تكاتف الشعب واجب وطني

تكاتف الشعب واجب وطني

يعيش اليوم أغلبية الشعب السوداني بدون عزيمة و بدون وعي فقد تم تدمير ما تبقى من مبادئه و أخلاقه فكيف سينضال من أجل حقوقه و هو لا يعرفها بل و حتى ان عرفها يظل حبيس أنانيته و هواجسه التي رسخت فيه منذ الانقلاب المشؤوم في 1989م بمخططات بدأت بظهور القبلية والعنصرية وتصفية مؤسسات الدولة والخصخصه ، هنا نذكر بعض المخططات على سبيل المثال لا الحصر خصخصة كل الشرفاء وتشريدهم من الوطن وسياسة التهجير و تشتيت الشعب السوداني و طمس الهوية و التاريخ وتفريغ المناهج التعليمية من محتويات حب الوطن و الفكر ، احتكار الاعلام و استعماله كأدات لتنويم الشعب .

ان المخططات التي طبقها الكيزان على الشعب لاتعد و لاتحصى فيكفي أن نقول لا والف لا ، لكن السؤال المطروح هل حكم على الشعب السوداني نهائيا بهذا القدر الذي يعيشه و هل تقبل الأمر الواقع حل ؟

قطعا لا لأن المؤمن بالتغيير لن يتراجع عن طموحه مهما و قع و الأكيد أن الشعب يحلم بغد أفضل , فقط يحتاج من يقوده الى صنع هذا التغيير الحقيقي و هنا قد يتسائل البعض عن كيفية تحقيق هذا التغيير المنشود ، طبعا دائما ما نقرأ التاريخ لكي نستفيد منه كما نقرأ الواقع و نخلص الى خلاصلات مفادها أن التغيير سيأتي بقوتيين قوة داخلية و قوة خارجية. فماذا أعني بالقوتيين ؟

ان القوة الداخلية هي تلك القوى الحية التي تناضل من أجل التغيير أي اللذين اختاروا العمل النضالي من داخل الوطن رغم الاعتقالات والإهانة والتعذيب و مستعدون دائما للوقوف مع الشعب.

أما القوة الخارجية هم أبناء الشعب اللذين شردهم الكيزان الي خارج الوطن ، هاهم يكافحون ليل نهار من أجل فضح السياسات التي يستخدمها الكيزان ، انهم يناضلون من اجل ان يسلك الشعب طريق التغيير ، اذا فالتغيير ممكن اذا ما التحمت جهود القوتين و توحدت أهدافهما فقط يجب عدم نشر ثقافة اليأس بينهم .

من حقنا أن نحلم بالعيش الكريم لا يمكن لأحد أن ينتزع منا هذا الأمل ، كما يجب علينا التشجيع بروح نضالية و منسجمة مع الواقع ، انه حقا زمن التغيير ، و مهمتنا تكمن في العمل الجماعي الحقيقي لتنفيذه .

ختاما يا شعب بلادي الحبيب ان رسالتي واضحة أدعو فيها الى وضع حد للانهيار الذي يمذق الوطن و الشّعْب ويُسرق معه حلم أطفال بريئة ، كما أدعو الى تكاتف القوتين للعمل المشترك بينهم من اجل اسقاط النظام والانتقال إلى الدولة المدنية الديموقراطية.

الطيب محمد جاده