مواطني الفاشر قبل فوات الأوان”.
تشهد مدينة الفاشر منذ أكثر من ستة أشهر حصاراً خانقاً تفرضه قوات الدعم السريع، التي تحاصر المدينة من جميع الجهات، مانعةً دخول المواد الغذائية والوقود والأدوية.
وتحذّر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية من أن الوضع في الفاشر بات على حافة المجاعة، مع توقف المرافق الصحية ونفاد مخزون الغذاء. وقد وثّقت تقارير أممية سقوط مئات الضحايا نتيجة القصف المتكرر، إلى جانب انتشار سوء التغذية والأوبئة داخل المدينة.