مقالات وآراء

الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها

لاصوت يعلو على صوت البندقية لالتحكيم صوت العقل ولامجال للمنطق نعم للانجرار وراء العواطف السالبة وغريزة الانتقام والتلذذ بموت الابرياء والاستماع للاصوات النشاذ هذا هى السيمفونية التى يعزفها بعض من كنا نحسبهم رفاق الى الامس القريب والمؤسف حقا وفى خضم هذا الوضع الكئيب والمذرى ارتفعت اسهم تجار وسماسرة الحروب الذين يعيشون بيننا من ارزقية المؤتمر الوطنى واتباعهم من الكواكب السيارة او اشجار الزقوم التى تم زراعتها داخل بستان الحركة الشعبية النضير بخبث مغلف بالعناية الكاذبة بعد ان تم تسميد الارض الطاهرة بسماد الغدر والخيانة رغم انى لااميل كثيرا الى نظرية المؤامرة لكن ايمانى بالخبث السياسى الذى يمارسه اهلنا فى المعسكر المناوئ لنا والذين يتمنون فناءنا ونحن فى غفلة ساهون والذى لم نتحسب له وانشغالنا بالقضايا الانصرافية وبعض الشعارات الجوفاء التى لاتسمن ولاتغنى من جوع اضف الى ذلك الهيمنة المطلقة التى كان يتدثر بها مثلث برمودا الخطير والتىكان لها نصيب الاسد فى هذا الوضع المازوم. المتفحص للوضع الذى يسود ديار الحركة الشعبية (ش) بعد القطيعة الكبرى او الحرب اللعينة داحس والغبراء) التى تدور رحاها ونشهد فصولها على مسرح اقليم النيل الازرق بطولة الاخوة الاعداء والتى احدثت شرخ عميق لايمكن علاجة الا بالارادة الفولازية التى يتمتع بها الثوار الحقيقون (وليس ناس قريعتى راحت) . لااحبذ تصدير مشاكلنا الداخلية وتعليق اخطاؤنا على شماعة الاخرين لكن هناك بعض خفافيش الظلام الذين غرسوا بذور الشك والظنون وهذا ما يؤكد صدق حديثى واستنتاجى فخصومنا يعرفون كيف يصطادون فى المياة العكرة ويفرقون بين المرء وزوجه فتلك سيمائهم فى وجوههم من اثر النفاق والكذب من لدن امامهم وكبيرهم الذى علمهم السحر المدعو حسن الترابى مرورا بسيئ الخلق الرسول المزيف على عثمان طه الذى اسس لهذه الخصلة الرزيلة التى يخبر دروبها ويجيد فنونها فقد شرب من فرج الفتنة اللعينة حتى ارتوى وصدق شيخه عندما قال فيه(ليس هذا غريبا على من تربى بموز القرود ولحم الاسود) ومن بعد ذلك اورث هذه الخصلة السيئة الى بقية القوم من الجبهجية الذين عرفوا نقاط القوة فتجنبوها وخبروا نقاط الضعف فينا من جهل وامية طاغية وغرور نفخة كذابة وحب المال والنساء والعربات الفارهة عند بعضنا فاشعلوا النيران عن طريقها . كما زكرت فى مواقع كثيرة ان الاعصار او التسونامى المدمر الذى ضرب ديارنا ليس وليد لحظة او منتوجا انيا فقد كان نتاج لتراكم سؤ الادارة وادارة التنظيم واختزال السلطات فى ايدى الثلاثى الغير متفاهم الذى لم يتحسب للهمس الذى يصدر من بعض العالمين ببواطن الامور واصحاب الضمائر الحية الذين تهمهم مصلحة التنظيم او بالاحرى الثوار الحقيقون القابضون على جمر القضية ولكن هل يجدى الاذأن فى مالطا ومالطا غير مكترثة لما يدور حولها(قافلة دى بطينة ودى بعجينة) .ان هذا المأزق الخطير والوضع الآليم الذى وضعنا داخله قادتنا الافاضل بعد ان تفرقت بهم السبل وصار القتال هو الحل والرصاص هى الفيصل والاحتماء بالاثنية والقبيلة هو المعيار صرنا نندب حظنا العاثر الذى اوقعنا فى تلكم الحفرة التى لاقرار لها ولا فرارمنها نبدد طاقاتنا بحثا عن الحلول والاصلاح ورأب الصدع بدلا عن الانطلاق لبناء التنظيم والاستعداد للمنافسةالسياسية القادمة التى تتطلب المذيد من التمارين الشاقة .ان بعض الرفاق الذين يساقون الى المحرقة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى يؤججون النار ولايسعون الى ردم الهوة وهم لايعلمون بان قوة الحركة الشعبية (ش) فى وحدتها وتماسكها التى من خلالها نستطيع فرض ارادتنا وتنفيذ اجندتنا ومن ثم احداث التغيير الذى ظللنا نناضل ونكافح من اجله طيلة السنوات الماضية والتى قدمنا ارتالا من الرفاق مهر لهذه القضية اضافة الى معاناة وصبر الشعب السودانى الوفى طيلة تلكم السنوات فكيف يتثنى لنا بيع دمائهم رخيصة والتنكر لجميل صبرهم والضحيات التى قدموها من اجل المكاسب الدنيوية ام تلك هى الانانية فى اقبح معانيها .يتباهى بعض الرفاق باثنياتهم وقبائلهم ويغضون الطرف عن السودانية التى تضمنا جميعا بمختلف سحناتنا واثنياتنا ويعتقدون وقد جانبهم الصواب انهم ورثة الحركة الشعبية لتحرير السودان (ش) بعد استقلال دولة جنوب السودان وقد فات عليهم ان الحركة الشعبية(ش) تنظيم قومى شامل والرؤية ملك كل الثوار الذين ينشدون التغيير الى الافضل والافضلية لمن يعطى اكثر دون رياء او سمعة والذين يضربون بل ويعزفون علىى وتر الفراق والانشقاق الخطير اما ان يكون الجهل خليلهم او يعانون من مرض نفسى عضال يصعب علاجه او انهم انهم يعملون ضد المصلحة العامة(انما يأكل الذئب من الغنم القاصية) .ثقافة التخوين والاقصاء والاتهامات المتبادلة التى طفت الى السطح وبدت واضحة للعيان عبر وسائل التواصل الاجتماعى (حرب الفيسبوك)هذا الفضاء الاسفيرى الذى يضم الحادبين والمخلصين والكثير من الكائنات الضوئية التى تبث سمومها فى كل الاتجاهات دون اكتراث بالعواقب الانية والمستقبلية(على وعلى اعدائى) بالمعنى الاصح الحريق الكبير او دار( ابوك اذا خربت شيل ليك منها عود) .بعد مرور كل تلك الفترة العصيبة التى عانى فيها اهلنا فى مناطق النزاع لم يسعى الذين يسمون افسهم بالناس الكبار اوالقادة مع ان البون شاسع بين تلك الكلمة والافعال التى يمارسونها على ارض الواقع فلم نسمع بالمبادرات الايجابية او الطرق على ابواب السلام الحقيقى او المساعى الحثيثة للصلح بين الفرقاء واطفاء النار التى اوقدوا جذوتها نتيجة لاطماعهم التى لاحدود لها وكروشهم السياسية التى لا تمتلئ ابدا بل ادارة معارك التراشق والبيانات الجوفاء عبر ما يسمون بالحاشية او المقربين الذين يأكلون من فتات موائدهم (يضربو النقارة عصاة والحلة عياط) والتى تنم عن حب للذات وعدم الاكتراث لمأسى العجزة والاطفال والنساء والضعفاء والتى من المفترض ان تكون من اولويات المرحلة .ان ازمة القيادة التى يعانى منها السودان منذ مايسمى بفرية بالاستقلال وعدم التعامل مع هذا المشكل السهل والصعيب فى وقت واحد لهو اكبر دليل على فشل هؤلا القادة الذين لايعرفون الا حياكة المؤامرات ونقض العهود والمواثيق والقتل والتنكيل وذيادة معاناة السودانيين ولا استثنى منهم احد فكلهم فى الهم شرق والدليل هو عدم التأسيس لدولة المواطنة التى نبتغيها ونعمل من اجلها وخاصة بعد سرقة السلطة من قبل نظام الجبهة الاسلاموية الاقصائى فقد رسخ لسياسة الارض المحروقة دون وازع او ضمير اخلاقى وصدق استاذنا الاديب الطيب صالح عندما قال مقولته الشهيرة فى بواكير عهد الملتحين تجار الدين (من اين أتى هؤلا) .لن ينصلح الحال هذا الا اذا تسامى هؤلا الرفاق ومن بعد السودانيون جميعا فوق الجراح ووضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم الذاتية وتناسى الخلافات ومن ثم التوشح بالقومية اى السودانية التى تميزنا عن بقية شركاء الانسانية والبعد عن المناورات السياسية الفاشلة والتى لم تؤتى اكلها بل كان التشرزم والانشطار والتشظى وذهاب سكان جنوب السوان لحالهم فى استفتاء لم يسبق له مثيل من حيث النتيجة كناية عن اليأس من اصلاح الحال والبقية على الدرب سائرون(النيل الازرق .جنوب كردفان.جبال النوبة .دار فور. شرق السودان) فغدا سوف نفيق من سكرتنا السياسية ولا نجد رقعة جغرافى تسمى السودان على خارطة الكرة الارضية ولن نجد اجابة مقنعة عندما يسألنا ابناؤنا من الجيل القادم ويضعنا امام الامر الواقع ماذا نقول لهم علما بأن هذا نتاج ما عملته ايدينا وتصرفاتنا الصبيانية والتى لا ترقى الى مستوى المسئولية وسوف يحاكمنا التأريخ امام عدالة الارض وهو اعدل القضاة
مبارك جابر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock