تقارير

تقرير: السودان يحتاج إلى اجتياز المزيد من الاختبارات قبل رفع العقوبات

لندن: صوت الهامش

أكد الكاتب خليل تشارلز، أن قرار ترمب تأجيل البت في قرار رفع العقوبات عن السودان، كان “صادما” بكل المقاييس في الخرطوم، لا سيما وأنه أعقب صدور تقارير استخباراتية عن “أفعال إيجابية” من جانب حكومة البشير.

وأرجأت الولايات المتحدة ، الأربعاء المنصرم ، البت في قرار رفع العقوبات المفروضة على السودان لمدة ثلاثة أشهر بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان وقضايا أخرى، بحسب الخارجية الأمريكية.
ووصف تشارلز -في مقال نشره موقع (ميدل إيست مونيتور)- ردّ الرئيس البشير على القرار الأمريكي غداة صدوره بتعليق السودان المفاوضات مع واشنطن – بأنه “للاستهلاك المحلي فقط”؛ ذلك أن الخارجية السودانية أكدت على أثر ذلك استمرار الخرطوم في التعاون والحوار مع الولايات المتحدة كالمعتاد.

ونوه الكاتب عن اعتياد الولايات المتحدة أن تحظى بحصة كبرى في صناعة النفط السودانية، فضلا عن سيطرة شركات الشحن الأمريكية على مجريات التجارة في مياه السودان الإقليمية في البحر الأحمر؛ وقد تمخضت العقوبات عن دفع الشركات الأمريكية إلى الهامش بحيث باتت واشنطن تقف مُجبرة على مشاهدة الشركات الصينية والماليزية والخليجية تستثمر بمليارات الدولارات في السودان في مجالات الزراعة والتصنيع والمشتريات العسكرية.
وأدرجت واشنطن السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية تشمل حظر التعامل التجاري والمالي منذ العام 1997.

ورصد تشارلز، تصريحات أدلى بها مصدر دبلوماسي لـ (ميدل إيست مونيتور) بأن واشنطن ستمهد الطريق أمام السودان للشطب من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى يتسنى بذلك رفع العقوبات التي تضمنت حظر استيراد أسلحة؛ وكانت الخرطوم أكدت نهاية العام الماضي أنها قد قطعت كافة علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية، بعد تقارير كانت تواترت عن صفقات أسلحة بين الخرطوم وبيونج يانج.
وأكد المصدر الدبلوماسي أن قرار رفع العقوبات عن السودان مرتبط بتحقيق مصالح تجارية لواشنطن بما يتسق مع سياسة ترمب “أمريكا أولاً”؛ ورجّح ذات المصدر أن تطلب الولايات المتحدة ضمانات بأن تكون لشركاتها الأولوية في الاستثمار والصفقات التجارية وأن يلتزم السودان بقطع صفقات التعاون الاقتصادي المنافسة.
وفي ضوء ذلك رأى الكاتب تشارلز، أن النهج الدبلوماسي الذي سيتخذه السودان خلال الأسابيع المقبلة قد يكون حاسمًا في تمهيد الطريق أمام رفع العقوبات أو العودة بالبلاد لزمن العزلة عن المجتمع الدولي؛ وفي ظل انخفاض أسعار الأسهم السودانية وتراجع الدولار الأمريكي الذي سجل انخفاضا قياسيا عند 20 جنيها سودانيا في شوارع الخرطوم – في ظل ذلك حذر رئيس البرلمان السوداني إبراهيم عمر من تصعيد الخطاب المناوئ للولايات المتحدة.
واختتم تشارلز قائلا “بعد أسبوع من تحطيم واشنطن لآمال الخرطوم في العودة إلى أحضان المجتمع المالي العالمي، ثمة شعور في السودان بأن الأمور كان من الممكن أن تكون أسوأ… لكن الإحباطات مستمرة باستمرار تردي الأحوال الاقتصادية في البلاد فيما يخيم مناخ التشكك على البلد المحاصَر.

وفيما المستقبل يكتنفه الغموض فإن الأمر الواضح هو أن الخرطوم سيتعين عليها اجتياز المزيد من الاختبارات قبل رفع العقوبات بشكل نهائي”.

مقالات ذات صلة