الأخبار

العفو الدولية: رضوان داؤود “سجين رأي” يتعين على السلطات السودانية الإفراج عنه فورا وبلا شروط

لندن : صوت الهامش

طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات السودانية بالإفراج الفوري وغير المشروط لـ رضوان داؤود؛ مؤكدة أنه معتقل لا لشيء إلا لممارسته السلمية حقه في حرية التعبير.
كما طالبت المنظمة، السلطات في السودان بالتحقيق الفوري والنزيه والمستقل والفعال في دعاوى تعرّض داوود للتعذيب، وضمان عدم تعرضه للمزيد منه أو لأي من أشكال سوء المعاملة الأخرى.
كما طالبت العفو الدولية، بالسماح لـ داوود بالتواصل مع عائلته ومع محامٍ يختاره هو وأيضا محكمة مستقل.
.
ونشرت منظمة العفو الدولية قول رضوان داؤود إنه تعرّض للتعذيب إبان احتجازه لدى جهاز الأمن والمخابرات السوداني بالخرطوم.
وفي تقرير، اطلعت عليه (صوت الهامش)، قالت المنظمة إن داؤود كشف عن دعواه عندما تم السماح لأول مرة لعائلته بزيارته في الـ 30 من ديسمبر المنصرم.
وتم اعتقال داؤود في الـ 6 من ديسمبر المنصرم ولمّا توجه إليه اتهامات لحد الآن؛ وقد حيل بينه وبين توكيل محام.
ونوهت المنظمة عن أن داؤود يحمل الجنسيتين الأمريكية والسودانية؛ وهو عضو وناشط سلمي في حزب المؤتمر السوداني المعارض.

وفي الـ 30 من ديسمبر المنصرم، وبينما تم السماح لعائلته بزيارته للمرة الأولى منذ اعتقاله، قال داؤود إنه قد تعرض للضرب المبرح أثناء احتجازه.

واعتقل جهاز الأمن والمخابرات رضوان داؤود البالغ من العمر 34 عاما في الـ 6 من ديسمبر 2017 من منطقة الجريف شمالي الخرطوم؛ ويقيم رضوان في ولاية أوريغون بالولايات المتحدة؛ وقد تم اعتقاله بينما كان في زيارة للسودان.

ويعتقد البعض أن اعتقال داؤود مرتبط بمقاطع فيديو نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجذب الانتباه إلى استخدام الشرطة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين في منطقة الجريف الشرقية؛ حيث كان هنالك توتر قائم بين الشرطة وأهل المنطقة بسبب نزاع على قطعة أرض.

وقال أحد الشهود العيان، إن عملاء تابعين لجهاز الأمن يرتدون ملابس مدنية اعتقلوا داؤود بعد زيارته للمنطقة لإظهار التضامن مع تظاهرات المجتمع المحلي احتجاجا على قيام الحكومة بنزع ملكيات أراض؛ وقد تم احتجاز داؤود في مكان غير معلوم، كما حيل بينه وبين التواصل مع محامٍ أو مع عائلته.

وبحسب العفو الدولية، فإن داؤود يقبع حاليا في مركز اعتقال تابع لجهاز الأمن والمخابرات السوداني بسجن كوبر ولما تُوجّه إليه أية اتهامات بعد؛ وقد تم حرمانه من الزيارات العائلية لمدة ثلاثة أسابيع من اعتقاله، فيما لم يتم السماح له بتوكيل محام حتى الآن.

وتقول مجموعات حقوقية محلية إن مسئولي جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني يحتجزون عددا غير معلوم من النشطاء؛ ومن بين المعتقلين المعروفين: نصر الدين مختار، وهو طالب دارفوري ناشط تم اعتقاله في الـ 22 من أغسطس، و8 طلاب دارفوريين تم اعتقالهم منتصف شهر سبتمبر بينما كانوا يحتجون على اعتقال جهاز الأمن لاثنين آخرين من زملائهم الطلاب.

وتعتبر العفو الدولية رضوان داؤود بمثابة سجين رأي تم احتجازه لا لشيء سوى لممارسته بشكل سلمي حقه في حرية التعبير.

ونوهت المنظمة الدولية عن أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اعتقال داوود الذي اعتقل من قبل في الـ 19 من يوليو 2012 إبان قيام السلطات السودانية بشن حملة اعتقالات تعسفية ضد عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء وأعضاء المعارضة وسط تظاهرات شعبية طالبت برحيل النظام وبالتغيير والعدالة والسلام.

وكان داؤود عضوا في جماعة طلابية تنادي بالديمقراطية اسمها “قرفنا ” تأسست عام 2009.
وفي حادث اعتقاله الأول ظل داؤود محتجزا لنحو 40 يوما ريثما واجه خمس اتهامات غير أن المحكمة برأته منها.

ونوهت المنظمة عن أن جهاز الأمن والمخابرات السوداني يحظى بصلاحيات موسعة فيما يتعلق بالاعتقالات بموجب قانون الأمن الوطني الصادر عام 2010، والذي يخوّل الجهاز حق اعتقال المشتبه بهم لمدة تصل إلى 4 أشهر ونصف دونما مراجعة قضائية.
وبحسب العفو الدولية، فإن جهاز الأمن والمخابرات يستخدم تلك الصلاحيات في إلقاء القبض العشوائي على الأفراد واحتجازهم حيث يتم تعرض الكثيرين منهم للتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة.
وبموجب ذات القانون، يتمتع أعضاء جهاز الأمن والمخابرات بحصانة من العقاب جزاء ما يقترفونه في خضم عملهم، ما أدى إلى ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب لديهم.

مقالات ذات صلة