أبوبكر مختار
في مثل هذا اليوم قبل “12” كانت جحافل قوات حركة العدل والمساواة السودانية، تجتاح مدينة أمدرمان في عملية نوعية أسميت بعملية “الزراع الطويل” التي قطعت نحو “1600” كيلو متر حتى دخولها مدينة أمدرمان نهاراََ وبقاء القوات فيها لأكثر من “24” ساعه.
العملية العسكرية رغم إتفاق الناس حولها وإختلافهم عليها إلا أنها أثبتت حينها قدرة المقاومة المسلحة على مُنازلة النظام الحاكم في عُقر داره،ونقل الحرب من الأطراف لداخل العاصمة الخرطوم التي تصدر منها قرارات الإبادة الجماعية، وحرق القرى في عموم دارفور.
كما أن العملية أظهرت وضاعة الإعلام الرسمي الذي صور الحادثة بأنها غزو أجنبى، وووصف مقاتلي حركة العدل والمساواة السودانية بأفظع الألفاظ، كما أظهرت تفاهت القوى السياسية التي تبارت في إدانة الفعل وهرولت نحو القيادة العامة والإلتقاء بملك الإبادة الجماعية مُباركين له الإنتصار المزعوم.
أراد النظام حينها الإنتصار لذاته عقب إنسحاب قوات حركة العدل والمساواة السودانية من أمدرمان وشنّ حملات إعتقالات واسعه طالت مواطني إقليم دارفور المقيمين في الخرطوم، كما أنه عمد على طردهم من الوظائف الحكومية والأجهزة العسكرية ودمغهم بالطابور الخامس، بجانب الحملة المسعورة التي طالت التُجار في كل من سوق ليبيا وامدرمان وغيرها من الأسواق الكبيرة التي أجبرت آلاف على ترك أعمالهم التجارية مُكرهين بسبب المضايقات التي يواجهونها،ولم تقتصر حملة النظام الحاكم في العاصمة الخرطوم بل تعدت ذلك لتشمل ولايات حيث تعرض عدد من المواطنين فيها للتنكيل.
تجئ الذكرى ال”12″لعملية الزراع الطويل،قد مضى عاماً على سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بثورة شعبية وهي مكملة للثورة المسلحة التي إنطلقت من الهامش قبل “17” عام فتضحيات المقاومة المسلحة مهدت الطريق أمام سقوط البشير، بعد أن ضعف نظامه وغارت قوته، وغرق في مشاكل سياسية واقتصادية لا حصر لها عجلت برحيله قبل عام.
