لندن/صوت الهامش – 8 أكتوبر 2025م – صوت الهامش كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق موسع، أن مرتزقة من كولومبيا يشاركون في تدريب مقاتلين، بينهم أطفال، لصالح قوات الدعم السريع في السودان، مقابل مبالغ مالية مغرية، في واحدة من أكثر صور استغلال الصراعات بشاعة في إفريقيا.
وقالت الصحيفة إن مقاتلين كولومبيين سابقين، بينهم ضباط تلقوا تدريبات في الجيش الكولومبي، تم تجنيدهم عبر شركات أمنية خاصة في الخارج، مقابل رواتب تصل إلى نحو 2600 دولار شهرياً، قبل إرسالهم إلى السودان عبر وسطاء في دول بالشرق الأوسط.
وأوضح أحد المرتزقة، ويدعى “كارلوس”، أنه شارك في تدريب عشرات المقاتلين الشباب في مناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، مضيفاً أن بينهم أطفالاً صغاراً تم تزويدهم بأسلحة خفيفة ودُفعوا إلى الخطوط الأمامية “ليذهبوا ويُقتلوا”، على حد قوله.
ونشرت الغارديان صوراً ومقاطع مصورة قالت إنها تحققت من صحتها، تُظهر وجود مرتزقة كولومبيين في معسكرات قرب مدينة الفاشر ومناطق أخرى بدارفور، إلى جانب مشاهد لمقاتلين أحداث أثناء تلقيهم تدريبات ميدانية على استخدام بنادق هجومية وصواريخ قصيرة المدى.
وأشار التقرير إلى أن ظاهرة تجنيد المقاتلين الكولومبيين ليست جديدة، إذ شارك بعضهم سابقاً في نزاعات باليمن وليبيا وأفريقيا الوسطى، غير أن ما يحدث في السودان يمثل “تحولاً خطيراً” لكونه يتضمن تدريب أطفال في حرب أهلية تتسم بانتهاكات واسعة النطاق.
وربط التحقيق بين نشاط المرتزقة وشبكات تجنيد تعمل من الإمارات، حيث قال مقاتلون سابقون إنهم حصلوا على عقود التشغيل عبر وسطاء هناك، فيما نفت السلطات الإماراتية أي علاقة لها بتلك العمليات أو دعم أي طرف في النزاع السوداني.
وحذر خبراء حقوق الإنسان الذين استند إليهم التقرير من أن استخدام المرتزقة الأجانب وتجنيد الأطفال يُعد من أخطر انتهاكات القانون الدولي الإنساني، مطالبين بتحقيق مستقل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحديد الجهات التي تمول وتنظم هذه الشبكات.
ويأتي هذا التحقيق في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وسط تقارير أممية عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، فيما تتواصل الدعوات الدولية لوقف القتال ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
