مقالات وآراء

الشعب السوداني المغلوب على امره

مبارك جابر

السياسة الخارجية الامريكية ثابتة ولن تتغير الاحسب المصالح والظروف التى تقتضى ذلك كما انها لن تتأثر بذهاب باراك اوباما ومجئ دونالد ترامب او غيرهما فالولايات المتحدة الامريكية دولة مؤسسات ويحكمها دستور ثابت لايخضع للامزجة والاهواء الشخصية ولا مجال للعواطف وتتمتع بنظم ولوائح تحكم الجميع والكل سواسية امام القانون (مجلس الشيوخ مجلس النواب) اجهزة تشريعية وعدلية مستقلة وتعمل بمهنية وكفاءة عالية فهى ليست مملكة او ضيعة(يبرطع فيها الحملان كما يشاوؤن) او كالانظمة الديكتاتورية والديمقراطيات المزيفة التى يتحكم الحزب الحاكم او رأس النظام او نفر من فاقدى العقل والبصيرة او الذين يمارسون الخداع الفكرى فى مفاصل السلطة والثروة ورقاب الشعوب ومصادرة الحريات وتوزيع المال العام للاقرباء والمطبلاتية والهتيفة واهل الحظوة وناس شيلنى واشيلك(رقصنى ياقيقم) ويعيشون فسادا فى الارض والحصيف يعلم ان السياسة الامريكية تأتمر بأمر مراكز الدراسات الاستراتيجية التى ترسم لها الخطط المستقبلية والسياسة الخارجية ومبنية على المصالح التى تخدم الدولة(مصالحنا فوق مبادئنا اذا تعارضت المبادئ مع المصالح فعلى المبادئ السلام) فالذين نحروا الزبائح(ناس قريعتى راحت) وفرحوا ثم هللوا وكبروا لتنصيب الجمهورى دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة فى السباق الرئأسى2016 بعد فوزه على اليمقراطية هيلارى كلينتون كأنه المهدى المنتظر او المسيح عليه السلام الذى يخلص الناس من الضيم والظلم الذى استشرى فى الارض ويقضى على الدجال واتباعه من الطغاة والجبابرة ويشيع العدل بين الورى ويملاء الارض فرحا ووعدا وتمنى ومن ثم اسقاط نظام الخرطوم هذا النبت الشيطانى الذى ارتكب من الجرائم ما تنؤ عن حمله الجبال من قتل وتنكيل واغتصاب واستلاب للحريات بالضربة الفنية القاضية او انه ينحدر من يابوس او كادوقلى او الفاشر اوانه يحمل الهوية السودانية وهم لايعلمون بان (البكاء بحرروه اهله)(خيرا لك ان تمشى اعرج ولا تتكئ على اكتاف الاخرين) ان الاعتماد على ماما امريكا فى القيام بكل هذه المهام التى هى من صميم اختصاصنا انابة عن الشعب السودانى هو عشم ابليس فى الجنة اواحلام ظلوط فالشعب السودانى معلم الشعوب ومفجر الثورات وملهم البشرية وملقنها معانى النضال والتضحية فى سبيل القضايا التحررية هاهو الان يشعل نار التحرير التى خمدت فترة من الزمن ويزلزل الارض تحت اقدام الكيزان الذين اصبحوا يرتجفون ويرتعبون داخل قصورهم خوفا من القادم المجهول والمستقبل المظلم الذى ينتظرهم بعد ان حولوا صباح السودان المشرق الى ليل حالك السواد فكانت هبة سبتمبر بكل ما تحمل معانى الانتفاضة الشعبية فى العام 2014 التى راح ضحيتها المئات من ابناء شعبى الشرفاء العزل والبعض الاخر لازال يقبع خلف القضبان والاخرون جرحى لم تضمد جراحهم بعد فى الوقت الذى تنصلت فيه بعض القوى الثورية من مسئوليتها التاريخية من خلال بياناتها التى تشتم منها رائحة المؤامرة الخسيسة ولم تستطيع تحريك قواعدها فى الداخل لمساندتهم وتنكرت لهم فى جبن واضح وصريح وهى تدعى انها تملك السند الشعبى والرصيد الجماهيرى فماذا كانت تنتظر وقد هب الشعب فى جنح الدجي ينشد التغيير ام ان الهدف ليس اسقاط النظام بل دغدغة للمشاعر واطالة امد الصراع الذى يدفع ثمنه ابناء شعبى (عيان من…. ولابس ليه سديرى) وتركتهم وحدهم يواجهون هذة الترسانة العسكرية الضخمة شرطة مدججة بالسلاح النارى وجنجويد متدثرون بثياب القوات المسلحة ومليشيات الامن والدفاع الشعبى من القناصة وخلافهم بصدور عارية اضافة للقبضة الحديدية بعزيمة لاتلين وشجاعة يحسدهم عليها الليث الهصور يريدون ازاحة هذا الكابوس الذى جثم على صدورهم 27عاما لم يزقوا طعم الحرية وينعموا بالممارسة الديمقراطية الحقيقية واشاعة روح العدل واسترداد الحقوق التى نهبها الجبهجية فى غفلة من الاحزاب السياسية المتهالكة عديمة الرؤية والمنطق والعيش الكريم وليس طمعا فى جاه او سلطان. ان اعطاء نظام الخرطوم المنهار هذا الحجم الضخم والمكانة الكبيرة التى لايستحقها هو الذى اطال عمر هذا النظام الغاشم وفاقم من معاناة هؤلا المساكين وقد كشف هذا الشعب البطل ان نظام الجبهجية هو نمر من ورق ومن الضعف والهوان ما لايصدقه عقل وجعلنا كاالذى يعانى من المس الشيطانى ان الثورات التى كتب لها النجاح واستطاعت تخليص شعوبها من الاضطهاد وتغيير هذة الانظمة النتنة والموغلة فى الفشل والرزيلة لم يتم لها ذلك بالتمنى والاحلام الوردية ونظرية ذيدان الكسلان(النوم فى العسل ) والمؤامرات التى تحاك فى الخفاء داخل الغرف المظلمة والمتاجرة بقضايا الشعوب وتفضيل ذو القربى ولكن تم ذلك عن طريق التوشح بالقومية والعمل الجاد والتضحيات الجسام والمثابرة التى من خلالها سطرت اسمها باحرف من نور فى متحف التأريخ الانسانى الخالد فالشعب السودانى الذى اصبح يتيم فاقد الابوين تتقاذفه اهواء السياسين القذرةوالمصالح الشخصية الضيقة والعنصرية البغيصة والجهوية السمجة اصبح يحتاج الى قوة دفع حقيقية (الانتفاضة الشعبية) لتحريك هذا البركان الذى شارف على الانفجار لتحقيق هذا الحلم الذى اصبح واقع وكلنا نرى نظام الجبهجية وهو يعانى سكرات الموت بل ويحتضر من خلال تصريحات رئيسهم الفاشل المزعور وهو يتوعد الشعب بالسحل والقتل وهو اجبن مايكون بعد ان حوصر من قبل عدالة الارض ممثلة فى المحكمة الجنائية الدولية من جهة وشرفاء بلادى من جهة اخرى (ماذا يفيد الشاة بعد زبحها) فالشعب الذى صبر على ظلم اهل الانقاذ طوال هذه السنوات لم يكن ذلك استكانة او خوف ورعب بل كان اعتمادة على القوى الثورية التى التف حولها وساندها وظل يشعل شعلة التحرر من حين لاخر من اجل كسر هذه الاغلال والقيود التى كبلها به هذا النظام المجرم الذى لايعرف للمواثيق والعهود سبيلا فقد جبل على القدر ونقض المواثيق واكل مال السحت والكذب المستدام عكس التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة