الأخبار

بلومبيرغ : التدهور في النسيج الإجتماعي في السودان يؤدي إلي عدم الاستقرار في المنطقة

الخرطوم ــ صوت الهامش

حذر تقرير لوكالة بلومبيرغ، من تزايد التدهور في النسيج الإجتماعي في السودان، وأن يؤدي إلى عدم الإستقرار في المنطقة المضطربة.

حول محاكمات الردة والزنة التي تجري في البلاد، حذر التقرير من عودة السودان إلى أيام الظلام، حيث تتزايد المؤشرات على أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، يقلب المكاسب الديمقراطية لانتفاضة 2019 التي يصفها الناشطون بأنها ثورة مضادة شاملة.

 

أشار إلى اقتحم ضباط مسلحون كنيسة، حيث كان المصلين في عمق الصلاة، تم إقتياد أربعة رجال تحولوا إلى المسيحية من الإسلام إلى مركز شرطة محلي، جميعهم متهمون بالردة، والتي يمكن أن تؤدي إلى عقوبة الإعدام.

وأكد التقرير أن مثل هذا القمع، أصبح أكثر انتشاراً في السودان، البلد الذي كان من المفترض أن يترك وراءه سنوات من الحكم الإسلامي القاسي، وشهد هذا الصيف أيضاً قيام السلطات في ولاية جنوبية بفرض عقوبة الإعدام رجماً بتهمة الزنا وظهور قوة شرطة متشددة تعزز القوانين التي تحظر على النساء ارتداء البنطلون وتشن حملة قمع على تجار الكحول.

منوهاً أن إلى تلك الأحداث تمثل مؤشرات على أن الجيش الذي استولى على السلطة في أكتوبر، يتراجع عن المكاسب الديمقراطية لانتفاضة 2019 التي أطاحت بالديكتاتور عمر البشير بعد ثلاثة عقود، حيث قُتل ما لا يقل عن 100 ناشط مؤيد للديمقراطية وسجنت قوات الأمن عدداً أكبر، في الوقت الذي يشن فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حملة على معارضه.

وأضاف التقرير الذي نشرته وكالة بلومبيرغ، أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، يحاولون دون جدوى الضغط على الجيش ليحكم مع سياسيين مدنيين، وهي الصيغة التي عملت على إخراج البلاد من البرد بعد البشير.

وتابع مستدركاً ”لكن المسؤولين من حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الزعيم السابق يستعيدون مناصبهم الرئيسية فيما يقول النشطاء أنه ثورة مضادة شاملة.“

في غضون ذلك، ويؤكد التقرير على سيطر الجيش على نصيب الأسد من القطاعات الأكثر إنتاجية في الإقتصاد، بما في ذلك التكتلات الزراعية والبنوك وشركات استيراد الأدوية.

من جهتها، قالت مديرة الجمعية الوطنية للمراة السودانية أميمة أمين المرضي : ”لقد خلق الإنقلاب وضع لم تكن هناك ثورة قط.“

وشدد التقرير على محاكمات الردة والزنا، تعيد السودان إلى أيام الظلام، ويقول محمد هارون الطالب البالغ من العمر 22 عاماً وهو من بين الرجال الأربعة الذين قبض عليهم في بلدة زالنجي في يونيو أنه تم استجوابهم بشأن معتقداتهم.

وبعد الإفراج عنه بكفالة قال هارون أن قوات الأمن واصلت الضغط قال : ”إن الميليشيات والمسلحين حول المنزل يطلقون أحياناً بنادق في الهواء لإخافتنا“ ولم يرد المتحدث الرسمي باسم الشرطة الوطنية على المكالمات التي تطلب التعليق.

في حالة أخرى تم فيها استهداف أشخاص بسبب الدين، يشتبه في مقتل زعيم مسيحي وأطفاله الثلاثة في غرب دارفور في يوليو، وفقاً للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، وتدعو الجماعة السلطات السودانية إلى حماية جميع المواطنين، ووقف مضايقة المسيحيين وضمان احترام الحقوق الدينية وضمان حرية العبادة.

في الخرطوم، يؤكد التقرير الذي طالعته صوت الهامش، على أن وحدة شرطة تم تشكيلها حديثاً ومسؤولة عن ”الآداب العامة“ تعمل على تعزيز قوانين النظام العام التي تحظر على النساء ارتداء السراويل وبيع المشروبات الكحولية وتعاطيها.

وداهمت هذه القوات الشهر الماضي منزل حنان، وهي بائع كحول في حي الدم بالخرطوم وصادرت بضاعته وأخذت أمواله، قال: ”لقد عدنا إلى الأيام المظلمة لابتزاز الشرطة والضرب“، كما أفاد بائعان آخران للكحول بتعرضهما لمداهمة.

في غضون ذلك تصاعد العنف في ولايات السودان بين الجماعات القبلية وجذب القوات الحكومية، لا سيما في دارفور وولاية النيل الأزرق ومدين كسلا، حيث اندلعت الاشتباكات الشهر الماضي في إطار انهيار واسع النطاق للقانون والنظام أدى إلى تزايد الإنقسام بين الصفوف والجماعات المسلحة جماعات عراقية.

يشهد الإقتصاد السوداني حالة من الإنهيار، حيث انقطع عن مساعدات بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والبنك الدولي، ويواجه ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع الأساسية وتجارة خانقة، تجاوز معدل التضخم 125 في المئة، وأزمة الجوع تختمر في أجزاء من البلاد.

بعد الإطاحة بالبشير، حاولت الحكومة الإنتقالية الدخول في عهد جديد، وفصل الدين عن الدولة وإدخال إصلاحات شملت مراجعة المناهج الدراسية لإعادة دروس الفلسفة والمسرح والموسيقى.

كما قال التقرير إن المكاسب كانت الأكثر أهمية بالنسبة للنساء، اللواتي لعبن دوراً رئيسياً في الإحتجاجات الحاشدة التي أدت إلى سقوط البشير، تم حظر ختان الإناث ولم تعد النساء بحاجة إلى موافقة أزواجهن أو أولياء أمورهن للسفر مع أطفالهن، حصلت الأمة على أول رئيسة قضاة على الإطلاق.

وقالت فاطمة العباس، التي عملت مستشارة لرئيس الوزراء المؤقت عبد الله حمدوك، الآن ”تعود نفس الرواية التي استخدمها النظام الأخير ضد المرأة.“

ودللت بقضية مريم السيد تيراب البالغة من العمر 20 عاماً، المتهمة بالزنا وحكم عليها بالإعدام رجماً في ولاية النيل الأبيض في يوليو رغم أنها انفصلت بالفعل عن زوجها قبل أن تلتقي بشخص آخر.

تعيش تيراب مع عائلتها بينما تصدر المحكمة حكماً نهائياً، كما ينتظر الرجال المسيحيون الأربعة في زالنجي معرفة مصيرهم.

وبحسب أحد التقارير فإن الردة العام الماضي حكم عليها بالإعدام في حوالي عشر دول فقط بما في ذلك أفغانستان وإيران واليمن.

قال المحلل في مجموعة السودان للديمقراطية أولاً ومقرها الخرطوم عيد الله ديدان : ”لقد توقفت الإصلاحات التي اقترحتها الحكومة الإنتقالية، ”قوانين الشريعة ما زالت قيد التنفيذ.“

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة