مقالات وآراء

تساقط أوراق الجلابة وراء تقرير المصير لجبال النوبة والنيل الازرق (3-3 )

مادوجي كمودو برشم ( سيف برشم )

Seifbarsham2000@yahoo.fr

بوسطن

Tuesday, January 23, 2018

History one line of thought goes is only written by the Winners .

كتب الجلابة كما لم يكتبوا من قبل عن هذه الحركة التصحيحية وإعتمادها حق تقرير المصير في مقابل هيكلة الدولة السودانية التي قامت علي تشوهات تاريخية متلازمة مع الاضطهاد والأقصاء والكبت علي كل الشعوب السودانية بل زادت علي ذلك سياسة القتل والإبادة والتهجير لكي تبقي هذه الدولة في قبضة فئة قليلة مهيمنة علي كل شئ وتستجير بالدين الذي يحمله الشواذ والسواقط لكي تستمر في بقائها . لقد تباروا فيما بينهم بل بين احزابهم المختلفة وطوائفهم في تصوير مواقفهم إلا ان الشئ الوحيد الذي اتفقوا عليه هو أن الحركة الشعبية اصبحت حركة عنصرية , وإنها إنقسمت علي نفسها وأن الذي تم كان أنقلاباُ من الحلو ضد قيادة المتحالفين (عقارمان) ,وأن تقرير المصير ليس له ما يبرره وأن تجربة إنفصال جنوب السودان خير شاهد . فالذين كتبوا لم يثيروا ما هي الاسباب التي تدعو الشعوب السودانية إلي المطالبة بتقرير مصيرها وما هي الاشكالات الجوهرية والتشوهات العميقة والترسبات المتجددة في بنية الدولة السودانية التي أوصلتها إلي هذا الدرك السحيق ,فإنهم يثيرون مواضيع وهمية وإستغفالية وسطحية للتخدير أما كل ما يثير او ينادي بتغيير بنية وهيكلية الدولة السودانية يجد الصمت والسكوت لأنها قضايا تلامس مصالحهم وبقائهم في السلطة واستحواذهم علي الثروة إذا كانوا في الحكومة أو المعارضة كما يزعمون وإذا زادت الضغوط علي المعارضة تنبري وتقول إنها تعمل علي تعرية النظام فكل الأنظمة التي مرت علي السودان هم أساسه وفي المعارضة هم يقررون وفي نفس الوقت يتماهون مع الحكومة إذا كانت هنالك قضية لا تصب في مصالحهم وهناك من يكتب وقد وصل أرذل العمر وما زال يكتب بفهم وعقلية ( جدودنا زمان وصونا علي الوطن ) . والوطن الأن يباع ويشتري ويحتل ويغتصب وهم صامتون لا يحركون بل يقولون بانهم يعملون علي تعرية النظام فهؤلاء لا وطن لهم بل وطنهم هو المال المسروق الذي به يمكن الهروب إلي أرض أخري بعد أن قنعوا بأن هذا السودان المتبقي لا رجاء فيه , جراء التخريب المتعمد لكل مؤسساته ومرافقه الحيوية التي تركها المستعمر لهم لكي يديروها بعقلية المواطنة والوطني الغيور علي وطنه لكن لأنهم لا يعرفون من هم بل من أين أتوا لذلك لم تكن لهم أبسط مقومات الوطنية الحقة في سبيل تعمير الأرض ومن عليها ,لقد أصبحت تجربة السودان والحكم الاسلامي المدمر منهج دراسي لبعض الدول التي تعلم أبنائها أسس المواطنة والتعايش والحقوق لكي لا تقع في تجربة الحكم الديني الذي أنتهي مع نهاية صكوك الغفران في القرن الخامس . عندما كتب السنغالي محمد صالح سيدو عثمان تال (( حذاري من غفلة يداهمنا نموذج السودان ونحن نيام !!!! الخوف كل الخوف من كارثة إصطفاف يجمع ثالوث: الكاهن ,ونصف المثقف وصعلوك المجتمع وهم يتسربلون لبوس الدين ويتسلحون بوعي خرب )) . فالذي يكتب ويتماهي مع كل الأنظمة التي مرت علي السودان من دون تغيير في المفاهيم القديمة فهو إذا مشارك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أرسال الرسائل السالبة للتغيير وفي تعميق مفهوم الغلبة علي سيطرة الجلابة للسلطة والثروة ,عندما يكتب محجوب محمد صالح الذي عاصر كل الأنظمة في السودان وهو يكتب منذ خروج الأنجليز ولم يطرأ تغيير في جوهر الدولة السودانية ويحصد الجوائز المزيفة علي كتابته في تعرية الأنظمة التي مرت علي السودان ,ما هي المحصلة النهائية من تعرية الأنظمة كما يقولون إنه الضحك علي البسطاء فهو والصادق المهدي وجهين لعملة واحدة .كتب ذلك التسعيني من عمره مقالاُ أشبه ببيان لرد الجميل وحفظ ماء الوجه بتاريخ 17 نوفمبر 2017 بعنوان انقسام الحركة الشعبية ومفاوضات السلام

((القيادة الجديدة للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال (التي أطاحت بالقيادة القديمة برئاسة مالك عقار، واستولت على الحركة) أبلغت الحكومة الفرنسية في رسالة مكتوبة أنها بصدد التفكر مع القوى الوطنية السودانية توطئة لاستئناف التفاوض، بحثاً عن حل توافقي يعالج جذور الأزمة السودانية، التي أفرزت حروباً أهلية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة لدارفور –
وقد حرصت الرسالة أن تصور الأحداث التي وقعت في الحركة مؤخراً بأنها مجرد (إجراءات ديمقراطية)، قادت إلى اختيار قيادة جديدة وبنفس القدر أشارت الرسالة إلى مطلبها بتقرير المصير، وكأنما هو موضوع وارد أصلاً في أجندة التفاوض،
والواقع أن كلا الأمرين: الانقسام الذي حدث في الحركة وإثارة قضية تقرير المصير هما من المستجدات التي ينبغي حسمها، حتى يفسح الطريق أمام أي مفاوضات تعالج جذور الأزمة السودانية بصورة جادة.

لا بد من الاعتراف بأن ما حدث داخل الحركة هو انقسام نتج عنه وجود فصيلين، يدعيان تمثيل الولايتين، ولا بأس في ذلك، ولا ضرر في الاعتراف بهذا الأمر الواقع، لكن ينبغي أن تحاول في إطار هذا الاعتراف أن تسعى لأن يكون لديهما (موقف تفاوضي واحد)، وما دامت هذه القيادة تنوي إجراء محادثات مع القوى السياسية، فليكن دور القوى السياسية الوطنية هو بذل الجهد لتوحيد الموقف التفاوضي للفصيلين إذا أردنا للمفاوضات أن تحدث اختراقاً في قضية السلام ومعالجة جذور الأزمة الوطنية.
إن تقرير المصير حق فقط لجنوب السودان بحدود 1956، وأن جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان جزء من شمال السودان الموحد، ولا يتمتعون بحق تقرير المصير، وكانوا كلهم في القيادة التي اعتمدت هذا القرار وتصرفت على أساسه وقبلت ببروتوكول الولايتين الوارد في اتفاقية السلام الشامل، وقبلت أن تمارس تقرير المصير الداخلي عبر المشورة الشعبية التي يمكنها أن تحدد السلطات التي ترى أن تتمتع بها الولايتان داخل السودان الشمالي الواحد، وأي مفاوضات قادمة ستكون مرجعيتها هي اتفاقية السلام الشامل وبروتوكول الولايتين والمشورة الشعبية، ولو انخرطت قيادة الحركة الشعبية الجديدة في محادثات مع قوى المعارضة لوجدت إجماعاً بينها على هذا الموقف.
ما دامت الحركة الجديدة عازمة على الانخراط في مفاوضات مع القوى السياسية السودانية، فستحسن صنعاً لو وضعت كلا هذين الأمرين: توحيد الموقف التفاوضي ومبدأ تقرير المصير على رأس قمة أجندة محادثاتها مع القوى السياسية ،حتى لا تنفرد بموقف لا تجد له دعماً من أي جهة،
ولهم في الأزمات التي يعيشها جنوب السودان الآن درس وعبرة !!))

من قراءة البيان أعلاه أنتهت كل الأساطير التي تدعي بالنخبة وأنها كلها قد كشفت عن وجهها القبيح ونواياها المدفونة إلي أن أوصلت هذا السودان إلي وضعه الراهن وهذه كانت من ثمرات الثورة التصحيحية التي عرت هؤلاء أو بالأحرى قد عروا أنفسهم وهم لا يشعرون أو يشعرون لانهم قد أكلوا أموال الثوار والنساء والأطفال والعجزة وجاء دورهم للدفاع عن المتحالفين ( عقرمان ), لتأسيس رؤية مزورة بأن هنالك حركة شعبية جناح المعزولين ولأنها أصلاُ لم يكن لها وجود فقد قفز منها أو تركها بعض الرفاق الذين لم يدركوا حقيقة هؤلاء الذين يسعون الأن للحاق ببقية الجيفة الباقية في الخرطوم ويريدون أن يمتطوا هؤلاء الرفقاء معهم لزوم تكبير الكوم وزيادة النخاسة .وأخيرأ قطعت الوساطة الافريقية قول كل مرتزق ومتأمر وسفيه بقولها أنها تتفاوض مع الحركة الشعبية علي الأرض وليس الحركة الشعبية الأسفيرية التي بدأت في المناطحة والمناكفة في سبيل دعوتها للمفاوضات علي قول هامانها في أحدي تجلياته التي يستجدي فيها الوساطة الافريقية .

وسرد أخير لكتابة السنغالي والتي يعبر فيها (( عندما يتم خطف عقائد المؤمنين وفي غفلة من الزمن ويتم تحويلها بواسطة هذه الشرذمة الرجرجة والدهماء إلي دروع واقية لتظل ترياقاُ لحماية سلطة الكهنوت وتوسيع بطش البوليس الأمني كل ذلك لغرض صيانة الجاه الحرام التي يتم تكديسه عن طريق النهب المنظم بتوظيف العقيدة المقدسة كوسيلة للفساد المالي والافساد الاخلاقي وجمع الثروة وممارسة الطغيان والاستبداد ونشر الخوف وبث الرعب في النفوس وقهر الضعفاء عندما يتم هذا الأختطاف لا يمكن أن نتوقع غير حالة خراب الأرض ……دياراُ ونسلاُ وحرثاُ كما هو ما يجري الأن في السودان ……؟؟؟؟؟ .

وأخيرأ يتباري الجلابة والنخبة السودانية كما يدعون في أن الحركة الشعبية انقسمت وأًصبحت عنصرية وأن تقرير المصير وحده لجنوب السودان .ونريد أن نسألهم من أنتم لتقرروا في ذلك .وفي الختام وقعت عيني علي أستبيان مطروح من قبل مكتب الحركة الشعبية ببلجيكا حول كلمة جلابة هل هي :

1 – مصطلح سياسي

2 – مصطلح جهوي

3 – مصطلح عنصري

لا أعرف مدي صحة هذا الاستبيان من عدمه لكن بحكم أني عشت فترة في غرب أفريقيا فهذا المصطلح يطلق للشخص الذي لا اصل له ليست له جذور وهوية معروفة ومحددة .فالذي لا يعرف له أصل يطلق عليه جلابي .وقد اصطدمت بمواقف وقصص كثيرة سوف نأتي لوقتها .

Words can`t hurts the body ,but it can hurt hearts .

مقالات ذات صلة