احمد محمود كانم
28 يوليو 2020
لا أشك أن في هذه المجازر التي انطلقت تحصد عشرات الأرواح بصورة منتظمة وتجتاح المناطق قرية إثر أخري ؛ ما هي إلا امتداد لمشروع الإبادة الجماعية التي لم تتوقف منذ أكثر من عقد ونصف في قري دارفور بذات القادة والقواعد و السواعد والسلاح ، تحت ذرائع متعددة ، فتارة تغير تلك القوات علي قري آمنة فتعيث فيها سلبا وتقتيلا واغتصابا بحجة إنها تابعة لحركات متمردة ، وأحياناً أخرى بإسم النزاع القبلي ، و النزاع حول ملكية الأراضي .. وكلها مجرد وسائل للعزف علي دفوف مواصلة مشروع الإبادة الجماعية المخطط لها بإحكام .
* إن صمت الجهات المسؤولة عن تلك الفظائع التي تجاوزت حد العفوية واكتفاءها ببيانات تنديد واستنكار ؛ لأمر يدعوا إلي الحيرة والتكهن بمشاركتها في كل ما جري ويجري هناك ،
سيما وأن الفترة الزمنية بين حادثة فتا برنو وقريضة وحي الجبل الجنينة والبيضه ومستري لم تتجاوز العشرة أيام ، بل جاءت متواترة كحبات المطر ولم تتدخل الجهات المسؤولة إلا بعد توقف أزيز المدافع وقعقات الرصاص ، وهو ما يثير التساؤلات حول ما دور الحكومة وشركاءها إزاء ما يجري ؟!
* ألم تكن مليشيات الجنجويد التي تفعل تلك الافاعيل هي ذاتها قوات الدعم السريع التابعة للقوات المسلحة التي يدعي قادتها بأنهم شركاء في نجاح الثورة وحماتها ؟
وإذا لم يكن ذلك كذلك ، فما المانع من الحيلولة دون حدوث ما يحدث ؟
واذا كان من يقومون بذلك هم أعداء السلام من فلول النظام البائد ؛ فكم يتطلب منا الصبر علي أولئك المندسين والمتفلتين قبل أن تنزل عليهم هداية من الله أو عذاب من عنده ؟
وكم تحتاج فترة هدايتهم من الأرواح لتكون مهراً للحفاظ علي هذا السلام المنشود ؟
وما دور النشطاء السياسيين والإعلاميين والقانونيين والحركات المسلحة من ما يجري ؟
* ومع يقيني المؤكد أن مجزرة مستري التي خلفت 230 قتيل وجريح نهار السبت 25 يوليو الجاري لم تكن الأخيرة في ظل هذا التواطؤ الحكومي المريب .
يبرز السؤال الملح .. ما هي المحطة التالية التي سترسوا عليها إطارات متحركات المليشيات الغازية المدججة بسلاح الدولة ضد المواطنين العزل ، وهل سنواجهها أيضاً بالبكاء والصراخ الاسفيري !!!؟