تقارير

تقرير: البشير يبرم صفقة أسلحة مع روسيا بقيمة مليار دولار

أوريغون : صوت الهامش

كشفت صحيفة “إزفيستيا” الروسية عن أن إجمالي تكلفة صفقة الطائرات المقاتلة الروسية الصُنع التي تسلم السودان الدفعة الأولى منها مؤخرا، بلغت قيمتها مليار دولار أمريكي.

وبحسب تقرير نشره موقع (أوراسيا ريفيو)، فإن عدد تلك الطائرات التي من طراز (سوخوي-35) غير معلوم، لكنها تعتبر بمثابة العمود الفقري للتفوق لسلاح الجو الروسي؛ وقد وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية مشابهة مع روسيا في وقت سابق من العام الجاري للحصول على نفس الطراز من المقاتلات.

ونبه التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، إلى أن السودان أصبح أول دولة عربية تضم إلى ترسانتها الجيل الرابع من تلك الطائرات.

وكان نائب قائد سلاح الجو السوداني، صلاح الدين عبد الخالق سعيد، أعلن عن الصفقة في مارس الماضي؛ مؤكدا لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء أن هذه الصفقة ستسهم في تعزيز دفاعات السودان وتوفر له الحماية من أي تهديد.

وأفاد التقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده تقديم مساعدة عسكرية أثناء مشاورات دبلوماسية أجراها مع الرئيس عمر البشير في اللقاء الذي جمع بينهما مؤخرا في الـ 23 من نوفمبر المنصرم بـمنتجع سوتشي على البحر الأسود.

ونوه الموقع عن أن البشير مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامه باقتراف إبادة جماعية وارتكاب جرائم حرب إبان صراع دارفور، فيما ينكر البشير من جانبه تلك الاتهامات ويستمر في السفر إلى مختلف الدول مفلتًا من العقاب رغم كونه مطلوبا من محكمة لاهاي.

 

وبينما يتبادل الرئيسان وجهات النظر حول تطور العلاقات بين بلديهما وغيرها من قضايا دولية تضمنت الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – إذا بالبشير يتقدم بطلب رسمي للحصول على أسلحة روسية للحماية مما وصفه بـ “الأعمال العدوانية الأمريكية”.

 

ونقل التقرير قول البشير: “إننا بالأساس نعارض التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية للدول العربية، ولا سيما التدخل الأمريكي في العراق. ونحن نعتقد أن المشاكل التي تواجهها المنطقة الآن هي بسبب تدّخل الولايات المتحدة.”

 

وأضاف البشير: “ونحن نعتقد إذ ذاك أن الوضع الذي آلت إليه بلادنا (المنطبق على دارفور وجنوب السودان) يعود إلى نفس الأسباب المتمثلة في السياسة الأمريكية. ونتيجة لتلك السياسة فقد انقسمت دولتنا إلى جزأين مما جعل الموقف السيئ يتردى إلى أسوأ؛ وعليه فإننا نحتاج حماية ضد الأفعال العدوانية الأمريكية.”

وقد انتقدت منظمة العفو الدولية، روسيا على خرق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة حول دارفور؛ وقد باعت روسيا للسودان أسلحة من قبيل مروحيات “مي-24” وطائرات “أنتونوف-26”.

وقد تواترت تقارير عن استخدام تلك الأسلحة في قتل المدنيين في دارفور إبان الصراع الذي اندلع في الإقليم عام 2003 والذي شن فيه البشير حربا شعواء على أقليات عرقية ثارت ضده.

وقدّرت الأمم المتحدة أعداد القتلى بـ 300 ألف إنسان وأعداد المشردين بـ 5ر2 مليون جراء هذا الصراع.

ويزعم مسؤولون سودانيون بينهم البشير أن الصراع قد انتهى الآن، لكن واقع الأمر أن المنطقة لا تزال تشهد تجددا في الاقتتال بين العديد من المجموعات العرقية والقبَلية.

وأفاد التقرير بأن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والسودان مستمرة في التطور لكن إجمالي حجمها في الوقت الراهن لا يزال متواضعًا وأحادي الجانب. وقد سجل العام الماضي ارتفاعا في النمو بلغت نسبته 66 بالمائة وأكثر من 80 بالمائة في الـ 9 أشهر الأولى من العام الجاري 2017.

ولفت التقرير إلى أن السودان مستورد رئيسي للحبوب الروسية؛ وتسعى روسيا خلال العام الجاري إلى زيادة صادراتها من الحبوب بمقدار مليون طن.

على الجانب الآخر، تسعى السودان لأول مرة إلى تصدير خضروات وفاكهة إلى السوق الروسية.

إلى ذلك، تخطط روسيا للتعاون في قطاع الطاقة، بما في ذلك التنقيب الجيولوجي وإنتاج وتبادل الموارد؛ وتحظى قطاعات كالهيدروكربونات وصناعة الطاقة وتطوير صناعة الطاقة النووية في الأغراض المدنية – تحظى بفرص جيدة.

إضافة إلى ذلك، تولي الشركات الروسية اهتمامًا خاصًا بالجيولوجيا والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وبإنشاء محطات نووية وكذلك بالزراعة والسكك الحديدية.
ورصد التقرير، عرضًا تقدم به الرئيس البشير بمساعدة روسيا في أفريقيا؛ حيث قال إن “السودان له روابط ممتدة في أفريقيا وبإمكانه أن يساعد روسيا في تنمية العلاقات مع دول أفريقية”.

وأبان “يمكن للسودان أن يكون بمثابة مفتاح روسيا إلى أفريقيا. نحن عضو في الاتحاد الأفريقي. لدينا علاقات كبرى مع كافة الأمم الأفريقية ونحن مستعدون لتقديم المساعدة على هذا الصعيد. كما أننا مهتمون بتنمية العلاقات مع دول مجموعة بريكس.”

وتشير تقارير حديثة عن تخصيص حكومة السودان نسبة 76% من الميزانية الوطنية للإنفاق على الدفاع والشرطة والأمن، مقابل نسبة 8% مخصصة لقطاعات الزراعة والتصنيع والصحة والتعليم مجتمعة.

مقالات ذات صلة