مقالات وآراء

الخمول السياسي لسكرتارية الحركة الشعبية ! (1-2)

مايكل ريال كرستوفر
تؤطئة :
حزب من كذب ما بيقوم بناء .. وبناء منخرب ما بيعمر بناء ..
” حميد ”
ان الحركة الشعبية لتحرير السودان التى كانت صاحبة سمعة سياسية في السابق تختلف مائة وثمانين درجة (180درجة )عن الحركة الشعبية الحالية التى يدير امورها ثلة من الموظفين الغير مؤهلين لادارة العملية السياسية بالبلاد وهؤلاء النفر من الشخصيات الحديثة التجربة نجحوا فى تسلق هياكل الحزب الحاكم عبر نهج التعيين والمحابة واخرين اتى على اعتبارات الاثنية فوجدوا ضالتهم في الحزب الكبير ولم يفلحوا في اي انجاز يزكر ولو بالقليل من المشاريع السياسية والبرامج التى يفترض أن تكون نابعة من الخط العام لحزب الحركة الشعبية ، و لكن دائماً سخرية الاقدار تدفع باناس لا هم بكادر سياسي ولا اكاديمي، والامثلة لأمثالهم صور معلقة باروقة الامانة العام للحزب الحاكم لا تحصر و لا تعد ، لذلك كان من الطبيعي جداَ بأن يحدث خمول فى العمل السياسي ، وان تتحول اوعية الحزب الى مكاتب اشبه بمكاتب الحج والعمرة التى تعمل كل عام وهذا ما تلمسناه من الظهور الموسمي للحزب .
من المفارقات العجيبة والغربية بأن القيادات الحالية المكلفين بالعمل بسكرتاية الحزب الحاكم هم مجموعة من الشخصيات التى تتسم بالعجز والجمود الفكري وبعيدين كل البعد من فلسفة ومشروع السودان الجديد، ووجودهم اضحى اليوم مجرد وجود صوري ويجيدون فقط المكوث بالمكاتب فقط والونسة بالتلفونات ( من 6صباحاً الى 6مساء ) نسمع لهم ضجيجا ولا نرى طحين، والمخجل بأن السكرتارية الحالية لم نسمع منهم اي بيان او فعل سياسي يتناسق ويتماشى مع هموم الشارع، فضلاً عن ضعف المواقف التى تتعلق بما يدورمن مجريات الاحداث المتصاعدة إقليميا ومحليا، وما يمكن أن نقول عنهم هو انهم مجموعة من الناس جلبوا الفشل، واتوا بتوقعات عكس ما هو مرجو منهم،واصابوا العضوية العريضة بخيبة أمل، واوقعوا المواطنين واصدقاء الحركة الشعبية في فخ الإحباط واليأس، وساهم هؤلاءالموظفين الحديثي التجارب فى التأخر والتراجع والتقهقر الحزبي، وما يميزهم اكثر هو عدم تحقيقيهم لاي من الأهداف والطموحات ، والفشل ليس عيباً إنما العيب أن يقف الإنسان عند حدود فشله ويتوقف عن العمل والجد والاجتهاد، وأن يسمح لليأس بالسيطرة عليه ويقولون في الأمثال لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة، الخص أسباب تلك الجماعة التى تسلقت بالتملق حتى وصلت قمة هيكلة السكرتارية العامة للحزب فى الاتي :
– عدم التخطيط الصحيح: التخطيط السليم للأمور وضعف الاداء العام خاصة فى جانب رسم الخط السياسي الذى بالضرورة يرتبط بقضايا المواطن .
– الفشل فى حشد الكادر النوعي ذوي الخبرات فى الممارسة السياسية ، والعكوف عن الابداع التنظيمي الذى اصبح يدار من خلال ترك الأمور للصدفة، وهي أهم جوانب الفشل السياسي والتنظيمي للقائمين على امر سكرتارية الحزب .
– ضعف الخبرات: من الواضح بأن تلك الجماعة من الموظفين يعملون دون أن ينتقوا اى هدفاً لذا نتلمس ترهل الحزب نسبة لتكدس انصاف الكوادر اصحاب الخبرات الغير كافية ، فهذا الأهمال لجوانب الخبرة والدراية تسبب فى الوقوع في فخ الفشل بسرعة وتدريجيآ اندثرت الحركة الشعبية من الساحة وبقي فيها ما لا ينفع الناس كاولئك الناس البسطاء فى نمط التفكير .
– التنازع والاختلاف: ثقافة الاختلافات والتمييز بين عضوية الحركة ( ناس الخرطوم وناس الخلاء ) خلقت نوع من التنافس الداخلي الغير مبرر وهذا النزاع وعدم التوافق ساهم فى إشعال نيران الفتن باروقة مؤسسات الحزب التى تدار بمزاجية مطلقة ونتج عنها ذلك الكم الهائل من الفشل الزريع في كل شيء، لذلك لا بد من البحث عن بيئة منسجمة متوافقة، يسودها التفاهم والاحترام والإيثار، وهذا يتم من خلال الاسراع بعقد المؤتمرات القاعدية واعفاء المكلفين بامر الامانة العامة لكي يعودوا ادراجهم من حيث اتوا ويتركوا السياسة لاهلها المعروفين .
– العجز والكسل: ان صفات الخمول والكسل والتراخي أهم الأسباب التى تسببت فى عزوف الحزب عن قضايا الجماهير وتحول الى حلقات اجتماعية تبث عبرها سموم الفشل وللامانة والتاريخ فى ظل الامانة الحالية غابت ملامح اي نشاط واندثرت كل اشكال الفاعليات التى كانت تقوم بها بالسابق سكرتارية المنظمات الفئوية والجماهيرية ولم نرى اى دور للسكرتارية المعنية بفئة ( الطلاب ، المراة ، والمهندسين والاطباء وقطاع العمال) ربما العيب فى من هم بداخل تلك الامانة الحساسة التى ترتبط بالجماهير ولكن كيف ستستقيم الامور وعود السكرتير المكلف اكثر من معوج .. عجبي !
يوم باكر احلى

مقالات ذات صلة