مقالات وآراء

العقل الباطن؛ الإرهاب غاية الغرب والوسيله التي تمكنه من السيطرة المطلقة على الكون وفرض قيمه..

إبراهيم إسماعيل إبراهيم شرف الدين

ما زالت الولايات المتحدة الأميركية تلاحق المتورطين وتطالب بإلحاح تعويض أسر الضحايا الذين سقطوا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١م، ولكن من يعوض الأفارقة الذين اختطفتهم في عهد الرق المشؤوم؟؟ ولماذا تطالب أميركا بالتعويضات لبضعة آلاف من الضحايا وتكتفي فقط بالاعتذار لملايين من الأفارقة فصلتهم مع سبق الاصرار والترصد عن ذويهم؟؟ ولماذا يسمح العالم لمثل هذه الجرائم أن تسقط بالتقادم وهي مازالت ماثلة امامنا طالما هناك الملايين من الأسر والافراد بافريقيا لهم أواصر تربطهم بذويهم في أميركا وهم لا يعلمون عنهم شيئا؟؟ من يتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لهذه المأساة والكارثة الإنسانية المستمرة منذ قرون؟؟

تتخوف الولايات المتحدة الأميركية من أن تمتلك غيرها أسلحة نووية ليس فقط حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين كما تزعم بل خوفا من أي منافس له على مرتبتها كقوة عسكرية واقتصادية وثقافية عظمى مهيمنة على العالم ولذلك تلجأ إلى استخدام البطش لتحطيم أي بلد لا يدور في فلكها السياسي والايدلوجي يسعى لامتلاك أسلحة غير تقليدية؛ وفيما تعترض اسرائيل على تفتيش برنامجها النووي تحتفظ معظم دول أوروبية وغيرها حليفة للولايات المتحدة الأميركية بترسانتها النووية ولكن تستخدم الولايات المتحدة مخالبها في أروقة الأمم المتحدة لتهديد إيران وكوريا الشمالية للحيلولة دون حصولها على أسلحة الدمار الشامل!!؟؟

وتفرض الولايات المتحدة الأمريكية حظرا اقتصاديا على إيران منذ سنوات لعدم سماحها للمفتشين التابعين لوكالة الطاقة الذرية لمراقبة برنامجها النووية التي تقول إنها بصدد استخدامها لأغراض مدنية فيما تغض أميركا الطرف عن رفض إسرائيل تفتيش مفاعلاتها النووية، كما هدد ترمب بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي ابرمه سلفه الديمقراطي براك أوباما مع إيران من جانب وأوروبا واميركا من جانب آخر قبيل إنتهاء ولايته مالم يسمح الأخير بمراجعة وتفتيش جميع المنشآت النووية الأمر الذي ترفضه إيران وتعتبرها انتهاكا لسيادتها. ولكن ما الذي يضمن عدم استخدام الولايات المتحدة الأميركية السلاح النووي في حال تعرضت مصالحها لأي تهديدات خارجية لاسيما وأنها ضربت اليابان بالاسلحة ذاتها في الحرب العالمية الثانية وفي ظل التصعيد بين بيونغيانغ وواشنطن والوضع الفوضوي في الشرق الأوسط وأفريقيا من المتوقع أن يشهد العالم حرب عالمية ثالثة.

وعاقبت أميركا الشعب العراقي الذي حرم من الغذاء والدواء بسبب الحظر الاقتصادي المفروض عليه بسبب إقدام صدام حسين على احتلال الكويت عام ١٩٩٠م ولكن حجج الولايات المتحدة التي سيقت لتبرير تغيير النظام في العراق كانت واهية وبالرغم من ثبوت عدم امتلاك الأخير أسلحة دمار شامل بشهادة كبير مفتشي الأسلحة الكيميائية هانس بليكس ورئيس وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي حينها أصرت الولايات المتحدة الأميركية غزو العراق متحدية قرارات الأمم المتحدة وكل الأعراف والقوانين الدولية ونتج عن ذلك إنزلاق المنطقة برمتها في فوضى عارمة كما تشاهدون اليوم. فمن تحاسب أميركا التي أصبحت فوق القانون؟؟

وتمتنع الولايات المتحدة الأميركية راعية حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم الإنضمام للمحكمة الجنائية الدولية بدواعي أن لها أجهزة قضائية مستقلة يمكنها القيام بذلك في حال ثبوت تورط أي من رعاياها في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية خارج أراضيها، فيما تلاحق الغرب رؤساء دول في العالم الثالث بذات التهم ترفض محاسبة مواطنيها المتورطين في الجرائم المزكورة آنفا حتى في محاكمها. كما اعتادت أميركا التهديد بسحب عضويتها من منظمات الأمم المتحدة أو وقف تمويلها لها مالم تدعم مواقفها وتتبنى قرارتها في المحافل الدولية بل أصبحت تفرض قيمها وتقاليدها التي تتعارض مع ثقافات الشعوب في بعض الدول الفقيرة وفي يوغندا التي تستضيف أكبر سفارة أميركية بشرق افريقيا هددت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته بن افريقيا البار براك أوباما بوقف تمويل الحكومة مالم يصادق البرلمان اليوغندي على مشروع قانون يسمح للمثليين بممارسة اللواط.

وتساوم الولايات المتحدة الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان والحريات المجوعين والفقراء في البلدان النامية الأكل باعتناق تقاليدها التي تتعارض وقيمهم وبينما قضايا مثل حقوق المثليين وغيرها من القضايا الانصرافية لا تشكل أولوية في دول مثل يوغندا ومعظم البلاد الإفريقية التي يرزح سكانها تحت وطأة الفقر المدقع والحروبات تجبرهم أميركا للقبول اكراها بسياستها التي تحافظ على مصالحها؛ ومازال نصف سكان غرب أفريقيا ولاسيما غانا حليفة الولايات المتحدة التي فتحت أبوابها على مصراعيها للمنظمات الدولية يعيشون تحت خط الفقر ويتضورون جوعا. وتقاعست منظمة الصحة العالمية عن دورها في كبح جماح وباء الايبولا المستشري في غرب أفريقيا والذي حصد أرواح آلاف الأشخاص لعدم توفر الامصال ولكن تمكن عمال إغاثة غربيين من التغلب على الفيروس القاتل الذي أصابهم أثناء مزاولة المهنة والشفاء منه تماما بعد نقلهم خارج القارة إلى مستشفيات أميركية وأوروبية.

مقالات ذات صلة