ايليا كوكو
الشارع السوداني يعيش في حالة صدمة و خيبة أمل كبير بعد مرور اربعة شهر لحكومة دولة الرئيس عبدالله حمدوك .. كما لو ان ثورة الشعب السوداني قد أختطف و سرق او وأد و قتل في مهده .. او كما لو ان دماء و أرواح الثوار الشهداء أريقت وأزهقت هدراً دون ان تصل الثورة الي غاياتها المنشودة . و كل الشواهد و الدلائل تشير الي عكس ما قامت الثورة لأجله . الازمة الاقتصادية تراوح مكانها بل تتجه يوماً بعد يوم من السيئ الي الاسوا . صفوف الخبز تزداد في كل صباح جديد و عيشة الرغيف فقد شكله ووزنه و نوعه و طعمه والادهي الامر ازداد سعره .
قال لي احد اصحاب المخابز في الابيض انحنا زاتنا خجلنا و حار بينا الدليل و ما قادرين نصغر حجم العيشه تاني قدر شنو . الدقيق المدعوم و ما ادراك بالدقيق المدعوم يستولي عليه اصحاب الافران ليصنعوا به الخبز التجاري الذي يباع علي عينك يا تاجر بجنيهين ونص كان عاجبك اشتري . صفوف الوقود عادت كأنك يا زيد ما غزيت ..
فوضي عامة في الاسعار في الابيض تعريفة المواصلات تقفز الي 10 جنيه. الرغيفه ب جنيهن و نص و تلاته جنيهات .فاقدم اصحاب الامجادات اليرفع التعريفة من خمسه جنيه الي 10 جنيه بعد ان رفضت المالية و المحلية زيادة التعريفة . مما أثار نوع من البلبلة مناقشات و جدال بين المواطنين و اصحاب المركبات . لأصحاب المركبات مبرراتهم بارتفاع اسعار الاسبيرات و كل السلع الاخري و عدم وجود جهات مسئولة في الدولة . حكومة الولاية تقف فراجة ازاء الفوضي العامة السائدة التي تحدث في الولاية فلا رقيب و لا حسيب و الكل يفعل ما يريد . الوالي العسكري في غياب كامل و سبات عميق !!!! اين الوالي ؟ أين حكومة الولاية ؟ و أين لجان المقاومة ؟؟؟؟
انفلات شبه كامل لزمام الامن في كل ربوع السودان و بشكل مريع مخيف مقلق . بات المهدد الامني قلق يأرق كل المضاجع صارالفرد لا يأمن حياته ولا حياة اسرته في الشارع في المنزل . فلا سكان معسكرات النازحين بأمن كما في دارفور و لا سكان المدن بأمنين كما يحدث في شرق السودان في كسلا و القضارف و بورتسودان . و احدث الخرطوم عاصمة السودان ليست ببعيدة عن الاذهان سوبا كافوري و الحاج يوسف الشقلهة اسمها السوداني .. و الفوضي الخلاقة او العارمة ان شئت يضرب بأضنابة كل أركان السودان و زواياه الوطن الحبيب السودان ولا حياة لمن تنادي .
الكل يتحدث عن فشل برنامج حكومة الفترة الانتقالية .. لا بل يتحدثون بصوت عالي بعدم وجود حكومة و دولة او هيكل لدول اسمها السودان في العهد البائد حتي الان .
و يكاد كل أمال و احلام الشعب السوداني و ثورته المجيدة ان يذهب ادارج الرياح …
يعاني كل ولايات السودان هذه الأزمات متلاحق في كل مناحي الحياة اليومية … من أزمات في الحصول علي الخبز و الوقود الي الأزمات في الامن الطمئنينة و الامان .
يعد الاخفاق والفشل في تعيين ولاة الولايات المدنيين طيلة الماضة اكبر فشل و اخفاق يحسب علي حكومة الفترة الانتقالية في مجلسيالسيادة ومجلس الوزراء مهما كانت المبررات و المبررات اياً كانت نوعها . كما ان الوثيقة الدستورية صاحبتها كثير من النواقص و الالغام و المتاريس و العقدة التي صعب معها التقدم الي الامام لكلا المجلسين .
و لتدارك الموقف لا بد من الاسراع بتعين الولاة المدنيين فوراً للأضطلاع بمهامها و مسئولياتهم تجاه مواطنيهم .
فقد ابدي الولاة العسكريين مبكراً زهذهم و عدم رغبتهم او نيتهم في الاستمرار في هذه المناصب بل تقدموا باستقالاتهم … فما المبرر في التمسك بهم و هم زاهدين غير راغبين و لا مستعدين لأي عمل وواجب تجاه المواطن …و الي متي سيظل الموطن المغلوب علي أمره ضحية للعب السياسي الغير رشيد ؟؟؟