سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول ما يقرب من 20 ألف لاجئ سوداني إلى شرق تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في ظل تصاعد العنف في إقليم دارفور، خصوصاً في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها.
وشهد معبر “تيني” في ولاية وادي فيرا أكبر موجة تدفق، حيث وصل نحو 6,000 شخص في يومين فقط. وفي الفترة ما بين 21 أبريل و6 مايو، تم إحصاء أكثر من 14 ألف لاجئ في وادي فيرا، و5,300 آخرين في ولاية إنيدي الشرقية.
ويفر اللاجئون من هجمات شرسة شنتها جماعات مسلحة على مخيمات النزوح، بما في ذلك زمزم وأبو شوك، حيث أبلغ العديد منهم عن انتهاكات جسيمة مثل القتل، والعنف الجنسي، والنهب، وحرق المنازل. وذكر بعضهم أن أكثر من 10,000 شخص لا يزالون في الطريق إلى الحدود، وسط أوضاع إنسانية مأساوية.
وأشارت تقارير الحماية الأولية التي أجرتها المفوضية وشركاؤها إلى أن 76% من الوافدين الجدد تعرضوا لحوادث عنف أو استغلال. كما تم تحديد 752 طفلاً معرضًا للخطر، و22 مصابًا، إلى جانب نساء حوامل ومرضعات ومسنين في حاجة ماسة للدعم.
ورغم الجهود المحلية في الاستجابة للأزمة، فإن طاقة الاستيعاب في تشاد أصبحت منهكة، حيث تستضيف البلاد بالفعل أكثر من 1.3 مليون لاجئ، من بينهم ما يقرب من 800 ألف سوداني منذ بدء النزاع.
وتواصل المفوضية نقل اللاجئين إلى مواقع أكثر أماناً، مثل موقع “إيريديمي” في وادي فيرا، حيث تم نقل ما يقارب 1,850 شخصًا عبر ثمانية قوافل إغاثية منذ 23 أبريل. ومع ذلك، فإن حجم الاحتياجات يفوق الموارد المتاحة بشكل كبير.
ودعت المفوضية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وزيادة الدعم، حيث تم تمويل 20% فقط من نداء الاستجابة الإنسانية البالغ 409 ملايين دولار لعام 2025.
