تقارير

تقرير: السجن في إسرائيل لطالبي اللجوء أرحم من ويلات ترحيلهم إلى رواندا

تل أبيب: صوت الهامش

نشرت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية تقريرا حول معاناة طالبي اللجوء الأفارقة الذين يتم ترحيلهم “طوعًا” من إسرائيل إلى روندا، وما يتعرضون له هنالك وفي طريقهم إلى أوروبا بعد ذلك من ابتزاز وموت وسرقة وسجن وتهديد للحياة.

ورصد التقرير شهادات أدلى بها عددٌ من هؤلاء ممن شقوا طريقهم إلى أوروبا عبر المتوسط. وتُظهر هذه الشهادات أن برنامج “الترحيل الطوعي إلى رواندا” بعيدٌ كل البعد عن توفير ملاذ آمن لهؤلاء المشردين.

ويحكي الناجون قصصا عما تعرضوا له من اضطهاد في بلد (رواندا) كان من المفترض أن يوفر لهم ملاذا؛ لكن ما حدث أنهم تعرضوا فيه للسجن والعنف والابتزاز والتهديد المتواصل لحياتهم.

ولأنهم لا يحملون وثائق وأوراقًا ثبوتية، فإن هؤلاء المُرّحلين “طوعًا” إلى رواندا  يواجهون هنالك خطر الترحيل الدائم إلى أوطانهم التي هربوا منها؛ وعليه يتعين على هؤلاء أن يهربوا صوب أوروبا، وفي طريقهم إليها يعبرون ليبيا حيث يتم احتجازهم في ظروف صعبة وبعد ذلك يسلكون طريقا محفوفا بالمخاطر ممتطين ظهور قوارب متهالكة عبر البحر المتوسط.

وتؤكد شهادات الناجين، بحسب التقرير، أنه على الرغم من أن رواندا أعلنت التزامها استيعاب هؤلاء الأفارقة المُرّحلين “طوعا” من إسرائيل، إلا أن هؤلاء لم يستطيعوا المكوث فيها سوى فترة وجيزة ثم هربوا إلى أوغندا في الجوار، ولمّا لم يكن معهم أوراق إقامة قانونية فإنهم لم يحصلوا على أية حقوق أساسية.

ويقول الناجون إنهم بعد وصولهم رواندا لم يتمكنوا من التواصل مع مسؤولين رسميين روانديين، ولا مع إسرائيل، كما لم يتلقوا أية مساعدات.

وصرحت وزيرة الخارجية الرواندية، لويز موشيكيوابو، مؤخرا بأن بلادها مستعدة لقبول 10 آلاف أفريقي من طالبي اللجوء إلى إسرائيل. ويؤكد الناجون أنهم تعرضوا للسجن ودفعوا الرشاوى والفِدَى لإطلاق سراحهم في رواندا.

ورصد التقرير ما تواتر عن اتفاق أبرمته إسرائيل مع رواندا يقضي بأن تدفع الأولى للثانية مبلغ 5 آلاف دولار مقابل كل أفريقي طالب للجوء تُرّحله “طوعًا” إليها؛ على أن تواصل إسرائيل أيضا دفع مبلغ 500ر3 دولار لكل طالب لجوء يوافق على مغادرتها فضلا توفير تذكرة طيران مجانية له.

ويؤكد التقرير أن هؤلاء الطالبين للجوء لا يحصلون على ضمانات بالحصول على ملاذ آمن، وأن إسرائيل إنما تدفع بهم عبر هذا الترحيل “الطوعي” إلى الموت.

ويقول باحثون مستقلون في شئون الهجرة واللاجئين، قاموا بجمع شهادات حول طالبي اللجوء في أوروبا: “نحن لا نعرف كيف نحدد عدد اللاجئين القادمين من إسرائيل إلى أوروبا في هذه المرحلة، لكنها ظاهرة.. كما أن علينا أن نتذكر أيضا أنه لا يوجد توثيق لهؤلاء الذين غادروا إسرائيل وماتوا في طريقهم أو هؤلاء الذين لا يزالون مسجونين في معسكرات قائمة على طول الطريق.”

ويؤكد الباحثون معاناة هؤلاء الطالبين للجوء في رواندا إلى حدّ أنهم لو تخيّروا بين البقاء سجناء في إسرائيل أو ترحيلهم “طوعًا” إلى رواندا، فسوف يختارون البقاء في إسرائيل.

وشهدت السنوات الماضية، احتجاز كل المهاجرين الذين كانوا يحاولون دخول اسرائيل في سجون في صحراء النقب.

إنقاذ المهاجرين على زورق من قبل طاقم المنظمات غير الحكومية من السفينة فوس هيستيا في البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة ساحل ليبيا، 17 يونيو 2017.صورة ل(رويترز)

ونوه التقرير عن أن إحدى أهم المحطات التي يمر بها هؤلاء الطالبين للجوء هي ليبيا حيث يتمركز تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقول الناجون عنه: “إذا كنت محظوظا فستتمكن من الإفلات من مسلحي تنظيم الدولة، أما إذا لم تكن محظوظا فسيذبحونك.”

وأعلنت الحكومة الاسرائيلية في 30 يونيو الماضي أن ثمة 38043 مهاجرًا أفريقيًا في البلاد بينهم أكثر من 27 ألفا من إريتريا و7869 مهاجرًا من السودان، بينما قدم الباقون من دول أفريقية غير محددة.

وكانت حكومة إسرائيل قد أبرمت صفقة مع رواندا، فيما عُرف باسم “برنامج الترحيل الطوعي إلى رواندا”، تدفع بموجبها حكومة إسرائيل مبلغ 5 آلاف دولار لكل طالب لجوء أفريقي يُرحّل إلى الأراضي الرواندية.

مقالات ذات صلة